حكم الاحتفال بالفلانتين

حكم الاحتفال بالفلانتين

حكم الاحتفال بالفلانتين

مقدمة:

يعد عيد الحب أو الفالنتاين من الأعياد التي انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وخاصة بين الشباب. وهو يوم يحتفل فيه الناس بالتعبير عن حبهم لبعضهم البعض من خلال إرسال الهدايا والبطاقات وتناول العشاء في الخارج أو الذهاب إلى السينما. وقد أثار هذا الاحتفال الكثير من الجدل بين العلماء والفقهاء حول حكم الاحتفال به من الناحية الشرعية.

أولاً: أصل عيد الحب:

يعود أصل عيد الحب إلى مهرجان لوبركاليا الروماني، الذي كان يحتفل به في 15 فبراير. وخلال هذا المهرجان، كان يتم تقديم القرابين للآلهة من أجل حماية الأغنام والمحاصيل. وفي القرن الخامس الميلادي، قام البابا غريغوري الأول بتحويل هذا المهرجان إلى عيد مسيحي للاحتفال بقديس الحب، وهو القديس فالنتين.

ثانياً: حكم الاحتفال بعيد الحب في الإسلام:

اختلف العلماء والفقهاء في حكم الاحتفال بعيد الحب، فمنهم من حرمه ومنهم من أباحه ومنهم من كرهه.

1- الفريق الأول: يرى الفريق الأول أن الاحتفال بعيد الحب حرام، وذلك لأنه من الأعياد التي ابتدعها غير المسلمين، ولأنه يتضمن بعض العادات والطقوس التي تنافي تعاليم الإسلام، مثل تبادل الهدايا والبطاقات بين الجنسين.

2- الفريق الثاني: يرى الفريق الثاني أن الاحتفال بعيد الحب جائز، وذلك لأنه لا يتضمن أي محرم شرعي، بل هو مجرد مناسبة للتعبير عن الحب والتقدير بين الزوجين.

3- الفريق الثالث: يرى الفريق الثالث أن الاحتفال بعيد الحب مكروه، وذلك لأنه بدعة لم تكن معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة والتابعين.

ثالثاً: حجج الفريق الأول:

يستند الفريق الأول الذي يحرم الاحتفال بعيد الحب إلى عدة حجج، منها:

1- مخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تشبه بقوم فهو منهم”، وهذا يعني أن الاحتفال بعيد الحب يعد تشبهاً بالكفار في عاداتهم وتقاليدهم.

2- إشاعة الفاحشة: يرى الفريق الأول أن الاحتفال بعيد الحب يؤدي إلى إشاعة الفاحشة بين الشباب، وذلك لأنه يشجع على الاختلاط غير المشروع بين الجنسين وتبادل الهدايا والبطاقات التي قد تحتوي على ألفاظ وعبارات غير لائقة.

3- إضاعة المال: يرى الفريق الأول أن الاحتفال بعيد الحب يعد إضاعة للمال، وذلك لأن الناس ينفقون أموالاً طائلة على شراء الهدايا والبطاقات والزهور.

رابعاً: حجج الفريق الثاني:

يستند الفريق الثاني الذي يجيز الاحتفال بعيد الحب إلى عدة حجج، منها:

1- عدم وجود نص شرعي يحرمه: يرى الفريق الثاني أن الاحتفال بعيد الحب ليس محرماً شرعاً، وذلك لأنه لا يوجد نص في القرآن الكريم أو السنة النبوية يحرمه.

2- التعبير عن الحب والتقدير: يرى الفريق الثاني أن الاحتفال بعيد الحب يعد مناسبة للتعبير عن الحب والتقدير بين الزوجين، وهذا أمر محمود شرعاً.

3- إدخال السرور على القلوب: يرى الفريق الثاني أن الاحتفال بعيد الحب يعد وسيلة لإدخال السرور على القلوب، وهذا أمر مطلوب شرعاً.

خامساً: حجج الفريق الثالث:

يستند الفريق الثالث الذي يكره الاحتفال بعيد الحب إلى عدة حجج، منها:

1- البدعة: يرى الفريق الثالث أن الاحتفال بعيد الحب يعد بدعة، وذلك لأنه لم يكن معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة والتابعين.

2- التشبه بالكفار: يرى الفريق الثالث أن الاحتفال بعيد الحب يعد تشبهاً بالكفار في عاداتهم وتقاليدهم، وهذا أمر غير محمود شرعاً.

3- إضاعة الوقت والمال: يرى الفريق الثالث أن الاحتفال بعيد الحب يعد إضاعة للوقت والمال، وذلك لأنه يشغل المسلمين عن العبادات والطاعات.

سادساً: موقف العلماء المعاصرين من الاحتفال بعيد الحب:

اختلفت مواقف العلماء المعاصرين من الاحتفال بعيد الحب، فمنهم من حرمه ومنهم من أباحه ومنهم من كرهه.

1- الفريق الأول: يرى الفريق الأول من العلماء المعاصرين أن الاحتفال بعيد الحب حرام، ومن هؤلاء الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ صالح الفوزان.

2- الفريق الثاني: يرى الفريق الثاني من العلماء المعاصرين أن الاحتفال بعيد الحب جائز، ومن هؤلاء الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ محمد الغزالي والشيخ محمد متولي الشعراوي.

3- الفريق الثالث: يرى الفريق الثالث من العلماء المعاصرين أن الاحتفال بعيد الحب مكروه، ومن هؤلاء الشيخ عبد الله بن جبرين والشيخ عبد الرحمن البراك والشيخ محمد بن صالح العثيمين.

سابعاً: حكم شراء هدايا عيد الحب:

اختلف العلماء والفقهاء في حكم شراء هدايا عيد الحب، فمنهم من حرمه ومنهم من أباحه ومنهم من كرهه.

1- الفريق الأول: يرى الفريق الأول أن شراء هدايا عيد الحب حرام، وذلك لأنه يعد من وسائل الاحتفال بعيد الحب المحرم.

2- الفريق الثاني: يرى الفريق الثاني أن شراء هدايا عيد الحب جائز، وذلك لأنه لا يعد من وسائل الاحتفال بعيد الحب المحرم.

3- الفريق الثالث: يرى الفريق الثالث أن شراء هدايا عيد الحب مكروه، وذلك لأنه بدعة لم تكن معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة والتابعين.

الخاتمة:

اختلف العلماء والفقهاء في حكم الاحتفال بعيد الحب، فمنهم من حرمه ومنهم من أباحه ومنهم من كرهه. والدليل على حرمة الاحتفال بعيد الحب أقوى وأرجح من الدليل على جوازه. ولذلك ينبغي على المسلمين تجنب الاحتفال بهذا العيد، والالتزام بالضوابط الشرعية في التعبير عن الحب والمودة بين الزوجين

أضف تعليق