حكم التعارف بين الرجل والمرأة بنية الزواج في المستقبل

حكم التعارف بين الرجل والمرأة بنية الزواج في المستقبل

حكم التعارف بين الرجل والمرأة بنية الزواج في المستقبل

مقدمة:

الإسلام دين الفطرة، وهو دين الرحمة، وقد شرع الله تعالى الزواج كأحد الوسائل المشروعة لإشباع الغريزة الجنسية، وبناء أسرة مستقرة، وتربية الأبناء تربية صالحة. وفي الوقت الحاضر، أصبح من الشائع أن يتعرف الرجل والمرأة على بعضهما البعض بهدف الزواج في المستقبل، وذلك من خلال وسائل مختلفة مثل مواقع التواصل الاجتماعي أو التعارف المباشر. فما حكم هذا التعارف في الإسلام؟ وما هي الضوابط التي يجب مراعاتها فيه؟

1. مشروعية التعارف بنية الزواج:

أجاز الإسلام التعارف بين الرجل والمرأة بنية الزواج في المستقبل، وذلك لعدة أسباب:

– لتحقيق مبدأ الكفاءة: حيث يمكن للرجل والمرأة من خلال التعارف التعرف على شخصية وطباع وأخلاق بعضهما البعض، والتأكد من كفاءتهما لبعضهما البعض.

– لتحقيق المودة والرحمة: حيث يمكن للرجل والمرأة من خلال التعارف التعرف على اهتمامات وتفضيلات بعضهما البعض، وبناء علاقة مبنية على المودة والرحمة.

– لتجنب المشاكل الزوجية: حيث يمكن للرجل والمرأة من خلال التعارف التعرف على عيوب ومساوئ بعضهما البعض، وبالتالي تجنب المشاكل الزوجية التي قد تحدث بعد الزواج.

2. الضوابط الشرعية للتعارف بنية الزواج:

رغم أن الإسلام أجاز التعارف بين الرجل والمرأة بنية الزواج، إلا أنه وضع بعض الضوابط الشرعية التي يجب مراعاتها في هذا التعارف، منها:

– أن يكون الهدف من التعارف الزواج الشرعي: فلا يجوز التعارف لغرض المتعة أو اللهو.

– أن يكون التعارف في إطار الحشمة والوقار: فلا يجوز الخلوة بين الرجل والمرأة، ولا يجوز التبرج أو التكشف.

– أن يكون التعارف بعلم ولي الأمر: فلا يجوز للرجل والمرأة أن يتعارفا دون علم ولي أمرهما.

3. وسائل التعارف بنية الزواج:

هناك العديد من الوسائل التي يمكن للرجل والمرأة من خلالها التعارف بهدف الزواج، منها:

– وسائل التواصل الاجتماعي: أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي من أبرز الوسائل التي يستخدمها الشباب في التعارف بهدف الزواج.

– التعارف المباشر: لا يزال التعارف المباشر من الطرق الشائعة للتعارف بهدف الزواج، ويمكن أن يتم ذلك من خلال الأصدقاء أو الأقارب أو الجيران.

– مكاتب الزواج: انتشرت في الآونة الأخيرة مكاتب الزواج التي تساعد الشباب على التعارف بهدف الزواج.

4. مخاطر التعارف بنية الزواج:

رغم أن التعارف بنية الزواج مشروع في الإسلام، إلا أنه قد ينطوي على بعض المخاطر، منها:

– إضاعة الوقت: قد يؤدي التعارف إلى إضاعة الوقت والجهد، خاصة إذا لم يكن الهدف منه جادًا.

– الإنخداع: قد يتعرض الرجل أو المرأة للإنخداع من الطرف الآخر، خاصة إذا كان الطرف الآخر غير صادق في نواياه.

– الوقوع في المحرمات: قد يؤدي التعارف إلى الوقوع في المحرمات، مثل الخلوة أو التبرج أو الزنا.

5. النصائح الشرعية للتعارف بنية الزواج:

هناك بعض النصائح الشرعية التي يمكن للرجل والمرأة اتباعها عند التعارف بنية الزواج، منها:

– التحصن بالتقوى: على الرجل والمرأة أن يتحصنا بالتقوى، وأن يتجنبا الوقوع في المحرمات.

– استشارة أهل الخبرة: على الرجل والمرأة أن يستشيرا أهل الخبرة في الزواج، مثل الوالدين أو الأصدقاء أو الأقارب.

– الصبر على اختيار الزوج أو الزوجة: على الرجل والمرأة أن يصبرا على اختيار الزوج أو الزوجة المناسب، وأن لا يتعجلا في اتخاذ القرار.

6. حكم التعارف بين الرجل والمرأة بدون نية الزواج:

يحرم التعارف بين الرجل والمرأة بدون نية الزواج، وذلك لعدة أسباب:

– لأنه يؤدي إلى الفتنة: قد يؤدي التعارف بدون نية الزواج إلى الفتنة بين الرجل والمرأة، ووقوعهما في المحرمات.

– لأنه يضيع الوقت والجهد: يضيع التعارف بدون نية الزواج الوقت والجهد، ولا يؤدي إلى أي فائدة.

– لأنه يخدع أحد الطرفين: قد يؤدي التعارف بدون نية الزواج إلى خداع أحد الطرفين، خاصة إذا كان أحد الطرفين جادًا في نواياه.

الخلاصة:

الزواج ركن من أركان المجتمع، والإسلام دين الفطرة، ولذلك فقد شرع الله الزواج وأباح التعارف بين الرجل والمرأة بنية الزواج، ولكن بشرط أن يكون هذا التعارف في إطار الحشمة والوقار، وأن يكون بعلم ولي الأمر، وأن يكون الهدف منه الزواج الشرعي. أما التعارف بدون نية الزواج فهو حرام، لأنه يؤدي إلى الفتنة ويضيع الوقت والجهد ويخدع أحد الطرفين.

أضف تعليق