حكم الترحم على الكافر

حكم الترحم على الكافر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.

مقدمة:

الترحم على الكافر من الأمور التي اختلف فيها العلماء بين مؤيد ومعارض، وتتلخص الآراء في جواز الترحم عليه لخمس حالات خاصة، وفي حرمة الترحم عليه مطلقا، وفي جواز الترحم عليه في بعض الحالات مثل أن يكون من أهل الكتاب، أو أن يكون له فضل على المسلمين. وفي غير هذه الحالات يحرُم على المسلم الترحم على الكافر؛ لما في ذلك من إقرار الكبر، وإظهار التعظيم له. وفي هذا المقال سوف نتناول حكم الترحم على الكافر بالتفصيل، مستعرضين الأدلة الشرعية من القرآن والسنة وأقوال العلماء.

أولا: تعريف الترحم على الكافر:

الترحم على الكافر هو الدعاء له بالمغفرة والرحمة من الله تعالى، وقد يكون الترحم صريحاً كقول: “رحم الله فلانًا”، وقد يكون كناية كقول: “غفر الله له”.

ثانياً: الأدلة الشرعية على تحريم الترحم على الكافر:

1. قال الله تعالى: {وَلاَ تَصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ} [التوبة:84].

2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تصلوا على أحد مات وهو مشرك، ولا تشهدوا جنازته، ولا تتبعوا جنازته” [رواه مسلم].

3. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صلى على يهودي أو نصراني فقد تبرأ من الله ورسوله” [رواه أحمد].

ثالثاً: أقوال العلماء في حكم الترحم على الكافر:

1. ذهب جمهور العلماء إلى تحريم الترحم على الكافر مطلقا، مستدلين بالأدلة الشرعية السابقة.

2. وذهب بعض العلماء إلى جواز الترحم على الكافر في بعض الحالات، مثل أن يكون من أهل الكتاب، أو أن يكون له فضل على المسلمين.

3. وذهب قلة من العلماء إلى جواز الترحم على الكافر مطلقا، مستدلين ببعض الروايات التي وردت عن بعض الصحابة، إلا أن هذه الروايات ضعيفة ومخالفة للأدلة الشرعية الصحيحة.

رابعاً: حكم الترحم على الكافر الذي أسلم ثم ارتد:

اتفق العلماء على أنه لا يجوز الترحم على الكافر الذي أسلم ثم ارتد، لأن المرتد قد خرج من الإسلام، وأصبح كافراً محارباً.

خامساً: حكم الترحم على الكافر الذي مات على الكفر:

اتفق العلماء على أنه لا يجوز الترحم على الكافر الذي مات على الكفر، لأن الكافر الذي مات على الكفر قد حقت عليه لعنة الله وغضبه، ولا يجوز للمسلم أن يدعو له بالمغفرة والرحمة.

سادساً: حكم الترحم على الكافر الذي مات على الإسلام:

يجوز للمسلم أن يترحم على الكافر الذي مات على الإسلام، لأن الكافر الذي مات على الإسلام قد تاب من كفره، وأصبح مسلماً، فله ذمة الإسلام وحقوقه.

سابعاً: حكم الترحم على الكافر الذي له فضل على المسلمين:

يجوز للمسلم أن يترحم على الكافر الذي له فضل على المسلمين، مثل أن يكون قد أنقذ حياة مسلم، أو أن يكون قد دافع عن المسلمين في حرب، أو أن يكون قد قدم خدمات جليلة للمسلمين.

الخلاصة:

الترحم على الكافر من الأمور التي اختلف فيها العلماء، والصحيح أنه لا يجوز الترحم على الكافر مطلقاً، سواء كان من أهل الكتاب أم من غيرهم، وسواء كان له فضل على المسلمين أم لم يكن له فضل عليهم. ويجوز الترحم على الكافر الذي أسلم ثم ارتد، أو على الكافر الذي مات على الكفر، أو على الكافر الذي له فضل على المسلمين.

أضف تعليق