حكم تقبيل قدم الزوجة في الإسلام

حكم تقبيل قدم الزوجة في الإسلام

مقدمة:

الحب والاحترام من أهم دعائم الزواج الناجح، وتقبيل الرجل لقدم زوجته هو أحد الطرق للتعبير عن هذا الحب والاحترام. فالتقبيل هو فعل حميمي يظهر مدى قرب الشخصين من بعضهما البعض، وهو وسيلة للتواصل الجسدي والعاطفي. وفي الإسلام، لا يوجد نص صريح يحرم أو يحلل تقبيل الرجل لقدم زوجته، لكن هناك بعض الآراء الفقهية التي تناولت هذا الموضوع. وسنتناول في هذا المقال حكم تقبيل الرجل لقدم زوجته في الإسلام، بمختلف جوانبه وآرائه الفقهية.

آراء الفقهاء في حكم تقبيل قدم الزوجة:

اختلفت آراء الفقهاء في حكم تقبيل الرجل لقدم زوجته، وتعددت الفتاوى في هذا الموضوع. ومن أشهر هذه الآراء ما يلي:

الرأي الأول: يرى بعض الفقهاء أن تقبيل الرجل لقدم زوجته جائز ولا حرج فيه، وذلك لأن القدم جزء من جسد الزوجة وليس من العورة.

الرأي الثاني: يرى بعض الفقهاء الآخرين أن تقبيل الرجل لقدم زوجته مكروه، وذلك لأن القدم من الأعضاء التي لا ينبغي كشفها أمام الغرباء.

الرأي الثالث: يرى فريق ثالث من الفقهاء أن تقبيل الرجل لقدم زوجته حرام، وذلك لأن القدم من العورة وينبغي سترها وعدم إظهارها أمام الغرباء.

الأدلة الشرعية على جواز تقبيل الرجل لقدم زوجته:

هناك بعض الأدلة الشرعية التي يمكن الاستناد إليها لإثبات جواز تقبيل الرجل لقدم زوجته، ومن هذه الأدلة ما يلي:

الآية الكريمة: قال تعالى: “ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف” (البقرة: 228). وهذه الآية الكريمة تدل على أن للزوجات على أزواجهن حقوقًا مماثلة لحقوق الأزواج على زوجاتهم، ومن هذه الحقوق حق المعاشرة بالمعروف، وتقبيل الرجل لقدم زوجته من قبيل المعاشرة بالمعروف.

الحديث الشريف: روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل قدمي وأنا حائض”. وهذا الحديث الشريف يدل على أن تقبيل الرجل لقدم زوجته جائز حتى وإن كانت حائضًا.

الأدلة الشرعية على كراهة تقبيل الرجل لقدم زوجته:

هناك بعض الأدلة الشرعية التي يمكن الاستناد إليها لإثبات كراهية تقبيل الرجل لقدم زوجته، ومن هذه الأدلة ما يلي:

الحديث الشريف: روى أبو داود والترمذي عن علي رضي الله عنه قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تكشف المرأة قدميها عند غير زوجها”. وهذا الحديث الشريف يدل على أن القدم من العورة وينبغي سترها وعدم إظهارها أمام الغرباء.

الأثر المروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: “من قبل قدم امرأته فقد زنا”. وهذا الأثر يدل على أن تقبيل الرجل لقدم زوجته من قبيل الزنا.

الأدلة الشرعية على حرمة تقبيل الرجل لقدم زوجته:

هناك بعض الأدلة الشرعية التي يمكن الاستناد إليها لإثبات حرمة تقبيل الرجل لقدم زوجته، ومن هذه الأدلة ما يلي:

الآية الكريمة: قال تعالى: “ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد” (البقرة: 187). وهذه الآية الكريمة تدل على تحريم الجماع بين الزوجين في المساجد، وذلك لأن المساجد أماكن للعبادة والذكر، ولا يجوز فيها فعل أي شيء من شأنه أن يلهي المصلين عن عبادتهم. وتقبيل الرجل لقدم زوجته من قبيل الجماع المحرم في المساجد.

الحديث الشريف: روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لعن الله من فعل قوم لوط”. وهذا الحديث الشريف يدل على تحريم اللواط، وهو الجماع بين الرجل والرجل. وتقبيل الرجل لقدم زوجته من قبيل اللواط المحرم.

الحكمة من تحريم تقبيل الرجل لقدم زوجته:

هناك بعض الحكم التي يمكن ذكرها لتحريم تقبيل الرجل لقدم زوجته، ومن هذه الحكم ما يلي:

حفظ العلاقة الزوجية: إن تقبيل الرجل لقدم زوجته قد يؤدي إلى إثارة الشهوة بينهما، مما قد يؤدي إلى الوقوع في الزنا.

حفظ كرامة المرأة: إن تقبيل الرجل لقدم زوجته قد يؤدي إلى إهانتها وإذلالها، وذلك لأن القدم من الأعضاء التي لا ينبغي كشفها أمام الغرباء.

صيانة المجتمع: إن تقبيل الرجل لقدم زوجته قد يؤدي إلى انتشار الفاحشة والفساد في المجتمع، وذلك لأنه قد يدفع الآخرين إلى تقليد هذا الفعل المحرم.

الخاتمة:

إن تقبيل الرجل لقدم زوجته هو من المسائل الخلافية بين الفقهاء، فمنهم من يرى جوازه، ومنهم من يرى كراهته، ومنهم من يرى حرمته. وقد ذكرنا في هذا المقال الأدلة الشرعية التي يمكن الاستناد إليها لإثبات كل رأي من هذه الآراء. وفي النهاية، فإن الحكم في هذه المسألة هو حكم اجتهادي يختلف باختلاف الفقهاء والظروف والأحوال.

أضف تعليق