حكم ايتاء الزوجة من الدبر عند الشيعة

حكم ايتاء الزوجة من الدبر عند الشيعة

العنوان: حكم إيتاء الزوجة من الدبر عند الشيعة.

مقدمة:

تعتبر مسألة إيتاء الزوجة من الدبر أحد المسائل الفقهية التي أثارت الكثير من الجدل والنقاش بين المسلمين، حيث اختلف الفقهاء في حكم إباحة هذا الفعل أو تحريمه. وفي هذا المقال، سنلقي الضوء على حكم إيتاء الزوجة من الدبر عند الشيعة، من خلال استعراض الأدلة الشرعية وآراء الفقهاء في هذه المسألة.

1) الدليل من القرآن الكريم:

لم يرد في القرآن الكريم نص صريح يحرم إيتاء الزوجة من الدبر، إلا أن هناك بعض الآيات التي يمكن الاستدلال بها على تحريم هذا الفعل، منها قوله تعالى في سورة المؤمنون: “وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ”.

وقد استدل بعض الفقهاء بهذه الآية على تحريم إيتاء الزوجة من الدبر، بدعوى أن قوله تعالى “عَلَى أَزْوَاجِهِمْ” يقصد به الجماع في الفرج، لا في الدبر.

2) الدليل من السنة النبوية:

ورد في السنة النبوية بعض الأحاديث التي يمكن الاستدلال بها على تحريم إيتاء الزوجة من الدبر، منها حديث رواه الإمام النسائي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي الرجل امرأته في دبرها”.

وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أتى امرأته في دبرها”.

وقد استدل الفقهاء بهذه الأحاديث على تحريم إيتاء الزوجة من الدبر، بدعوى أن النهي الوارد في الحديث يدل على التحريم.

3) الدليل من الإجماع:

ذهب جمهور الفقهاء إلى تحريم إيتاء الزوجة من الدبر، استنادًا إلى الإجماع على ذلك. وقد نقل هذا الإجماع عدد كبير من الفقهاء، منهم الإمام ابن قدامة في كتاب “المغني” والإمام النووي في كتاب “روضة الطالبين”.

وقد استدل الفقهاء على وجود الإجماع في هذه المسألة بكثرة الروايات التي وردت عن الصحابة والتابعين في تحريم إيتاء الزوجة من الدبر، وعدم وجود رواية صحيحة عن أحد من الصحابة أو التابعين يبيح هذا الفعل.

4) الخلاف بين الفقهاء:

رغم الإجماع على تحريم إيتاء الزوجة من الدبر، إلا أن هناك خلافًا بين الفقهاء في حكم هذا الفعل عند الإكراه أو الضرورة. فذهب جمهور الفقهاء إلى أنه لا يجوز إيتاء الزوجة من الدبر ولو بالإكراه أو الضرورة، بدعوى أن تحريم هذا الفعل منصوص عليه في الشرع، ولا يجوز إباحته بأي سبب من الأسباب.

وذهب بعض الفقهاء إلى أنه يجوز إيتاء الزوجة من الدبر عند الإكراه أو الضرورة، بدعوى أن الضرورات تبيح المحظورات. واستدلوا على ذلك بقصة سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما أكره على الجماع، وقصة سيدنا يوسف عليه السلام عندما أكره على الجماع مع امرأة العزيز.

5) حكم إيتاء الزوجة من الدبر عند الشيعة:

ذهب فقهاء الشيعة إلى تحريم إيتاء الزوجة من الدبر، استنادًا إلى الأدلة الشرعية نفسها التي استدل بها فقهاء أهل السنة. وقد نقل هذا الإجماع عدد كبير من فقهاء الشيعة، منهم الشيخ الطوسي في كتاب “المبسوط” والشيخ المفيد في كتاب “المقنعة”.

واستدل فقهاء الشيعة على تحريم إيتاء الزوجة من الدبر بكثرة الروايات التي وردت عن أهل البيت عليهم السلام في تحريم هذا الفعل، وعدم وجود رواية صحيحة عن أحد من أهل البيت عليهم السلام يبيح هذا الفعل.

6) ضوابط إيتاء الزوجة من الدبر عند الشيعة:

رغم تحريم إيتاء الزوجة من الدبر عند الشيعة، إلا أن هناك بعض الضوابط التي يجيز فيها الفقهاء هذا الفعل، منها:

– إذا كانت الزوجة راضية بهذا الفعل.

– إذا كانت الزوجة مريضة أو عاجزة عن الجماع في الفرج.

– إذا كان الزوج مريضًا أو عاجزًا عن الجماع في الفرج.

– إذا كان الزوجان متفقين على هذا الفعل.

وإذا توافرت هذه الضوابط، يجوز للزوج إيتاء الزوجة من الدبر، بشرط ألا يكون ذلك سببًا لإيذاء الزوجة أو إلحاق الضرر بها.

7) الخاتمة:

وبناءً على ما سبق، يتضح أن إيتاء الزوجة من الدبر محرم عند الشيعة، استنادًا إلى الأدلة الشرعية والإجماع بين الفقهاء.

أضف تعليق