خطبة عن تحويل القبلة للنابلسي

خطبة عن تحويل القبلة للنابلسي

الخطبة النابلسية في تحويل القبلة

مقدمة:

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب وأقام به الحجة على خلقه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي أمر أصحابه بالصلاة إلى المسجد الأقصى أول ما هاجر إلى المدينة المنورة، ثم أمرهم بالتحول إلى الكعبة المشرفة، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فإن تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المشرفة من الأحداث الجليلة في تاريخ الإسلام، وقد كان له أثر كبير في نفوس المسلمين، وقد ألقى العلامة النابلسي خطبة بليغة في هذا الموضوع، نستعرض فيها أهم ما جاء فيها:

أولاً: أسباب تحويل القبلة:

1. إظهار شريعة الإسلام: كان تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المشرفة إعلانًا عن استقلال الإسلام عن اليهودية والنصرانية، وإظهارًا لشريعة الإسلام الخاصة به.

2. تمييز المسلمين عن غيرهم: كان تحويل القبلة أيضًا وسيلة لتمييز المسلمين عن غيرهم من أهل الأديان الأخرى، وإظهار وحدتهم وترابطهم.

3. إبطال حجج المشركين: كان تحويل القبلة أيضًا ردًا على حجج المشركين الذين كانوا يعيبون على المسلمين صلاتهم إلى المسجد الأقصى، ويقولون بأنها قبلة اليهود والنصارى.

ثانيًا: حكمة تحويل القبلة:

1. توحيد المسلمين: كان تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المشرفة سببًا في توحيد المسلمين، وجعلهم يتوجهون إلى قبلة واحدة، مما زاد من وحدتهم وتماسكهم.

2. إكمال الدين: كان تحويل القبلة أيضًا سببًا في إكمال دين الإسلام، وإظهار شريعته الخاصة به، وإبطال حجج المشركين الذين كانوا يعيبون على المسلمين صلاتهم إلى المسجد الأقصى.

3. اختبار إيمان المسلمين: كان تحويل القبلة أيضًا اختبارًا لإيمان المسلمين، وتمييزًا بين المؤمنين والمنافقين، فمن صبر على هذا التحويل وأطاع أمر الله، فهو مؤمن حقًا، ومن اعترض عليه أو تذمر منه، فهو منافق.

ثالثًا: رد فعل المسلمين على تحويل القبلة:

1. استجابة المسلمين لأمر الله: استجاب المسلمون لأمر الله تعالى بتحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المشرفة، وأقبلوا على الصلاة إليها بكل طاعة وانقياد.

2. تعجب المنافقين من تحويل القبلة: تعجب المنافقون من تحويل القبلة، وقالوا بأن محمدًا يتبع الهوى، وأنه يحكم بالأهواء لا بالشرائع.

3. ثبات المؤمنين على تحويل القبلة: ثبت المؤمنون على تحويل القبلة، ولم يعترضوا عليه ولم يتذمروا منه، بل أقبلوا على الصلاة إليها بكل طاعة وانقياد.

رابعًا: تحويل القبلة في القرآن الكريم:

1. ذكر تحويل القبلة في سورة البقرة: ذكر الله تعالى تحويل القبلة في سورة البقرة، فقال تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144].

2. ذكر تحويل القبلة في سورة آل عمران: ذكر الله تعالى تحويل القبلة أيضًا في سورة آل عمران، فقال تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ} [آل عمران: 143].

3. ذكر تحويل القبلة في سورة النور: ذكر الله تعالى تحويل القبلة أيضًا في سورة النور، فقال تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَكَ فِي السَّمَاءِ فَسَنُوَلِّيَكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [النور: 45].

خامسًا: حكم تحويل القبلة:

1. وجوب تحويل القبلة: تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المشرفة واجب على كل مسلم، ومن تركه فهو عاص لله تعالى.

2. وقت تحويل القبلة: وقت تحويل القبلة هو وقت نزول آية تحويل القبلة، وهي قوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 144].

3. كيفية تحويل القبلة: كيفية تحويل القبلة هي أن يتجه المصلي إلى الكعبة المشرفة بوجهه وصدره، ويصلي إليها.

سادسًا: فضل تحويل القبلة:

1. فضل الصلاة إلى الكعبة المشرفة: الصلاة إلى الكعبة المشرفة أفضل من الصلاة إلى غيرها، لأنها قبلة المسلمين، ومهوى أفئدتهم.

2. فضل الصلاة في المسجد الحرام: الصلاة في المسجد الحرام أفضل من الصلاة في غيره، لأن المسجد الحرام هو أول بيت وضع للناس، وهو أشرف بقاع الأرض.

3. فضل الصلاة في المدينة المنورة: الصلاة في المدينة المنورة أفضل من الصلاة في غيرها، لأن المدينة المنورة هي دار هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي موطن قبره الشريف.

سابعًا: نصائح وإرشادات:

1. الحكمة من تحويل القبلة: تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المشرفة من الحكمة التي لا يُدرك الناس كنهها، ولكن على المسلم أن يطيع أمر الله تعالى، وينقاد له.

2. وجوب الصلاة إلى الكعبة المشرفة: الصلاة إلى الكعبة المشرفة واجبة على كل مسلم، ومن تركها فهو عاص لله تعالى.

3. فضل الصلاة إلى الكعبة المشرفة: الصلاة إلى الكعبة المشرفة أفضل من الصلاة إلى غيرها، لأنها قبلة المسلمين، ومهوى أفئدتهم.

خاتمة:

الحمد لله الذي أنعم علينا بالإسلام، وهدانا إلى سواء السبيل، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي أمر أصحابه بالصلاة إلى المسجد الأقصى أول ما هاجر إلى المدينة المنورة، ثم أمرهم بالتحول إلى الكعبة المشرفة، وعلى آله وصحبه أجمعين.

نسأل الله تعالى أن يوفقنا لطاعته، وأن يجعلنا من عباده الصالحين، وأن يرزقنا الجنة في الآخرة، إنه سميع مجيب.

أضف تعليق