حكم تبادل الرسائل بين الرجل والمرأة

حكم تبادل الرسائل بين الرجل والمرأة

حكم تبادل الرسائل بين الرجل والمرأة:

مقدمة:

تبادل الرسائل بين الرجل والمرأة من الأمور الشائعة في وقتنا الحالي، وذلك بفضل وسائل التواصل الاجتماعي التي وفرت طرقًا سهلة وسريعة للتواصل والتفاعل بين الناس من مختلف أنحاء العالم. ومع ذلك، فإن هذا الأمر قد أثار جدلاً واسعًا بين الفقهاء والعلماء المسلمين حول حكم تبادل الرسائل بين الرجل والمرأة. وفي هذا المقال، سوف نتناول هذا الحكم بالتفصيل، مستعرضين آراء الفقهاء المختلفة، مستندين إلى الأدلة الشرعية من القرآن والسنة النبوية.

أولاً: حكم تبادل الرسائل بين الرجل والمرأة في الإسلام:

1. الرأي الأول: يرى بعض الفقهاء أن تبادل الرسائل بين الرجل والمرأة جائز ولا حرج فيه، وذلك بشرط أن يكون الغرض من ذلك مشروعًا وبعيدًا عن أي شبهة أو محذور شرعي. واستدلوا على ذلك بعدة أدلة، منها:

قول الله تعالى: {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [النور: 32].

وقوله تعالى: {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 232].

2. الرأي الثاني: يرى بعض الفقهاء الآخرين أن تبادل الرسائل بين الرجل والمرأة حرام ونهى عنه الشرع الإسلامي. واستدلوا على ذلك بعدة أدلة، منها:

قول الله تعالى: {وَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} [الأحزاب: 32].

وقوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب: 53].

3. الرأي الثالث: يرى بعض الفقهاء أن تبادل الرسائل بين الرجل والمرأة جائز في بعض الحالات، وممنوع في حالات أخرى. واستدلوا على ذلك بعدة أدلة، منها:

قول الله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} [النساء: 35].

وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} [المؤمنون: 60].

ثانيًا: شروط جواز تبادل الرسائل بين الرجل والمرأة:

1. النية الحسنة: يجب أن يكون الغرض من تبادل الرسائل مشروعًا وبعيدًا عن أي شبهة أو محذور شرعي، كأن يكون الهدف هو التعرف على بعضهما البعض بغرض الزواج، أو التواصل في العمل أو الدراسة، أو الاستفادة من خبرات ومعارف كل منهما.

2. الغض عن البصر: يجب على الرجل والمرأة غض البصر عن بعضهما البعض أثناء تبادل الرسائل، وعدم النظر إلى صور أو مقاطع فيديو غير محتشمة.

3. الالتزام بالآداب الإسلامية: يجب على الرجل والمرأة الالتزام بالآداب الإسلامية في تعاملهما مع بعضهما البعض، مثل التحلي بالأخلاق الفاضلة، وتجنب الكلمات والتصرفات السيئة، والابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة الفتنة أو الشكوك.

ثالثًا: الحالات التي يحرم فيها تبادل الرسائل بين الرجل والمرأة:

1. التعارف بغرض غير مشروع: يحرم تبادل الرسائل بين الرجل والمرأة إذا كان الغرض من ذلك هو التعارف بغرض غير مشروع، مثل التعارف بغرض الزنا أو الفساد أو إقامة علاقة محرمة.

2. إثارة الفتنة: يحرم تبادل الرسائل بين الرجل والمرأة إذا كان الغرض من ذلك هو إثارة الفتنة أو الشكوك بينهما، أو الإضرار بسمعتهما أو سمعة أهلهما.

3. الضرر النفسي: يحرم تبادل الرسائل بين الرجل والمرأة إذا كان الغرض من ذلك هو الإضرار النفسي بأحدهما، مثل إرساله رسائل تحتوي على كلمات جارحة أو مهينة أو تهديدات أو ابتزاز.

رابعًا: حكم تبادل الرسائل بين المحارم:

يجوز تبادل الرسائل بين المحارم، مثل الأخوة والأخوات وأبناء العمومة وأبناء الخال، بشرط أن يكون الهدف من ذلك مشروعًا وبعيدًا عن أي شبهة أو محذور شرعي. ويجب عليهم الالتزام بالآداب الإسلامية في تعاملهم مع بعضهم البعض، وتجنب الكلمات والتصرفات السيئة، والابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة الفتنة أو الشكوك.

خامسًا: حكم تبادل الرسائل بين الزوجين:

يجوز تبادل الرسائل بين الزوجين، وذلك بهدف التواصل مع بعضهما البعض، وتبادل الخبرات والمعلومات، وتوطيد العلاقة الزوجية. ويجب عليهما الالتزام بالآداب الإسلامية في تعاملهما مع بعضهما البعض، وتجنب الكلمات والتصرفات السيئة، والابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة الفتنة أو الشكوك.

سادسًا: حكم تبادل الرسائل بين الرجل والمرأة في العمل:

يجوز تبادل الرسائل بين الرجل والمرأة في العمل، وذلك بهدف التواصل في العمل أو الدراسة، وتبادل الخبرات والمعلومات. ويجب عليهما الالتزام بالآداب الإسلامية في تعاملهما مع بعضهما البعض، وتجنب الكلمات والتصرفات السيئة، والابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة الفتنة أو الشكوك.

سابعًا: حكم تبادل الرسائل بين الرجل والمرأة في وسائل التواصل الاجتماعي:

يجوز تبادل الرسائل بين الرجل والمرأة في وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بهدف التواصل مع بعضهما البعض، وتبادل الخبرات والمعلومات، وتوطيد العلاقة الاجتماعية. ويجب عليهما الالتزام بالآداب الإسلامية في تعاملهما مع بعضهما البعض، وتجنب الكلمات والتصرفات السيئة، والابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة الفتنة أو الشكوك.

خاتمة:

في ختام هذا المقال، نؤكد على أن تبادل الرسائل بين الرجل والمرأة جائز في الإسلام، ولكن بشرط أن يكون الغرض من ذلك مشروعًا وبعيدًا عن أي شبهة أو محذور شرعي. ويجب على الرجل والمرأة الالتزام بالآداب الإسلامية في تعاملهما مع بعضهما البعض، وتجنب الكلمات والتصرفات السيئة، والابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة الفتنة أو الشكوك.

أضف تعليق