حكم الخلوة

حكم الخلوة

المقدمة:

الخلوة في الإسلام هي وجود رجل وامرأة أجنبيين عن بعضهما البعض في مكان خاص بعيدًا عن أنظار الناس، وقد حرم الإسلام الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبيين لما فيها من مفاسد وفتن قد تؤدي إلى الوقوع في الزنا أو ما دونه من المحرمات.

أسباب تحريم الخلوة:

1. الوقوع في الزنا: إن الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبيين من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الوقوع في الزنا، إذ إن وجودهما معًا في مكان خاص بعيدًا عن أنظار الناس يهيئ الظروف المناسبة لارتكاب هذه الجريمة النكراء.

2. إثارة الشهوات: إن وجود رجل وامرأة أجنبيين عن بعضهما البعض في مكان خاص من شأنه أن يثير الشهوات ويؤدي إلى التفكير في المحرمات، وقد ينتهي الأمر بالوقوع في الزنا أو ما دونه من المحرمات.

3. الفتنة: إن وجود رجل وامرأة أجنبيين عن بعضهما البعض في مكان خاص من شأنه أن يثير الفتنة بينهما، وقد يؤدي ذلك إلى وقوع مشاكل وخلافات بينهما.

حكم الخلوة:

حكم الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبيين هو التحريم، وقد جاءت الأدلة الشرعية الكثيرة التي تدل على هذا التحريم، ومن هذه الأدلة:

1. قوله تعالى: {وَلا تَخْلُوا بِهِنَّ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الأحزاب: 53].

2. حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان” [رواه الترمذي].

3. حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “لعن الله الخليلين والخلوتين” [رواه أحمد].

صور الخلوة:

الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبيين لها صور متعددة، منها:

1. الخلوة المباشرة: وهي وجود رجل وامرأة أجنبيين عن بعضهما البعض في مكان خاص بعيدًا عن أنظار الناس، مثل وجودهما معًا في غرفة مغلقة أو في سيارة منعزلة.

2. الخلوة غير المباشرة: وهي وجود رجل وامرأة أجنبيين عن بعضهما البعض في مكان عام ولكن لا يكون هناك أحد آخر غيرهما، مثل وجودهما معًا في حديقة عامة أو في مقهى خالٍ من الناس.

3. الخلوة الإلكترونية: وهي وجود رجل وامرأة أجنبيين عن بعضهما البعض في مكان افتراضي، مثل وجودهما معًا في غرفة دردشة أو في منتدى إلكتروني.

حكم الخلوة في بعض الحالات:

1. العلاقة الزوجية: يجوز الخلوة بين الزوج والزوجة، وذلك لأن العلاقة الزوجية هي علاقة مباحة شرعًا، وقد أمر الله تعالى المسلمين بالمعاشرة بالمعروف.

2. صلة الرحم: يجوز الخلوة بين المحارم، وذلك لأن صلة الرحم من الأمور المطلوبة في الإسلام، ولا حرج في وجود رجل وامرأة من المحارم في مكان خاص معًا.

3. الضرورة: يجوز الخلوة بين رجل وامرأة أجنبيين في حالة الضرورة، مثل وجودهما معًا في مكان عام ولا يكون هناك أحد آخر غيرهما، أو وجودهما معًا في سيارة منعزلة بسبب عطل مفاجئ.

شروط جواز الخلوة:

إذا دعت الضرورة إلى الخلوة بين رجل وامرأة أجنبيين، فيجب أن تتوفر الشروط التالية:

1. أن تكون الخلوة في مكان عام: لا يجوز الخلوة بين رجل وامرأة أجنبيين في مكان خاص بعيدًا عن أنظار الناس.

2. أن يكون هناك محرم: يجب أن يكون هناك محرم مع الرجل والمرأة الأجنبيين أثناء الخلوة، وذلك حتى يمنع وقوع أي محرمات.

3. أن تكون الخلوة قصيرة: يجب أن تكون الخلوة قصيرة قدر الإمكان، ولا يجوز إطالتها بدون داع.

الآثار المترتبة على الخلوة المحرمة:

للخلوة المحرمة آثار خطيرة على الفرد والمجتمع، ومن هذه الآثار:

1. الوقوع في الزنا: إن الخلوة المحرمة من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الوقوع في الزنا، إذ إن وجود رجل وامرأة أجنبيين عن بعضهما البعض في مكان خاص بعيدًا عن أنظار الناس يهيئ الظروف المناسبة لارتكاب هذه الجريمة النكراء.

2. إثارة الشهوات: إن الخلوة المحرمة من شأنها أن تثير الشهوات وتؤدي إلى التفكير في المحرمات، وقد ينتهي الأمر بالوقوع في الزنا أو ما دونه من المحرمات.

3. الفتنة: إن الخلوة المحرمة من شأنها أن تثير الفتنة بين الرجل والمرأة الأجنبيين، وقد يؤدي ذلك إلى وقوع مشاكل وخلافات بينهما.

الخاتمة:

إن الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبيين من الأمور المحرمة في الإسلام، وقد حرمها الإسلام لما فيها من مفاسد وفتن قد تؤدي إلى الوقوع في الزنا أو ما دونه من المحرمات.

أضف تعليق