سبحان الله اني كنت من الظالمين

سبحان الله اني كنت من الظالمين

يُعدّ التسبيح من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، ف التسبيح في اللغة: التنزه والتنزيه، أي تنزيه الله عن كل ما لا يليق به، وتسبيح الله في الشرع: إثبات صفات الكمال له تعالى ونفي النقائص عنه، ولهذا كان وأحد من أسماء الله تعالى “السبحان”، وقد قال الله تعالى: “سبحان الله عما يصفون”، وورد في الأحاديث النبوية الكثير من الأدلة على فضل التسبيح، ولذاع نردد هذه العبارة كثيرًا في اليوم كثيرًا؛ لأن التسبيح له مزايا عديدة، فهو يجعل المؤمن يشعر بالقرب، ويقرّب العبد من ربه، كما أنه يساعد على التقليل من التوتر والقلق، حيث وجدت الدراسات العلمية أيضًا أن التسبيح له فوائد صحية عديدة، فقد يساعد في تقليل ضغط الدم، وتحسين صحة القلب، وتقليل مستويات التوتر والقلق.

فضل التسبيح

إن التسبيح يمحو الخطايا، ف عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قال سبحان الله العظيم وبحمده، غُرست له نخلة في الجنة”، كما ذكر في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: “بينما رجل يمشي إذ سمع صوتًا في السماء يقول: “من يعمل خطيئة؟” فقال: أنا، فقال: ألا تستغفر؟ قال: بلى، فقال: فمن يعمل خطيئة؟ قال: أنا، فقال: ألا تستغفر؟ قال: بلى، فقال: فمن يعمل خطيئة؟ قال: أنا، فقال: ألا تستغفر؟ قال: بلى، قال: فإن لك توبة”.

إن التسبيح يُبعد الشيطان، ف عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قال: سبحان الله وبحمده، مائة مرة، حُطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر”، وهذا يعني أن التسبيح يُبعد الشيطان ويزرع القرب من الله تعالى، ف عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثر أن يقول: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده في دُبر كل صلاة”.

إن التسبيح يُكفر عن ذنب صاحبها، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قال سبحان الله وبحمده، في يوم مائة مرة، حُطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر”.

أنواع التسبيح

التسبيح المطلق: وهو أن يسبح العبد الله تعالى بأي تسبيحة كانت، وهذا النوع من التسبيح جائز في جميع الأوقات والأحوال، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قال: سبحان الله العظيم وبحمده، غُرست له نخلة في الجنة”، وذكر أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قال: سبحان الله العظيم وبحمده، عشر مرات، دُوِّنَت له عشر حسنات، ومُحِيَت عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات”، وهذا يدل على فضل التسبيح المطلق.

التسبيح المقيد: وهو التسبيح الذي يكون مقيدًا بوقت أو مكان أو سبب معين، وهذا النوع من التسبيح يكون أفضل من التسبيح المطلق في بعض الأوقات والأحوال، على سبيل المثال: التسبيح بعد الصلاة، والتسبيح عند دخول المسجد أو الخروج منه، والتسبيح عند رؤية شيء يُعجب المرء.

التسبيح الجلي: وهو أن يسبح العبد الله تعالى بلسانه، وهذا هو التسبيح الظاهر الذي يعرفه الناس.

التسبيح الخفي: وهو أن يسبح العبد الله تعالى بقلبه، وهذا هو التسبيح الباطن الذي لا يعرفه إلا الله تعالى، والتسبيح الخفي أفضل من التسبيح الجلي، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “أفضل الذكر الخفي”.

صيغ التسبيح

سبحان الله: وهذه الصيغة من التسبيح هي الأكثر شيوعًا، وهي تدل على تنزيه الله تعالى عن كل نقص أو عيب.

سبحان الله العظيم: وهذه الصيغة من التسبيح تدل على تنزيه الله تعالى عن كل نقص أو عيب، وعن كمال جلاله وعظمته.

سبحان الله وبحمده: وهذه الصيغة من التسبيح تدل على تنزيه الله تعالى عن كل نقص أو عيب، وعن شكر العبد لله تعالى على نعمه.

سبحان ربنا العظيم وبحمده: وهذه الصيغة من التسبيح تدل على تنزيه الله تعالى عن كل نقص أو عيب، وعن شكر العبد لله تعالى على نعمه، وعن تعظيم العبد لله تعالى.

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم: وهذه الصيغة من التسبيح تدل على تنزيه الله تعالى عن كل نقص أو عيب، وعن شكر العبد لله تعالى على نعمه، وعن تعظيم العبد لله تعالى، وعن كمال جلاله وعظمته.

فضل التسبيح على الجسد

التقليل من التوتر والقلق: يُعدّ التسبيح من العادات التي تساعد على تقليل الشعور بالقلق والتوتر، وذلك لأنه ينشط مناطق الدماغ المسؤولة عن الشعور بالهدوء والراحة، كما أنه يحسّن الحالة المزاجية، ويقلل من مستويات الهرمونات المرتبطة بالتوتر، مثل الكورتيزول والأدرينالين.

الحد من الاكتئاب: يمكن ممارسة التسبيح بانتظام إلى تخفيف الاكتئاب، وذلك لأنه يزيد من مستويات النشاط في الدماغ، ويحسن الحالة المزاجية، ويقلل من مستويات التوتر والقلق، كما أنه يُساعد في تحسين النوم، ونقص النوم من الأعراض الشائعة للاكتئاب.

تحسين الذاكرة: وُجد أن التسبيح يُساعد في تحسين الذاكرة، وذلك لأنه يُنشط مناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والتعلم، كما أنه يزيد من مستويات النشاط في الدماغ، ويحسن الحالة المزاجية، ويقلل من مستويات التوتر والقلق، وكل هذه العوامل تُساعد في تحسين الذاكرة.

تأثير التسبيح على العقل

زيادة الانتباه والتركيز: يُعدّ التسبيح من الأنشطة التي تساعد على زيادة الانتباه والتركيز، وذلك لأنه يُنشط مناطق الدماغ المسؤولة عن الانتباه والتركيز، كما أنه يُساعد في تقليل التشتت، ويحسن الحالة المزاجية، ويقلل من مستويات التوتر والقلق، وكل هذه العوامل تُساعد في زيادة الانتباه والتركيز.

تحسين الوظائف المعرفية: يُعدّ التسبيح من الأنشطة التي تساعد على تحسين الوظائف المعرفية، مثل التفكير والإبداع وحل المشكلات، وذلك لأنه يُنشط مناطق الدماغ المسؤولة عن هذه الوظائف، كما أنه يُساعد في تقليل التشتت، ويحسن الحالة المزاجية، ويقلل من مستويات التوتر والقلق، وكل هذه العوامل تُساعد في تحسين الوظائف المعرفية.

تقوية الذاكرة: يُعدّ التسبيح من الأنشطة التي تساعد على تقوية الذاكرة، وذلك لأنه يُنشط مناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والتعلم، كما أنه يُساعد في تقليل التشتت، ويحسن الحالة المزاجية، ويقلل من مستويات التوتر والقلق، وكل هذه العوامل تُساعد في تقوية الذاكرة.

الخاتمة

لاشك أنّ التسبيح من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه لقوله تعالى: “سبح لله ما في السموات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم”، وقد حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على التسبيح في أحاديث كثيرة، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: “سبحوا الله بكرةً وأصيلاً”، وقوله صلى الله عليه وسلم: “من قال سبحان الله العظيم وبحمده في يوم مائة مرة، غُفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر”.

أضف تعليق