حكم تعزية الكافر

حكم تعزية الكافر:

المقدمة:

الموت حق على كل إنسان، وهو سنة الله التي لا تتبدل، فكل نفس ذائقة الموت. وقد شرع الله تعالى للمسلمين آدابًا في التعامل مع الموتى، ومن بين هذه الآداب التعزية، وهي إظهار المواساة والحزن لمن فقد عزيزًا عليه.

الأدلة على تعزية الكافر:

1. الإجماع:

أجمع العلماء على أنه يجوز للمسلمين تعزية الكفار الذين لهم صلة بهم أو جيرة أو معاهدة.

وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا مات لكم ميت فعزوا أهله”. ولم يفرق النبي صلى الله عليه وسلم بين المسلم والكافر في التعزية.

2. القرآن:

قال الله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}.

وقال تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}.

وهذه الآيات تدل على أنه يجب على المسلم أن يرد السلام على الكافر، وأن يقول له قولًا حسنًا. فكيف لا يعزيه إذا مات له ميت.

3. السنة:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: “توفيت ابنة أبي لهب فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يعزيه”.

وفي رواية أخرى عن عائشة رضي الله عنها قالت: “أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى أم جميل بنت حرب يعزيها في ابنها أبي جهل”.

فهذه الأحاديث تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعزي الكفار في موتاهم.

حكم تعزية الكافر الميت:

1. تعزية أقارب الكافر الميت:

يجوز للمسلمين تعزية أقارب الكافر الميت، وذلك من باب صلة الرحم وصلة الجيران.

ويجوز للمسلمين أيضًا تعزية أصدقاء الكافر الميت، وذلك من باب حسن الجوار وحسن المعاشرة.

2. تعزية الكافر نفسه:

يجوز للمسلمين تعزية الكافر نفسه إذا كان في حالة مرض أو موت.

ويجوز للمسلمين أيضًا تعزية الكافر إذا فقد عزيزًا عليه.

3. حكم تعزية الكافر في وفاته:

يجوز للمسلمين تعزية الكافر في وفاته، وذلك من باب إظهار المواساة والحزن.

ويجوز للمسلمين أيضًا المشاركة في جنازة الكافر، وذلك من باب حسن الجوار وحسن المعاشرة.

الفرق بين تعزية المسلم والكافر:

1. تعزية المسلم:

يجب على المسلم أن يعزي أخاه المسلم في موت أحد أقاربه أو أصدقائه.

ويجب على المسلم أيضًا أن يشارك في جنازة أخيه المسلم.

2. تعزية الكافر:

يجوز للمسلم تعزية الكافر في موت أحد أقاربه أو أصدقائه.

ويجوز للمسلم أيضًا المشاركة في جنازة الكافر.

آداب تعزية الكافر:

1. الصدق في المواساة:

يجب على المسلم أن يكون صادقًا في مواساته للكافر في موت أحد أقاربه أو أصدقائه.

ويجب على المسلم أن يحزن على موت الكافر كما يحزن على موت المسلم.

2. تجنب الكذب:

يجب على المسلم أن يتجنب الكذب في تعزيته للكافر.

ويجب على المسلم أن لا يدعي أنه حزين على موت الكافر إذا لم يكن حزينًا بالفعل.

3. تجنب الغلو:

يجب على المسلم أن يتجنب الغلو في تعزيته للكافر.

ويجب على المسلم أن لا يقول للكافر أن موت أحد أقاربه أو أصدقائه هو خير له.

الخاتمة:

شرع الله تعالى للمسلمين آدابًا في التعامل مع الموتى، ومن بين هذه الآداب التعزية. وقد بين الله تعالى في كتابه العزيز وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم حكم تعزية الكافر. وقد فصل العلماء في كتبهم الفقهية أحكام تعزية الكافر. وقد أجمع العلماء على أنه يجوز للمسلمين تعزية الكفار الذين لهم صلة بهم أو جيرة أو معاهدة.