حكم الإفطار في رمضان للمريض

حكم الإفطار في رمضان للمريض

العنوان: حكم الإفطار في رمضان للمريض

المقدمة:

شهر رمضان المبارك هو شهر العبادة والتقوى، الذي فرضه الله -عز وجل- على المسلمين، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة. والصيام في رمضان واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر، إلا أن هناك بعض الحالات التي يجوز فيها الإفطار في رمضان، منها المرض. وفي هذا المقال، سنتناول حكم الإفطار في رمضان للمريض بالتفصيل.

أولًا: تعريف المريض الذي يجوز له الإفطار:

المريض الذي يجوز له الإفطار في رمضان هو الذي لا يستطيع الصيام بسبب مرضه، بحيث يكون الصيام مضرًا بصحته أو متعذرًا عليه. ويشمل ذلك المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل أمراض القلب والسكري والضغط، والمرضى الذين أجريت لهم عمليات جراحية مؤخرًا أو الذين يعانون من إصابات خطيرة، والمرضى الذين يتناولون أدوية تتعارض مع الصيام، والمرضى الذين يعانون من نقص شديد في الوزن أو سوء التغذية.

ثانيًا: حكم الإفطار للمريض الذي لا يستطيع الصيام:

يجوز للمريض الذي لا يستطيع الصيام أن يفطر في رمضان، ولا إثم عليه في ذلك. وقد قال الله -تعالى- في كتابه الكريم: “وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ” (البقرة: 185). وقد أجمع العلماء على أن المريض الذي لا يستطيع الصيام يجوز له الإفطار، ولا يجب عليه القضاء.

ثالثًا: حكم الإفطار للمريض الذي يخاف من تفاقم مرضه:

إذا كان المريض يخاف من أن يؤدي الصيام إلى تفاقم مرضه، أو إلى ضرر كبير في صحته، فإنه يجوز له الإفطار في رمضان. وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “لا ضرر ولا ضرار”. وفي هذه الحالة، يجب على المريض أن يستشير طبيبه لمعرفة مدى خطورة الصيام على صحته، وأن يتخذ قرار الإفطار بناءً على نصيحة الطبيب.

رابعًا: حكم الإفطار للمريض الذي يتناول أدوية تتعارض مع الصيام:

إذا كان المريض يتناول أدوية تتعارض مع الصيام، مثل الأدوية التي يجب تناولها على معدة فارغة أو الأدوية التي يجب تناولها مع الطعام، فإنه يجوز له الإفطار في رمضان. ويجب عليه أن يستشير طبيبه لمعرفة كيفية تعديل الجرعات أو مواعيد تناول الأدوية لتتناسب مع الصيام، وإذا لم يكن ذلك ممكنًا، فإنه يجوز له الإفطار.

خامسًا: حكم الإفطار للمريض الذي يعاني من نقص شديد في الوزن أو سوء التغذية:

إذا كان المريض يعاني من نقص شديد في الوزن أو سوء التغذية، فإنه يجوز له الإفطار في رمضان. وذلك لأن الصيام قد يؤدي إلى تفاقم حالته الصحية، وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. وفي هذه الحالة، يجب على المريض أن يتناول غذاءً صحيًا متوازنًا لتعويض ما فقده من وزن أو عناصر غذائية خلال فترة الصيام.

سادسًا: قضاء الصيام للمريض الذي أفطر:

يجب على المريض الذي أفطر في رمضان أن يقضي الأيام التي أفطرها بعد انتهاء شهر رمضان، وذلك في أي وقت خلال العام. ويمكنه القضاء بالتتابع أو بشكل متفرق، حسب قدرته. ولا يجب عليه التتابع في قضاء الصيام إلا إذا كان قد أفطر جميع أيام شهر رمضان.

سابعًا: فدية الإفطار للمريض الذي لا يستطيع القضاء:

إذا كان المريض لا يستطيع قضاء الأيام التي أفطرها في رمضان بسبب مرضه، فإنه يجب عليه إخراج فدية عن كل يوم أفطره. وتكون الفدية إطعام مسكين واحد عن كل يوم أفطره. ويمكنه إخراج الفدية دفعة واحدة أو على أقساط، حسب قدرته.

الخاتمة:

يجوز للمريض الذي لا يستطيع الصيام في رمضان أن يفطر، ولا إثم عليه في ذلك. ويجب عليه أن يقضي الأيام التي أفطرها بعد انتهاء شهر رمضان، أو أن يخرج فدية عن كل يوم أفطره. وقد أجمع العلماء على أن المريض الذي لا يستطيع الصيام يجوز له الإفطار، ولا يجب عليه القضاء.

أضف تعليق