حكم الإيمان بأركان الإيمان الستة

حكم الإيمان بأركان الإيمان الستة

حكم الإيمان بأركان الإيمان الستة

مقدمة

الإيمان هو التصديق الجازم بكل ما جاء به النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – من عند الله تعالى، وهو أساس الإسلام وعموده. وقد حدد الإسلام ستة أركان للإيمان، وهي: الإيمان بالله، والإيمان بملائكته، والإيمان بكتبه، والإيمان برسله، والإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره. والإيمان بهذه الأركان الستة واجب على كل مسلم، ومن أنكر واحداً منها أو شك فيه فقد كفر وخرج من الإسلام.

أولاً: الإيمان بالله

الإيمان بالله هو أساس الإيمان كله، وهو التصديق الجازم بوحدانية الله وألوهيته، وأنه هو الخالق المدبر لكل شيء، وأنه المستحق للعبادة وحده لا شريك له. والإيمان بالله يقتضي الإيمان بأسمائه وصفاته، وبأنه هو الغني الحميد المجيد الكريم، وأنه هو العليم الحكيم القدير، وأنه هو الرازق الرؤوف الرحيم.

ثانياً: الإيمان بالملائكة

الإيمان بالملائكة هو التصديق الجازم بوجود الملائكة وأنهم مخلوقات الله تعالى، وأنهم عباد مكرمون مطيعون له منفذون لأوامره. والملائكة أنواع كثيرة، منهم جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل، ومنهم الحفظة والشهود والكرام الكاتبين. والملائكة مكلفون بمهام مختلفة، منها حمل العرش وتسبيح الله تعالى والوحي إلى الأنبياء والرسل، وحفظ الناس وتدبير أمور الكون.

ثالثاً: الإيمان بالكتب السماوية

الإيمان بالكتب السماوية هو التصديق الجازم بأن الله تعالى أنزل كتباً على أنبيائه ورسله لتكون هداية للناس وبياناً لهم لحلال الله وحرامه. والكتب السماوية كثيرة، منها التوراة والإنجيل والزبور والقرآن الكريم. والقرآن الكريم هو آخر الكتب السماوية وأشرفها، وهو معجزة خالدة لنبي الله محمد – صلى الله عليه وسلم – وهو دستور الحياة للمسلمين في كل زمان ومكان.

رابعاً: الإيمان بالرسل

الإيمان بالرسل هو التصديق الجازم بأن الله تعالى أرسل أنبياء ورسلاً إلى الناس لهدايتهم وإرشادهم إلى سواء السبيل. والرسل كثيرون، منهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد – صلى الله عليهم وسلم -، وهم أفضل الخلق وأكرمهم عند الله تعالى. والرسل مكلفون بتبليغ رسالات الله تعالى إلى الناس، ودعوتهم إلى توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له.

خامساً: الإيمان باليوم الآخر

الإيمان باليوم الآخر هو التصديق الجازم بأن الله تعالى سيبعث الناس بعد موتهم ويحاسبهم على أعمالهم في الدنيا، وسيجازي المحسنين بالحسنة والمسيئين بالسيئة. واليوم الآخر هو يوم عظيم ورهيب، وهو يوم الفصل بين الناس، وفيه يتبين لكل إنسان جزاء عمله.

سادساً: الإيمان بالقدر خيره وشره

الإيمان بالقدر خيره وشره هو التصديق الجازم بأن الله تعالى هو الذي خلق كل شيء وأنه هو المتصرف في الكون كله، وأنه هو الذي قدر كل شيء مقدراً. والقدر نوعان: قدر مبرم وقدر معلق. القدر المبرم هو ما لا يمكن تغييره، مثل الموت والرزق والأجل. القدر المعلق هو ما يمكن تغييره، مثل المرض والصحة والفقر والغنى. والإيمان بالقدر يقتضي الرضا بقضاء الله تعالى وقدره، والصبر على المكاره، وتفويض الأمور إلى الله تعالى.

خاتمة

الإيمان بأركان الإيمان الستة هو واجب على كل مسلم، ومن أنكر واحداً منها أو شك فيه فقد كفر وخرج من الإسلام. والإيمان بهذه الأركان يثمر في حياة المسلم آثاراً عظيمة، منها: الطمأنينة والسكينة في القلب، والرضا بقضاء الله تعالى وقدره، والإخلاص في العبادة، والعمل الصالح، والدعوة إلى الخير. نسأل الله تعالى أن يرزقنا الإيمان الكامل بأركان الإيمان الستة، وأن يثبتنا على الحق حتى نلقاه.

أضف تعليق