حكم تولية المرأة القضاء

حكم تولية المرأة القضاء

حكم تولية المرأة القضاء

مقدمة:

المرأة شقيقة الرجل، وهي مكملة له في الحياة، ولها دور فاعل في جميع مناحي الحياة، ولا يقتصر دورها على تربية الأبناء والعناية بالمنزل، بل تتعدى ذلك إلى التعليم والطب والهندسة والقضاء وغيرها من المهن.

الحجج المؤيدة لتولي المرأة القضاء:

1. الكفاءة والجدارة:

– تتمتع المرأة بالكفاءة والجدارة اللازمتين لتولي منصب القضاء، فهي قادرة على الدراسة والاجتهاد واكتساب المعرفة والخبرة اللازمة.

– أظهرت العديد من النساء قدرات عالية في مجال القضاء، وأصدرن أحكامًا عادلة ومنصفة.

2. المساواة بين الرجل والمرأة:

– نصت الشريعة الإسلامية على المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، ولا يوجد نص صريح يمنع المرأة من تولي القضاء.

– المرأة لها الحق في العمل في أي مجال تختاره، بما في ذلك القضاء، طالما أنها تمتلك الكفاءة والجدارة اللازمة.

3. الحاجة إلى مشاركة المرأة في القضاء:

– المجتمع بحاجة إلى مشاركة المرأة في القضاء، وذلك لعدة أسباب، منها:

– المرأة أكثر قدرة على التعاطف مع قضايا المرأة والطفل.

– المرأة أكثر قدرة على فهم المشاكل الاجتماعية التي تواجه النساء والأطفال.

– مشاركة المرأة في القضاء تساهم في تحقيق العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة.

الحجج المعارضة لتولي المرأة القضاء:

1. عدم أهلية المرأة لتولي القضاء:

– يرى بعض الفقهاء أن المرأة غير مؤهلة لتولي القضاء، وذلك بسبب طبيعتها العاطفية والتقلبات الهرمونية التي تحدث لها.

– يعتقد هؤلاء الفقهاء أن المرأة لا تستطيع أن تكون عادلة ومنصفة في أحكامها، لأنها قد تتأثر بعواطفها أو بمصالحها الشخصية.

2. عدم وجود نص صريح في الشريعة الإسلامية يجيز للمرأة تولي القضاء:

– يرى بعض الفقهاء أنه لا يوجد نص صريح في الشريعة الإسلامية يجيز للمرأة تولي القضاء، وأن هذا المنصب مقتصر على الرجال فقط.

– يستند هؤلاء الفقهاء إلى بعض الأحاديث النبوية التي نهت المرأة عن تولي المناصب القيادية، مثل حديث: “لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة”.

3. الخوف من فتنة المرأة:

– يرى بعض الفقهاء أن تولي المرأة القضاء قد يؤدي إلى الفتنة والفساد، وذلك بسبب اختلاطها بالرجال في المحاكم.

– يعتقد هؤلاء الفقهاء أن المرأة قد تتأثر بجمالها أو أنوثتها، وأن هذا قد يؤدي إلى إصدار أحكام غير عادلة أو منصفة.

الخلاصة:

إن مسألة تولي المرأة القضاء هي مسألة خلافية بين الفقهاء، فهناك من يجيز للمرأة تولي القضاء، وهناك من يمنعها من ذلك.

والراجح هو أن المرأة يجوز لها تولي القضاء، وذلك لعدة أسباب، منها:

– أن المرأة تتمتع بالكفاءة والجدارة اللازمتين لتولي منصب القضاء.

– أن الشريعة الإسلامية نصت على المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات.

– أن المجتمع بحاجة إلى مشاركة المرأة في القضاء، وذلك لتحقيق العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة.

ومع ذلك، فإنه يجب مراعاة بعض الضوابط عند تولي المرأة القضاء، وذلك لتجنب أي آثار سلبية قد تنجم عن ذلك، ومن هذه الضوابط:

– أن تكون المرأة مؤهلة علميًا ومهنيًا لتولي منصب القضاء.

– أن تكون المرأة عادلة ومنصفة في أحكامها.

– أن تُراعى خصوصية المرأة عند توليها القضاء، وذلك بتخصيص محاكم خاصة للنساء.

أضف تعليق