حكم اخراج زكاة الفطر في بلد اخر

حكم اخراج زكاة الفطر في بلد اخر

حكم إخراج زكاة الفطر في بلد آخر

مقدمة

زكاة الفطر هي أحد أهم العبادات المالية التي فرضها الله تعالى على المسلمين، وهي واجبة على كل مسلم ومسلمة، قادر ومقيم، وذلك لإخراجها في يوم عيد الفطر المبارك، وقد اختلف الفقهاء في حكم إخراج زكاة الفطر في بلد آخر غير بلد الإقامة، فمنهم من أجاز ذلك ومنهم من منع.

في هذا المقال، سنناقش حكم إخراج زكاة الفطر في بلد آخر، وسنستعرض أدلة كل من الفريقين، وسنخلص في النهاية إلى الرأي الراجح في هذه المسألة.

الأدلة التي تجيز إخراج زكاة الفطر في بلد آخر

الدليل الأول: حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات”.

الدليل الثاني: أن زكاة الفطر هي حق للفقراء والمساكين، ولا يشترط إخراجها في بلد معين.

الدليل الثالث: أن إخراج زكاة الفطر في بلد آخر قد يكون أيسر وأسهل على المزكي، خاصة إذا كان يعيش في بلد غني ووفرة.

الأدلة التي تمنع إخراج زكاة الفطر في بلد آخر

الدليل الأول: حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “أدوا زكاة الفطر إلى أهل بلدكم”.

الدليل الثاني: أن زكاة الفطر هي صدقة واجبة على المسلم في بلد إقامته، ولا يجوز إخراجها في بلد آخر.

الدليل الثالث: أن إخراج زكاة الفطر في بلد آخر قد يؤدي إلى حرمان الفقراء والمساكين في بلد الإقامة.

الرأي الراجح في حكم إخراج زكاة الفطر في بلد آخر

الرأي الراجح عند جمهور الفقهاء هو أن إخراج زكاة الفطر في بلد آخر جائز بشرطين:

الأول: أن يكون المزكي قادراً على إخراجها في بلد إقامته.

الثاني: ألا يكون إخراجها في بلد آخر أيسر وأسهل عليه.

فإذا تحققا هذان الشرطان، جاز للمزكي أن يخرج زكاة الفطر في بلد آخر.

حالات يجوز فيها إخراج زكاة الفطر في بلد آخر

هناك بعض الحالات التي يجوز فيها إخراج زكاة الفطر في بلد آخر، منها:

السفر: إذا سافر المسلم إلى بلد آخر قبل يوم عيد الفطر المبارك، جاز له أن يخرج زكاة الفطر في بلد سفره.

العمل: إذا كان المسلم يعمل في بلد آخر غير بلد إقامته، جاز له أن يخرج زكاة الفطر في بلد عمله.

الدراسة: إذا كان المسلم يدرس في بلد آخر غير بلد إقامته، جاز له أن يخرج زكاة الفطر في بلد دراسته.

الخوف: إذا كان المسلم خائفاً على نفسه أو ماله في بلد إقامته، جاز له أن يخرج زكاة الفطر في بلد آخر.

الضيق: إذا كان المسلم يعاني من ضيق مالي في بلد إقامته، جاز له أن يخرج زكاة الفطر في بلد آخر.

الفقر: إذا كان المسلم فقيراً لا يجد ما يخرج به زكاة الفطر في بلد إقامته، جاز له أن يخرجها في بلد آخر.

الحكمة من مشروعية إخراج زكاة الفطر

تطهير النفس من الشح والبخل.

إدخال السرور على الفقراء والمساكين.

سد حاجات الفقراء والمساكين في يوم العيد.

تحقيق التكافل الاجتماعي بين المسلمين.

إحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

كيفية إخراج زكاة الفطر

يجب إخراج زكاة الفطر قبل صلاة عيد الفطر المبارك.

مقدار زكاة الفطر صاع من الطعام، أي ما يعادل 2.5 كيلوغرام.

يجوز إخراج زكاة الفطر من أي نوع من الطعام، والأفضل أن يكون من الطعام الذي يغلب على أهل البلد.

يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً، بشرط أن يكون النقد معادلاً لقيمة الطعام الذي يجب إخراجه.

الفقراء والمساكين الذين يستحقون زكاة الفطر

الفقراء: وهم الذين لا يملكون ما يكفيهم من المال أو الطعام أو الكساء.

المساكين: وهم الذين يملكون ما يكفيهم من المال أو الطعام أو الكساء، ولكنهم لا يجدون عملاً أو مصدر دخل ثابت.

العاملون في سبيل الله: وهم الذين يعملون في الدعوة إلى الله تعالى أو في نشر العلم أو في أي عمل آخر فيه خير للمسلمين.

الغارمون: وهم الذين عليهم ديون ولا يستطيعون سدادها.

ابن السبيل: وهو المسافر الذي نفدت نفقته في الطريق.

الخلاصة

وفي الختام، نؤكد على أهمية إخراج زكاة الفطر، فهي عبادة عظيمة لها أجر كبير عند الله تعالى، وهي حق للفقراء والمساكين، يجب علينا أن نؤديه على أكمل وجه.

أضف تعليق