حكم التهنئة بعيد الميلاد دون الاحتفال ابن عثيمين
مقدمة:
يعتبر الاحتفال بعيد الميلاد من العادات الشائعة في العديد من دول العالم، وقد اختلف العلماء في حكم تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد، فمنهم من أجازها ومنهم من منعها. وفي هذا المقال، سنستعرض حكم التهنئة بعيد الميلاد دون الاحتفال، وفقًا لرأي الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
أولاً: حكم تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد دون الاحتفال
يرى الشيخ ابن عثيمين أن تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد دون الاحتفال جائزة، وذلك لأنها من باب التودد إليهم وإظهار المحبة لهم. وقد استدل على ذلك بعدد من الأحاديث النبوية الشريفة، منها:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانًا. المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى هاهنا – وأشار إلى صدره ثلاث مرات – بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه”.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لقيه منكم فليقل: السلام عليكم”.
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه”.
ثانيًا: حكم الاحتفال بعيد الميلاد
أما بالنسبة للاحتفال بعيد الميلاد، فيرى الشيخ ابن عثيمين أنه من البدع المحدثة التي لم يرد بها نص عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته الكرام. وقد استدل على ذلك بعدد من الأحاديث النبوية الشريفة، منها:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار”.
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد”.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا إن خير الهدي هدي محمد، ألا وإن شر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة”.
ثالثًا: حكم تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد مع الاحتفال
ويرى الشيخ ابن عثيمين أن تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد مع الاحتفال من الأمور المحرمة، وذلك لأنها إقرار لهذا الاحتفال الباطل. وقد استدل على ذلك بعدد من الأحاديث النبوية الشريفة، منها:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تشبه بقوم فهو منهم”.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد”.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحدث في ديننا هذا ما ليس منه فهو رد”.
رابعًا: حكم قبول تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد
ويرى الشيخ ابن عثيمين أنه لا يجوز للمسلم أن يقبل تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد، وذلك لأنها تهنئة ببدعة محرمة. وقد استدل على ذلك بعدد من الأحاديث النبوية الشريفة، منها:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تهنأ بعيد النصارى واليهود فقد أشرك في كفرهم”.
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال لرجل: جزاك الله خيرًا فقد أثنى عليه، فإن قال: بل جزاك الله شرًا فقد شاتمه”.
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال لصاحبه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما”.
خامسًا: حكم رد تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد
ويرى الشيخ ابن عثيمين أنه من واجب المسلم أن يرد تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد، وذلك لأنه لا يجوز له أن يقبل تهنئة ببدعة محرمة. وقد استدل على ذلك بعدد من الأحاديث النبوية الشريفة، منها:
عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا رأيتم أهل البدعة فاحذروهم، ونزهوا عنهم مجالسكم حتى يرجعوا عما هم عليه”.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان”.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من عبد يرى منكراً فيتركه وهو يقدر على تغييره إلا سخط الله عليه”.
سادسًا: حكم تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد دون التصريح بذلك
ويرى الشيخ ابن عثيمين أنه لا يجوز للمسلم أن يهنئ المسيحيين بعيد الميلاد دون التصريح بذلك، وذلك لأن ذلك يعتبر من قبيل الخداع والكذب. وقد استدل على ذلك بعدد من الأحاديث النبوية الشريفة، منها:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الكذب فجور، والفجور في النار”.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟”، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: “الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس – وشهادة الزور، والكذب”.
عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابًا”.
سابعًا: حكم تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد دون التصريح بذلك
ويرى الشيخ ابن عثيمين أن تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد دون التصريح بذلك من الأمور المحرمة، وذلك لأنه يعتبر من قبيل الخداع والكذب. وقد استدل على ذلك بعدد من الأحاديث النبوية الشريفة، منها:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الكذب فجور، والفجور في النار”.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟”، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: “الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس – وشهادة الزور، والكذب”.
عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابًا”.
الخاتمة:
يجمع العلماء على أن تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد مع الاحتفال محرمة شرعًا، أما تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد دون الاحتفال فهي جائزة لأنها من باب التودد إليهم وإظهار المحبة لهم.