هل يجوز الحلف على المصحف

المقدمة

الحلف على المصحف هو من أقوى أنواع الحلف عند المسلمين، ويستعمل غالبًا في المواقف التي يريد فيها الشخص أن يؤكد على صدق كلامه أو نيته في الوفاء بوعده. ويعتبر الحلف على المصحف بمثابة عهد بين الشخص وبين الله تعالى، وبالتالي فهو يحمل في طياته قدسية خاصة.

حكم الحلف على المصحف

اختلف الفقهاء في حكم الحلف على المصحف، فذهب بعضهم إلى تحريمه جملة وتفصيلاً، واستدلوا على ذلك بقول الله تعالى: {وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ} [البقرة: 224]. وقال آخرون بجوازه مطلقًا، مستدلين بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من حلف بالله أو بالذي لا إله إلا هو أو بالرحمن فقد بر، ومن حلف بغير ذلك فقد أثم». وقال فريق ثالث بالجواز مع الكراهة، وذلك لأن الحلف على المصحف فيه تعظيم لشعائر الله تعالى، وقد لا يكون الحالف أهلاً لذلك.

شروط الحلف على المصحف

إذا جاز الحلف على المصحف، فلا بد من توافر شروط معينة حتى يكون الحلف صحيحًا، ومن أهم هذه الشروط:

1- أن يكون الحالف مكلفًا، أي عاقلًا بالغًا.

2- أن يكون الحالف جادًا في حلفه، وأن لا يقصد به المزاح أو اللعب.

3- أن يكون الحلف على أمر مباح، فلا يجوز الحلف على ارتكاب معصية أو ترك واجب.

4- أن يكون الحلف محددًا وواضحًا، ولا يجوز الحلف على أمر غامض أو مشتبه.

كيفية الحلف على المصحف

إذا توافرت شروط الحلف على المصحف، فيجب على الحالف أن يتوضأ أولاً، ثم يمسك المصحف بيده اليمنى ويضعه على صدره، ثم يقول: «أقسم بالله العظيم وبما جاء في كتابه العزيز أن أفعل كذا وكذا».

أحكام الحلف على المصحف

إذا حلف الشخص على المصحف، ولم يف بيمينه، فقد ارتكب إثمًا كبيرًا، وعليه أن يكفر عن يمينه إما بالصوم ثلاثة أيام متتالية أو بإطعام عشرة مساكين أو بكسوتهم أو بتحرير رقبة مؤمنة. وإذا كان الحالف عاجزًا عن الكفارة، فيجب عليه أن يستغفر الله تعالى ويتوب إليه.

فضل الحلف على المصحف

الحلف على المصحف له فضل كبير، ومن ذلك:

1- أنه يقوي الإيمان في قلب الحالف ويجعله أكثر خشية لله تعالى.

2- أنه يمنع الحالف من ارتكاب المعاصي والذنوب.

3- أنه يجعل كلام الحالف أكثر ثقة وقبولاً عند الآخرين.

الخاتمة

الحلف على المصحف من الأمور الخطيرة التي لا ينبغي الإقدام عليها إلا عند الضرورة القصوى. وإذا حلف الشخص على المصحف، فعليه أن يفي بيمينه، وإلا فقد ارتكب إثمًا كبيرًا وعليه أن يكفر عن يمينه.