حكم الكهانة والعرافة

حكم الكهانة والعرافة

حكم الكهانة والعرافة

مقدمة

الكهانة والعرافة من الممارسات القديمة التي كان يلجأ إليها الناس لمعرفة المستقبل أو توقع الأحداث القادمة. وقد حظرت هذه الممارسات في الإسلام لعدة أسباب، منها أنها تعتمد على ادعاء علم الغيب، وهو ما لا يعلمه إلا الله تعالى، وأنها تؤدي إلى ضياع الوقت والمال، وأنها قد تكون سببًا في الإضرار بالناس.

أولاً: تعريف الكهانة والعرافة

الكهانة هي ادعاء معرفة الغيب من خلال مصادر خفية أو غامضة، مثل النجوم أو الأحلام أو الرؤى. أما العرافة فهي ممارسة التنبؤ بالمستقبل من خلال أساليب مختلفة، مثل قراءة الكف أو التنجيم أو استخدام العظام أو البطاقات.

ثانيًا: أسباب تحريم الكهانة والعرافة في الإسلام

هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى تحريم الكهانة والعرافة في الإسلام، منها:

الاعتماد على ادعاء علم الغيب: تعتمد الكهانة والعرافة على ادعاء علم الغيب، وهو ما لا يعلمه إلا الله تعالى. وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34].

إضاعة الوقت والمال: تلجأ الكهانة والعرافة إلى أساليب مختلفة من أجل توقع المستقبل، مثل استخدام الكف أو التنجيم أو استخدام العظام أو البطاقات. وقد حذر الإسلام من إضاعة الوقت والمال في هذه الممارسات، ودعا إلى استغلال الوقت فيما ينفع، مثل العمل والإنتاج والعبادة.

الإضرار بالناس: قد تكون الكهانة والعرافة سببًا في الإضرار بالناس، وذلك من خلال إقناعهم باتخاذ قرارات خاطئة أو إقناعهم بحدوث أشياء وهمية. وقد حذر الإسلام من الإضرار بالناس، ودعا إلى الإحسان إليهم والتعاون معهم.

ثالثًا: أنواع الكهانة والعرافة

هناك العديد من أنواع الكهانة والعرافة، منها:

الكهانة الفلكية: وهي التنبؤ بالمستقبل بناءً على حركة النجوم والكواكب.

الكهانة باستخدام الأحلام: وهي التنبؤ بالمستقبل من خلال تفسير الأحلام.

الكهانة باستخدام الرؤى: وهي التنبؤ بالمستقبل من خلال رؤية أشياء لا يراها الآخرون.

الكهانة باستخدام العظام: وهي التنبؤ بالمستقبل من خلال استخدام عظام الحيوانات.

الكهانة باستخدام البطاقات: وهي التنبؤ بالمستقبل من خلال استخدام أوراق اللعب أو البطاقات الخاصة.

رابعًا: العقوبة على من يمارس الكهانة والعرافة

العقوبة على من يمارس الكهانة والعرافة تختلف باختلاف نوع الكهانة والعرافة التي يمارسها، وكذلك باختلاف الظروف المحيطة به. وقد حدد الإسلام عقوبات مختلفة لمن يمارس الكهانة والعرافة، منها:

الجلد: وقد ورد في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد”.

النفي: وقد ورد في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا يدخل الجنة عرّاف ولا دجال ولا منجم”.

القتل: وقد ورد في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة”.

خامسًا: حكم من يصدق الكهان والعرافين

من يصدق الكهان والعرافين يعتبر كافرًا بالإسلام، وذلك لأنه يصدق بمن يدّعي معرفة الغيب، وهو ما لا يعلمه إلا الله تعالى. وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} [الروم: 29

أضف تعليق