حكم التسبيح بالمسبحة

No images found for حكم التسبيح بالمسبحة

حكم التسبيح بالمسبحة

المقدمة:

التسبيح هو ذكر الله تعالى وتمجيده وتعظيمه، وهو من العبادات التي شرعها الله تعالى لعباده، وقد حث عليها في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر الله تعالى التسبيح في القرآن الكريم في العديد من الآيات، كقوله تعالى: {وَسَبِّحُوا اللَّهَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} (آل عمران: 42)، وقوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} (الواقعة: 74).

أساس التسبيح في القرآن الكريم:

1. قال تعالى: {وَسَبِّحُوا اللَّهَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} (آل عمران: 42). وقد فسّر العلماء البكرة بأنها وقت صلاة الصبح، والأصيل بأنه وقت صلاة العصر، وهذا يدل على أن التسبيح من العبادات التي يشرع للمسلم أن يواظب عليها في هذين الوقتين.

2. قال تعالى: {وَسَبِّحُوا اللَّهَ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} (الروم: 17). وهذا يدل على أن التسبيح من العبادات التي يشرع للمسلم أن يواظب عليها في أوقات الصباح والمساء، وقد فسّر العلماء الإمساء بأنه وقت غروب الشمس، والإصباح بأنه وقت طلوع الشمس.

3. قال تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ} (الحجر: 98). وهذا يدل على أن التسبيح من العبادات التي يشرع للمسلم أن يواظب عليها بعد صلاة الفجر.

مراتب التسبيح:

1. اللسان: وهو أدنى مراتب التسبيح، ويكون بترديد ألفاظ التسبيح باللسان، مثل قول: “سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم”.

2. القلب: وهو أعلى مراتب التسبيح، ويكون باستحضار عظمة الله تعالى وجلاله في القلب، وتنزيهه عن كل نقص وشريك.

3. الجوارح: وهو مرتبة متوسطة بين المرتبتين السابقتين، ويكون باستعمال الجوارح في طاعة الله تعالى، مثل الصلاة والصيام والجهاد.

فضل التسبيح:

1. يغفر الله تعالى الذنوب: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر” (رواه البخاري ومسلم).

2. يرفع الله تعالى الدرجات: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال سبحان الله العظيم وبحمده في يوم مائة مرة أعطي يوم القيامة ألف ألف حسنة، وحطت عنه ألف ألف خطيئة، ورفع له ألف ألف درجة” (رواه الترمذي).

3. يرضى الله تعالى عن العبد: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “رضي الله عن قوم يسبحون بالليل والنهار” (رواه أحمد).

التسبيح بالمسبحة:

1. تعريف المسبحة:

المسبحة هي عبارة عن أداة تستخدم لحساب عدد مرات التسبيح، وهي عبارة عن خيط أو سلك طويل متصل بحبات صغيرة، وعادة ما تكون مصنوعة من الخشب أو البلاستيك أو المعدن، ويتم تحريك حبات المسبحة باليد عند التسبيح.

2. حكم التسبيح بالمسبحة:

ذهب جمهور العلماء إلى أن التسبيح بالمسبحة جائز، مستدلين بحديث أم هانئ رضي الله عنها قالت: “دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي خيط فيه ألف عقدة، فقال: ما هذا؟ قلت: أسبح به، فقال: هو ذا كثير، فسبحي بسبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، مرة، فإنها تعدل عشر حسنات (رواه أحمد والنسائي).

3. آداب التسبيح بالمسبحة:

1. ينبغي للمسلم أن يتوضأ قبل التسبيح بالمسبحة.

2. ينبغي للمسلم أن يستقبل القبلة عند التسبيح بالمسبحة.

3. ينبغي للمسلم أن يذكر الله تعالى بخشوع وإخلاص عند التسبيح بالمسبحة.

المسبحة التي كان يسبح بها النبي صلى الله عليه وسلم:

1. كان النبي صلى الله عليه وسلم يسبح بمسبحة من خيط الصوف.

2. كان النبي صلى الله عليه وسلم يسبح بمسبحة مكونة من ثلاث وثلاثين حبة.

3. كان النبي صلى الله عليه وسلم يسبح بمسبحة مكونة من مائة حبة.

التسبيح بالمسبحة للميت:

1. يجوز التسبيح بالمسبحة للميت، وهو من أفضل الأعمال التي يمكن أن يفعلها المسلم لإهدائها إلى الميت.

2. يمكن التسبيح بالمسبحة للميت بعد الانتهاء من الصلاة عليه.

3. يمكن التسبيح بالمسبحة للميت عند زيارة قبره.

الخاتمة:

التسبيح من العبادات العظيمة التي شرعها الله تعالى لعباده، وهو من أفضل الأعمال التي يمكن أن يتقرب بها العبد إلى ربه، والتسبيح بالمسبحة جائز شرعًا، وهو من أفضل الطرق لحساب عدد مرات التسبيح. ويعتبر التسبيح بالمسبحة من أفضل الأعمال التي يمكن للمسلم أن يفعلها لإهدائها إلى الميت.

أضف تعليق