حكم جمع الصلاة للمسافر بعد الوصول
مقدمة:
يُعد السفر من الأمور التي تواجه المسلم في حياته، وقد شرع الله -تعالى- له رخصاً وتيسيرات تمكنه من أداء عباداته على نحو صحيح، ومن هذه التيسيرات جواز جمع الصلاة للمسافر، وقد اختلف الفقهاء في حكم جمع الصلاة للمسافر بعد وصوله، فذهب جمهور الفقهاء إلى جواز الجمع للمسافر بعد وصوله، بينما ذهب بعض الفقهاء إلى عدم جواز الجمع للمسافر بعد وصوله.
شروط جواز جمع الصلاة للمسافر:
أولاً: أن يكون المسافر قد قطع مسافة قصر، وهي مسافة ثمانون كيلو مترًا تقريبًا.
ثانيًا: أن يكون السفر مباحًا، فلا يصح الجمع في السفر المحرم.
ثالثًا: أن ينوي المسافر الجمع قبل الدخول في الصلاة، فلو دخل في الصلاة من دون نية الجمع، فلا يصح الجمع.
أحكام جمع الصلاة للمسافر:
أولاً: يجوز للمسافر جمع الصلاة في أي وقت من اليوم، سواء كان الوقت موسعًا أم ضيقًا.
ثانيًا: يجوز للمسافر جمع الصلاة جمع تقديم، فيجمع الظهر مع العصر، والمغرب مع العشاء.
ثالثًا: يجوز للمسافر جمع الصلاة جمع تأخير، فيجمع الظهر مع العصر بعد دخول وقت العصر، والمغرب مع العشاء بعد دخول وقت العشاء.
حكم جمع الصلاة للمسافر بعد الوصول:
أولاً: ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز الجمع للمسافر بعد وصوله، وهو مذهب المالكية والشافعية والحنابلة.
ثانيًا: استدل جمهور الفقهاء على جواز الجمع للمسافر بعد وصوله بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- جمع الصلاة بعد وصوله من سفره إلى مكة المكرمة.
ثالثًا: ذهب بعض الفقهاء إلى عدم جواز الجمع للمسافر بعد وصوله، وهو مذهب الحنفية.
أدلة الحنفية على عدم جواز الجمع للمسافر بعد الوصول:
أولاً: استدل الحنفية على عدم جواز الجمع للمسافر بعد وصوله بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يجمع الصلاة بعد وصوله من أسفاره إلا في غزوة تبوك، وكان الجمع فيها بسبب المرض.
ثانيًا: استدل الحنفية على عدم جواز الجمع للمسافر بعد وصوله بأن الجمع رخصة للمسافر، والرخصة تزول بزوال سببها.
ثالثًا: استدل الحنفية على عدم جواز الجمع للمسافر بعد وصوله بأن الجمع يخل بالنظام العام للصلاة.
الخلاصة:
ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز الجمع للمسافر بعد وصوله، بينما ذهب بعض الفقهاء إلى عدم جواز الجمع للمسافر بعد وصوله. والراجح هو جواز الجمع للمسافر بعد وصوله، وذلك للأدلة التي ذكرها جمهور الفقهاء.