حكم الانحراف اليسير عن القبلة

حكم الانحراف اليسير عن القبلة

حكم الانحراف اليسير عن القبلة

مقدمة:

إن الصلاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي عماد الدين، وهي صلة العبد بربه، وهي معراج المؤمن، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة. وقد فرض الله تعالى الصلاة على المسلمين خمس مرات في اليوم والليلة، وشرع لهم قبلة يتجهون إليها في صلاتهم، وهي الكعبة المشرفة في مكة المكرمة.

أولاً: تعريف الانحراف اليسير عن القبلة:

الاختلاف اليسير عن القبلة في الصلاة هو أن يكون هناك انحراف بسيط عن القبلة، سواء عن اليمين أو عن الشمال، دون أن يكون الانحراف كبيراً يبطل الصلاة.

ثانياً: حكم الانحراف اليسير عن القبلة:

ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الانحراف اليسير عن القبلة في الصلاة لا يبطلها، سواء كان الانحراف عن اليمين أو عن الشمال، سواء كان الانحراف عن سهو أو عن عمد، ولا فرق في ذلك بين الفرض والنافلة.

ثالثاً: أدلة مشروعية الانحراف اليسير عن القبلة:

وقد استدل الفقهاء على مشروعية الانحراف اليسير عن القبلة في الصلاة بعدة أدلة، منها:

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي حيث توجهت به راحلته”

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على راحلته حيث توجهت به”

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على ناقته حيث توجهت به الخطام”

رابعاً: حدود الانحراف اليسير عن القبلة:

اختلف الفقهاء في تحديد مدى الانحراف اليسير عن القبلة الذي لا يبطل الصلاة، والصواب أن الانحراف اليسير هو الذي لا يكون ملحوظاً للناظر، أي أن يكون الانحراف بسيطاً جداً لا يمكن ملاحظته بالعين المجردة.

خامساً: حالات الانحراف اليسير عن القبلة:

هناك حالات كثيرة يمكن أن يقع فيها الانحراف اليسير عن القبلة، منها:

عند الصلاة في مكان واسع لا يوجد فيه علامة واضحة على اتجاه القبلة.

عند الصلاة في مكان ضيق لا يسمح بالتوجه إلى القبلة بشكل دقيق.

عند الصلاة على متن مركبة متحركة.

عند السفر في الصحراء أو في البحر.

سادساً: حكم من صلى منفرداً فانحرف عن القبلة عن سهو:

إذا صلى المسلم منفرداً فانحرف عن القبلة عن سهو، فإن صلاته صحيحة ولا شيء عليه، ولا يلزمه أن يعيد الصلاة.

سابعاً: حكم من صلى جماعة فانحرف عن القبلة عن سهو:

إذا صلى المسلم جماعة فانحرف عن القبلة عن سهو، فإن صلاته صحيحة ولا شيء عليه، ويجب عليه عندئذٍ أن يتابع الإمام في صلاته، ولا يلتفت إلى الانحراف عن القبلة.

خاتمة:

إن الانحراف اليسير عن القبلة في الصلاة لا يبطلها، سواء كان الانحراف عن اليمين أو عن الشمال، سواء كان الانحراف عن سهو أو عن عمد، ولا فرق في ذلك بين الفرض والنافلة.

أضف تعليق