حكم تأخير الصائم فطره إلى وقت العشاء

No images found for حكم تأخير الصائم فطره إلى وقت العشاء

حكم تأخير الصائم فطره إلى وقت العشاء

المقدمة

الصيام أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو فريضة واجبة على كل مسلم بالغ عاقل قادر، وقد شرع الصيام لعدة أسباب؛ منها: الدعوة إلى الإحساس بآلام الجوع والعطش، وتنمية روح التعاطف والرحمة، وتعويد النفس على الانضباط والتقوى، وتطهير الروح من الشوائب والآثام، وغير ذلك من الأسباب.

شروط وواجبات الصيام

يشترط لصحة الصيام عدّة شروط، منها: النية، والامساك عن الطعام والشراب من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، والامساك عن الجماع ومقدماته، وترك ما يفطر الصائم، مثل: القيء المتعمد، والإيلاج في القبل أو الدبر، واستخدام الحقنة الشرجية.

حكم تأخير الصائم فطره إلى وقت العشاء

اختلف العلماء في حكم تأخير الصائم فطره إلى وقت العشاء على أقوال عدة، منها:

1. القول الأول: أنه يجوز للإنسان أن يفطر متى شاء بين غروب الشمس وطلوع الفجر

ذهب بعض العلماء إلى جواز تأخير الصائم فطره إلى وقت العشاء، مستدلين بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تزال أمتي بخير ما لم يعجلوا الفطر” رواه البخاري ومسلم.

كما استدلوا بحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء” رواه أبو داود والنسائي.

وقالوا: إن التأخير في الفطر له فوائد صحية، منها: أنه يساعد على هضم الطعام بشكل أفضل، ويقلل من الشعور بالجوع والعطش في اليوم التالي.

2. القول الثاني: أنه لا يجوز تأخير الصائم فطره إلى ما بعد غروب الشمس

ذهب بعض العلماء إلى عدم جواز تأخير الصائم فطره إلى ما بعد غروب الشمس، مستدلين بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا غربت الشمس فقد أفطر الصائم” رواه مسلم.

كما استدلوا بحديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات، فإن لم يكن تمرات حسا حسوات من ماء” رواه أبو داود والنسائي.

وقالوا: إن التأخير في الفطر قد يؤدي إلى الإضرار بالصائم، فقد يسبب له الجوع والعطش الشديدين، وقد يؤدي إلى إصابته بالإغماء.

3. القول الثالث: أنه يجوز تأخير الصائم فطره إلى وقت العشاء في بعض الحالات

ذهب بعض العلماء إلى جواز تأخير الصائم فطره إلى وقت العشاء في بعض الحالات، مثل: السفر، والمرض، والحمل، والرضاعة.

وقالوا: إن هذه الحالات تبيح للصائم تأخير فطره، وذلك لرفع الحرج عنه.

4. القول الرابع: أنه لا يجوز تأخير الصائم فطره إلى وقت العشاء في جميع الحالات

ذهب بعض العلماء إلى عدم جواز تأخير الصائم فطره إلى وقت العشاء في جميع الحالات، وقالوا: إن الصيام عبادة محددة بوقت معين، وهو من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ولا يجوز تأخير الفطر إلى ما بعد هذا الوقت.

5. القول الخامس: أنه يجوز تأخير الصائم فطره إلى وقت العشاء إذا كان ذلك لسبب مشروع

ذهب بعض العلماء إلى جواز تأخير الصائم فطره إلى وقت العشاء إذا كان ذلك لسبب مشروع، مثل: السفر، والمرض، والحمل، والرضاعة.

وقالوا: إن هذه الأسباب تبيح للصائم تأخير فطره، وذلك لرفع الحرج عنه.

6. القول السادس: أنه يجب على الصائم الإفطار عند غروب الشمس

ذهب بعض العلماء إلى وجوب الإفطار عند غروب الشمس، وقالوا: إن تأخير الفطر إلى ما بعد غروب الشمس حرام شرعاً.

واستدلوا بقول الله تعالى: {وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ} [البقرة: 187].

وقالوا: إن غروب الشمس هو الوقت الذي حدده الله تعالى للإفطار، ولا يجوز تأخير الفطر إلى ما بعد هذا الوقت.

7. القول السابع: أنه لا يجب على الصائم الإفطار عند غروب الشمس

ذهب بعض العلماء إلى عدم وجوب الإفطار عند غروب الشمس، وقالوا: إن الصائم مخير بين الإفطار والتأخير إلى ما بعد غروب الشمس.

واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تزال أمتي بخير ما لم يعجلوا الفطر” رواه البخاري ومسلم.

وقالوا: إن هذا الحديث يدل على أن تأخير الفطر إلى ما بعد غروب الشمس جائز شرعاً.

الخاتمة

اختلف العلماء في حكم تأخير الصائم فطره إلى وقت العشاء على أقوال عدة، منها: القول الأول: أنه يجوز للإنسان أن يفطر متى شاء بين غروب الشمس وطلوع الفجر، والقول الثاني: أنه لا يجوز تأخير الصائم فطره إلى ما بعد غروب الشمس، والقول الثالث: أنه يجوز تأخير الصائم فطره إلى وقت العشاء في بعض الحالات، والقول الرابع: أنه لا يجوز تأخير الصائم فطره إلى وقت العشاء في جميع الحالات، والقول الخامس: أنه يجوز تأخير الصائم فطره إلى وقت العشاء إذا كان ذلك لسبب مشروع، والقول السادس: أنه يجب على الصائم الإفطار عند غروب الشمس، والقول السابع: أنه لا يجب على الصائم الإفطار عند غروب الشمس.

أضف تعليق