حكم المفطر في رمضان بدون عذر

حكم المفطر في رمضان بدون عذر

الحكم الشرعي للفطر في شهر رمضان بدون عذر

المقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، شهر رمضان هو شهر الخير والبركة والتقوى والغفران هو شهر الصيام والعبادة وقراءة القرآن الكريم، ومن فضل الله علينا أن جعل لنا هذا الشهر فرصة عظيمة للتكفير عن ذنوبنا وتقربنا إليه بالطاعات، ومن أهم عبادة هذا الشهر الصيام، والصيام في رمضان من أهم فرائض الإسلام الخمسة، وهو ركن من أركانه، قال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون” (البقرة: 183)، فمن أفطر في رمضان بدون عذر فهو آثم عند الله عز وجل وعليه التوبة والاستغفار، وقد وردت أحاديث كثيرة في بيان حكم من أفطر في رمضان بدون عذر، وفي هذا المقال سنتعرف على هذا الحكم.

أولاً: تعريف المفطر في رمضان بدون عذر:

المفطر في رمضان بدون عذر هو من تعمد الإفطار في شهر رمضان من غير عذر شرعي، والعذر الشرعي هو ما يبيح الفطر في رمضان مثل المرض والسفر والحمل والرضاعة ونحو ذلك، أما من أفطر في رمضان من غير عذر شرعي فهو آثم عند الله عز وجل وعليه التوبة والاستغفار.

ثانيًا: أنواع المفطرين في رمضان بدون عذر:

ينقسم المفطرون في رمضان بدون عذر إلى قسمين:

1- من أفطر جهلاً بالحكم الشرعي للصيام:

وهو من أفطر في رمضان لأنه لا يعلم أن الصيام في رمضان واجب، فهذا معذور عند الله عز وجل ولا إثم عليه، ولكن عليه أن يتعلم حكم الصيام حتى يصوم في رمضان القادم.

2- من أفطر عن علم وعمد:

وهو من أفطر في رمضان وهو يعلم أن الصيام واجب عليه، فهذا آثم عند الله عز وجل وعليه التوبة والاستغفار، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أفطر يومًا من رمضان من غير رخصة ولا مرض فليس له قضاؤه وإن صام الدهر” (رواه البخاري).

ثالثًا: عقوبة المفطر في رمضان بدون عذر:

عقوبة المفطر في رمضان بدون عذر هي عقوبة دنيوية وأخروية، أما العقوبة الدنيوية فهي أن عليه أن يقضي يومًا واحدًا عن كل يوم أفطره، وأما العقوبة الأخروية فهي أن الله عز وجل سيحاسبه على هذا الذنب يوم القيامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أفطر يومًا من رمضان متعمدًا بغير رخصة ولا مرض لم يقضه صيام الدهر وإن صامه” (رواه النسائي).

رابعًا: شروط قضاء المفطر في رمضان بدون عذر:

يشترط لقضاء المفطر في رمضان بدون عذر أن يكون القضاء بنفس أيام رمضان التي أفطرها، وأن يكون القضاء متتابعًا، وأن يكون القضاء قبل حلول رمضان القادم، وإذا لم يتمكن من القضاء قبل حلول رمضان القادم فعليه التكفير عن كل يوم أفطره بإطعام مسكين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أفطر يومًا من رمضان لعذر قضاه يومًا مكانه ومن لم يقضه فعدل إطعامه مسكين” (رواه أبو داود).

خامسًا: كيفية التكفير عن الفطر في رمضان بدون عذر:

إذا لم يتمكن المفطر في رمضان بدون عذر من قضاء الأيام التي أفطرها قبل حلول رمضان القادم فعليه التكفير عن كل يوم أفطره بإطعام مسكين، وذلك بأن يعطي لكل مسكين مدًا من الطعام، والمد هو ملء كفي الرجل المعتدلة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أفطر يومًا من رمضان لعذر قضاه يومًا مكانه ومن لم يقضه فعدل إطعامه مسكين” (رواه أبو داود).

سادسًا: حكم من أفطر في رمضان لعذر:

يجوز الفطر في رمضان لعذر شرعي مثل المرض والسفر والحمل والرضاعة ونحو ذلك، ومن أفطر لعذر شرعي فلا إثم عليه ولا عليه قضاء ولا كفارة، ولكن عليه أن يعوض عن الأيام التي أفطرها في رمضان بعد زوال العذر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر” (رواه البخاري).

سابعًا: الخاتمة:

الصيام في رمضان من أهم فرائض الإسلام الخمسة، وهو ركن من أركانه، ومن أفطر في رمضان بدون عذر فهو آثم عند الله عز وجل وعليه التوبة والاستغفار، وعليه قضاء الأيام التي أفطرها أو التكفير عنها بإطعام مسكين، ومن أفطر في رمضان لعذر شرعي فلا إثم عليه ولا عليه قضاء ولا كفارة، ولكن عليه أن يعوض عن الأيام التي أفطرها في رمضان بعد زوال العذر، نسأل الله عز وجل أن يوفقنا لصيام رمضان على الوجه الذي يرضيه عنا.

أضف تعليق