حكم الطلاق ثلاث مرات متفرقة

No images found for حكم الطلاق ثلاث مرات متفرقة

الطلاق ثلاث مرات متفرقة: الحكم الشرعي

مقدمة

الطلاق هو حل الرابطة الزوجية بين الزوجين، وهو من أبغض الحلال عند الله سبحانه وتعالى، وقد شرع الطلاق لضرورة قد تقتضي فك هذه الرابطة، إلا أن الشريعة الإسلامية حذرت من استسهال الطلاق وأكدت على وجوب بذل كل الجهود لإصلاح ذات البين والحفاظ على الحياة الزوجية.

أقسام الطلاق

ينقسم الطلاق إلى قسمين رئيسيين:

الطلاق الرجعي: هو الطلاق الذي يقع مرة واحدة أو مرتين، ويظل الزوجان خلال فترة العدة زوجين، ويجوز للزوج أن يراجع زوجته خلال هذه الفترة دون الحاجة إلى عقد زواج جديد.

الطلاق البائن: هو الطلاق الذي يقع ثلاث مرات، ويترتب عليه انقطاع العلاقة الزوجية بشكل نهائي، ولا يجوز للزوج أن يراجع زوجته بعده إلا بعقد زواج جديد.

حكم الطلاق ثلاث مرات متفرقة

اتفق الفقهاء على أن الطلاق ثلاث مرات متفرقة يعتبر طلاقًا بائنًا، ولا يجوز للزوج أن يراجع زوجته بعده إلا بعقد زواج جديد. وقد استدلوا على ذلك بما يلي:

قول الله تعالى: {فَإِن طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّى تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ} [البقرة: 230].

قول النبي صلى الله عليه وسلم: “الطلاق مرتان، فإما مسك بمعروف أو تسريح بإحسان، فإذا طلق الثالثة فقد حرمت عليه حتى تنكح زوجًا غيره” [رواه أحمد والترمذي وابن ماجه].

الطلاق الثلاثي في المذاهب الأربعة

المذهب الحنفي: يرى المذهب الحنفي أن الطلاق الثلاثي الواقع دفعة واحدة يعتبر طلاقًا بائنًا، أما الطلاق الثلاثي الواقع متفرقًا فيعتبر طلاقًا رجعيًا.

المذهب المالكي: يرى المذهب المالكي أن الطلاق الثلاثي الواقع دفعة واحدة أو متفرقًا يعتبر طلاقًا بائنًا.

المذهب الشافعي: يرى المذهب الشافعي أن الطلاق الثلاثي الواقع دفعة واحدة أو متفرقًا يعتبر طلاقًا بائنًا، إلا أن الزوج يجوز له أن يراجع زوجته بعده إذا كان قد طلقها وهي حامل.

المذهب الحنبلي: يرى المذهب الحنبلي أن الطلاق الثلاثي الواقع دفعة واحدة يعتبر طلاقًا بائنًا، أما الطلاق الثلاثي الواقع متفرقًا فيعتبر طلاقًا رجعيًا.

الآثار المترتبة على الطلاق ثلاث مرات متفرقة

يترتب على الطلاق ثلاث مرات متفرقة عدد من الآثار الشرعية، منها:

انقطاع العلاقة الزوجية بين الزوجين بشكل نهائي.

عدم جواز عودة الزوجين إلى بعضهما البعض إلا بعقد زواج جديد.

سقوط حق الزوج في نفقة زوجته ومتعتها.

سقوط حق الزوجة في نفقتها ومتعتها.

سقوط حق الزوجة في الميراث من زوجها.

سقوط حق الزوج في الميراث من زوجته.

الحكمة من تحريم الطلاق ثلاث مرات متفرقة

شرع الإسلام تحريم الطلاق ثلاث مرات متفرقة لحكمة بالغة، منها:

الحفاظ على الحياة الزوجية واستقرارها.

منع الزوج من استسهال الطلاق والتعسف في استخدامه.

إعطاء الزوج والزوجة فرصة لإعادة النظر في علاقتهما الزوجية وإصلاح ذات البين.

حماية المرأة من الضرر الذي قد يلحق بها نتيجة الطلاق المتكرر.

الطلاق ثلاث مرات متفرقة في القانون

تنظم القوانين المدنية في الدول المختلفة مسألة الطلاق، ومنها الطلاق الثلاث مرات متفرقة. وقد اختلف موقف القوانين المدنية من هذه المسألة، حيث أجاز بعضها الطلاق الثلاث مرات متفرقة في حين حظره البعض الآخر.

الخاتمة

الطلاق ثلاث مرات متفرقة هو من الأمور الخطيرة التي تؤدي إلى انقطاع العلاقة الزوجية بشكل نهائي، ولذلك يجب على الزوجين بذل كل الجهود لإصلاح ذات البين والحفاظ على الحياة الزوجية. وإذا لم يكن هناك مفر من الطلاق، فيجب أن يكون طلاقًا رجعيًا حتى يتسنى للزوجين العودة إلى بعضهما البعض إذا رغبا في ذلك.

أضف تعليق