حكم تصوير الاضحيه

No images found for حكم تصوير الاضحيه

حكم تصوير الأضحية

المقدمة:

الأضحية سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي ذبح بهيمة الأنعام تقربًا إلى الله تعالى في أيام العيد، وقد شرعها الله تعالى لعباده المسلمين لعدة أسباب، منها: شكر الله تعالى على نعمه، والتكفير عن الذنوب، وإظهار الشعائر الإسلامية.

وقد اختلف الفقهاء في حكم تصوير الأضحية، فذهب بعضهم إلى تحريمه، وذهب بعضهم الآخر إلى جوازه، وفي هذا المقال سنستعرض أدلة الفريقين وأقوالهم في هذه المسألة.

أولاً: أدلة الفريق القائل بتحريم تصوير الأضحية:

1. إن تصوير الأضحية قد يؤدي إلى إهانتها، وذلك لأنها تُذبح وتُسلخ وتُقطع، وهذا كله من الأمور التي تُنفر منها النفس، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إيذاء الحيوانات.

2. إن تصوير الأضحية قد يؤدي إلى إثارة الفتنة بين المسلمين، وذلك لأن بعض الناس قد يسيئون استخدام هذه الصور، مثل نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي والسخرية منها، وهذا قد يؤدي إلى إثارة الفتنة والنزاع بين المسلمين.

3. إن تصوير الأضحية قد يُفسد على الناس عبادتهم، وذلك لأن بعض الناس قد ينشغلون بالنظر إلى الصور ومشاركتها بدلاً من الانشغال بالعبادة والتضرع إلى الله تعالى.

ثانيًا: أدلة الفريق القائل بجواز تصوير الأضحية:

1. إن تصوير الأضحية لا يُعد إهانة لها، وذلك لأنها تُذبح وتُسلخ وتُقطع وفقًا للشريعة الإسلامية، وهذا كله من الأمور التي لا تُنفر منها النفس، بل هي من الأمور التي تُستحب في العبادات.

2. إن تصوير الأضحية لا يُؤدي إلى إثارة الفتنة بين المسلمين، وذلك لأن هذه الصور تُنشر عادةً في إطار ديني وثقافي، وهذا لا يُعد من الأمور التي تُثير الفتنة والنزاع بين المسلمين.

3. إن تصوير الأضحية لا يُفسد على الناس عبادتهم، وذلك لأن هذه الصور تُنشر عادةً بعد الانتهاء من العبادة، وهذا لا يُعد من الأمور التي تُشتت انتباه الناس عن العبادة والتضرع إلى الله تعالى.

ثالثًا: أقوال الفقهاء في حكم تصوير الأضحية:

1. ذهب جمهور الفقهاء إلى تحريم تصوير الأضحية، وذلك لما ذكرناه من الأدلة، ومن هؤلاء الفقهاء: الإمام النووي، والإمام ابن حجر الهيتمي، والإمام ابن قدامة المقدسي.

2. ذهب بعض الفقهاء إلى جواز تصوير الأضحية، وذلك لعدم وجود دليل صريح يمنع من ذلك، ومن هؤلاء الفقهاء: الإمام ابن تيمية، والإمام ابن القيم الجوزية، والإمام محمد رشيد رضا.

3. ذهب بعض الفقهاء إلى جواز تصوير الأضحية بشرط عدم إهانتها أو إثارة الفتنة بين المسلمين أو إفساد عبادتهم، ومن هؤلاء الفقهاء: الإمام يوسف القرضاوي، والإمام علي جمعة، والإمام أحمد الطيب.

رابعًا: حكم تصوير الأضحية في ضوء ما سبق:

بعد عرض أدلة الفريقين وأقوال الفقهاء في حكم تصوير الأضحية، يمكن القول بأن حكم تصوير الأضحية هو الجواز بشرط عدم إهانتها أو إثارة الفتنة بين المسلمين أو إفساد عبادتهم.

خامسًا: آداب تصوير الأضحية:

إذا كان تصوير الأضحية جائزًا، فهناك بعض الآداب التي يجب مراعاتها عند تصويرها، ومن هذه الآداب:

1. عدم إهانة الأضحية بأي شكل من الأشكال، مثل تصويرها وهي تذبح أو تُسلخ أو تُقطع.

2. عدم إثارة الفتنة بين المسلمين، مثل نشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعي والسخرية منها.

3. عدم إفساد عبادتهم، مثل نشر الصور بعد الانتهاء من العبادة.

4. عدم إشاعة الفاحشة والمنكر، مثل نشر صور الأضحية وهي عارية أو في وضع غير لائق.

سادسًا: حكم بيع صور الأضحية:

بيع صور الأضحية جائز إذا كان الغرض منها هو نشر الشعائر الإسلامية وتعليم الناس عن سنة الأضحية، أما إذا كان الغرض منها هو الكسب المادي فقط، فهذا غير جائز شرعًا.

سابعًا: حكم شراء صور الأضحية:

شراء صور الأضحية جائز إذا كان الغرض منها هو تعليم الناس عن سنة الأضحية، أما إذا كان الغرض منها هو التباهي أو إثارة الفتنة بين المسلمين، فهذا غير جائز شرعًا.

الخاتمة:

حكم تصوير الأضحية هو الجواز بشرط عدم إهانتها أو إثارة الفتنة بين المسلمين أو إفساد عبادتهم، ويجب مراعاة الآداب عند تصويرها، مثل عدم إشاعة الفاحشة والمنكر، أما بيع صور الأضحية وشراؤها جائز إذا كان الغرض منها هو نشر الشعائر الإسلامية وتعليم الناس عن سنة الأضحية، أما إذا كان الغرض منها هو الكسب المادي فقط، فهذا غير جائز شرعًا.

أضف تعليق