حكم الفطور في رمضان بدون عذر

حكم الفطور في رمضان بدون عذر

﴿المقدمة:﴾

رمضان شهر مقدس عند المسلمين، وفيه يتوجب الصيام على كل مسلم بالغ عاقل قادر، إلا من كان معذورًا شرعًا، كالشيخ الكبير، والمريض الذي لا يرجى شفاؤه، والمسافر، والحامل، والمرضع، والحيض والنفساء، ومن كان مثلهم.

﴿أحكام الفطور في رمضان بدون عذر:﴾

﴿1. حرمة الفطر في رمضان بدون عذر:﴾

يُعد الفطر في شهر رمضان من دون عذر شرعي معصية كبرى، وقد توعد الله تعالى المفطرين من غير عذر بأشد العقاب.

ويدل على ذلك قول الله تعالى: “فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ”، وقوله تعالى: “وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ”.

واتفق جمهور العلماء على تحريم الفطر في رمضان من دون عذر شرعي، واعتبروه من الكبائر الموجبة للعقاب الشديد.

﴿2. عقوبة المفطر في رمضان بدون عذر:﴾

عقوبة المفطر في رمضان من دون عذر شرعي صيام شهرين متتابعين، ولا يُقبل منه الفدية، كما قال عليه السلام: “مَن أفطر يومًا من شهر رمضان متعمدًا ولا عذر له فليس له قضاء ولا كفارة إلا أن يصوم شهرين متتابعين”، وهذا عند الحنفية والمالكية والشافعية.

بينما يرى الحنابلة أن عقوبة المفطر في رمضان من دون عذر شرعي هي إطعام ستين مسكينًا، أو صيام شهرين متتابعين، أو عتق رقبة، ومن لم يقدر على شيء من ذلك فعليه التوبة النصوح.

ويجب على المفطر في رمضان من دون عذر شرعي أن يُسارع إلى التوبة النصوح، ويتصدق بالأموال التي أفطر فيها، ويصوم عن كل يوم أفطره يومين، ويصوم شهرين متتابعين، أو يعتق رقبة، أو يطعم ستين مسكينًا.

﴿3. من لا يجب عليه الصيام في رمضان:﴾

لا يجب الصيام في رمضان على المسافر، والحامل، والمرضع، والشيخ الكبير، والمريض الذي لا يرجى شفاؤه، ومن كان مثلهم.

يُعد المسافر من لا يكون مقيمًا في بلد معين لمدة أربعة أيام فأكثر، ولا يجب عليه الصيام في رمضان، ويُمكنه الفطر وقضاء الصيام بعد رمضان.

تُعفى الحامل والمرضع من الصيام في رمضان إذا خافتا على نفسيهما أو على أولادهما، ويجب عليهما قضاء الصيام بعد رمضان.

﴿4. حكم صيام المريض في رمضان:﴾

يُعفى المريض الذي لا يرجى شفاؤه من الصيام في رمضان، ولا يجب عليه القضاء، ويجب عليه دفع الفدية عن كل يوم أفطره، وهي إطعام مسكين واحد عن كل يوم.

إذا كان المرض مؤقتًا، يجب على المريض الصيام، ولا يجوز له الفطر، وإذا أفطر فعليه القضاء بعد رمضان.

يُعفى الشيخ الكبير الذي لا يستطيع الصيام من الصيام في رمضان، ولا يجب عليه القضاء، ويجب عليه دفع الفدية عن كل يوم أفطره، وهي إطعام مسكين واحد عن كل يوم.

﴿5. حكم صيام الحائض والنفساء في رمضان:﴾

تُعفى الحائض والنفساء من الصيام في رمضان، ولا يجب عليهما القضاء، ويجب عليهما دفع الفدية عن كل يوم أفطراه، وهي إطعام مسكين واحد عن كل يوم.

إذا طهرت الحائض أو النفساء قبل غروب الشمس، وجب عليها الصيام، ولا يجوز لها الفطر، وإذا أفطرت فعليها القضاء بعد رمضان.

يُسن للحائض والنفساء أن تُكثر من الأعمال الصالحة في رمضان، مثل الدعاء والذكر وقراءة القرآن والصدقة.

﴿6. حكم صيام الطفل في رمضان:﴾

لا يجب الصيام على الطفل الذي لم يبلغ سن التكليف، وهو سن البلوغ عند الذكور، وسن الحيض عند الإناث.

يُستحب للطفل الذي بلغ سن السابعة أن يتدرب على الصيام، ويُمكنه الصيام يومًا أو يومين، ثم يزيد تدريجيًا حتى يتمكن من الصيام الكامل.

يُكره للطفل الذي لم يبلغ سن السابعة أن يصوم، لأن الصيام قد يُضر بصحته.

﴿7. حكم صيام العامل في رمضان:﴾

يجب على العامل الذي يعمل في رمضان أن يصوم، ولا يجوز له الفطر إلا إذا كان مريضًا أو مسافرًا أو كان عمله شاقًا جدًا.

إذا كان العامل مريضًا أو مسافرًا، فعليه قضاء الصيام بعد رمضان، وإذا كان عمله شاقًا جدًا، فعليه دفع الفدية عن كل يوم أفطره، وهي إطعام مسكين واحد عن كل يوم.

يُستحب للعامل الذي يعمل في رمضان أن يتناول وجبة السحور قبل الفجر، وأن يُكثر من شرب الماء بين الإفطار والسحور.

﴿الخاتمة:﴾

يعتبر الصيام في شهر رمضان ركنًا أساسيًا من أركان الإسلام، وقد فرضه الله تعالى على المسلمين البالغين العاقلين القادرين، ولا يجوز للمسلم أن يفطر في شهر رمضان من دون عذر شرعي، وإذا أفطر فعليه التوبة النصوح وقضاء الصيام أو دفع الفدية.

أضف تعليق