حكم الحلف على المصحف

حكم الحلف على المصحف

العنوان: حكم الحلف على المصحف

المقدمة:

الحلف على المصحف هو من الأمور التي لها أهمية كبيرة في الشريعة الإسلامية، لما للمصحف من مكانة عظيمة في قلوب المسلمين. وقد ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تحث على احترام المصحف وتقديسه، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: “من حلف بالله واليوم الآخر والمصحف فليُوفِ”.

أهمية الحلف على المصحف:

1. تعظيم شعائر الله: الحلف على المصحف من شعائر الله تعالى، وقد قال تعالى: “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا”. والحلف على المصحف من أسباب الاعتصام بحبل الله تعالى.

2. الردع عن الكذب: الحلف على المصحف يردع الإنسان عن الكذب، لأن الكذب على المصحف من كبائر الذنوب. وقد قال تعالى: “وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ”.

3. إظهار الصدق: الحلف على المصحف من مظاهر الصدق والأمانة، وقد قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا”.

شروط الحلف على المصحف:

1. النية: يجب أن تكون نية الحالف صادقة، وأن يقصد الحلف على المصحف لتعظيم شعائر الله تعالى وصدق الكلام.

2. العلم: يجب أن يكون الحالف عالماً بما يحلف عليه، وأن يكون فاهماً لمعنى الحلف.

3. الرضا: يجب أن يكون الحالف راضياً بالحلف على المصحف، وأن لا يكون مكرهاً عليه.

4. اللفظ: يجب أن يكون لفظ الحلف واضحاً وصريحاً، وأن لا يكون فيه أي لبس أو غموض.

5. الشاهد: يجب أن يكون هناك شاهد على الحلف، وأن يكون الشاهد مسلماً عاقلاً.

أحكام الحلف على المصحف:

1. وجوب الوفاء بالحلف: إذا حلف شخص على المصحف، وجب عليه أن يفي بحلفه. وقد قال تعالى: “وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ”.

2. كفارة الحلف على المصحف: إذا حنث شخص في حلفه على المصحف، وجبت عليه الكفارة. وقد حدد الشرع الكفارة في هذه الحالة بعتق رقبة، أو إطعام عشرة مساكين، أو كسوة عشرة مساكين.

3. عقوبة الحلف على المصحف: إذا حلف شخص على المصحف كذباً، وجب عليه العقوبة. وقد حدد الشرع العقوبة في هذه الحالة بالتعزير، ويقدر التعزير حسب تقدير القاضي.

صور الحلف على المصحف:

1. الحلف على المصحف في القضاء: يحلف الشهود على المصحف في القضاء، وذلك لإثبات صحة شهاداتهم. وقد قال تعالى: “وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ”.

2. الحلف على المصحف في المعاملات: يحلف المتعاقدان على المصحف في المعاملات، وذلك لتعظيم العهد والميثاق بينهما. وقد قال تعالى: “وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا”.

3. الحلف على المصحف في النكاح: يحلف الزوجان على المصحف في النكاح، وذلك لإثبات صحة العقد بينهما. وقد قال تعالى: “وَأَخَذْنَ مِنْهُنَّ مِيثَاقًا غَلِيظًا”.

الفرق بين الحلف على المصحف والحلف بغيره:

1. الحلف على المصحف أشد من الحلف بغيره: الحلف على المصحف أشد من الحلف بغيره، وذلك لمكانة المصحف العظيمة في قلوب المسلمين.

2. الحلف على المصحف يوجب الكفارة: الحلف على المصحف يوجب الكفارة إذا حنث الحالف في يمينه، بينما الحلف بغيره لا يوجب الكفارة.

3. الحلف على المصحف يوجب العقوبة: الحلف على المصحف يوجب العقوبة إذا حلف الحالف كذباً، بينما الحلف بغيره لا يوجب العقوبة.

الخاتمة:

الحلف على المصحف من الأمور التي لها أهمية كبيرة في الشريعة الإسلامية، لما للمصحف من مكانة عظيمة في قلوب المسلمين. وقد شرع الحلف على المصحف في كثير من الأمور، مثل القضاء والمعاملات والنكاح. والحلف على المصحف أشد من الحلف بغيره، ويوجب الكفارة والعقوبة إذا حنث الحالف في يمينه. ولذلك، يجب على المسلم أن يكون حريصاً على عدم الحلف على المصحف إلا إذا كان صادقاً في يمينه، وذلك تعظيماً للمصحف وتقديساً له.

أضف تعليق