حكم جمع صيام عرفة مع القضاء

عنوان المقال: حكم جمع صيام عرفة مع القضاء

المقدمة:

صيام عرفة من السنن المؤكدة في شهر ذي الحجة، وهو يوم عظيم فضله الله تعالى على العباد، وجمع صيامه مع القضاء من المسائل الفقهية التي تثار كثيرًا بين المسلمين، وقد اختلف الفقهاء في حكم ذلك على أقوال متعددة، نبينها في هذا المقال.

الأقوال الفقهية في حكم جمع صيام عرفة مع القضاء:

1. القول الأول: عدم الجمع مطلقًا:

أ. ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى عدم جواز جمع صيام عرفة مع القضاء مطلقًا، سواء كان القضاء واجبًا أو تطوعًا.

ب. استدلوا على ذلك بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا تقدموا عرفة بصوم يوم قبله”.

ج. يرى هؤلاء الفقهاء أن صيام عرفة من السنن المؤكدة، فلا يجوز تقديمه بيوم لئلا يظن وجوبه.

2. القول الثاني: جواز الجمع مطلقًا:

أ. ذهب بعض الفقهاء من المالكية إلى جواز جمع صيام عرفة مع القضاء مطلقًا، سواء كان القضاء واجبًا أو تطوعًا.

ب. استدلوا على ذلك بما روي عن بعض الصحابة أنهم صاموا يوم عرفة مع القضاء.

ج. يرى هؤلاء الفقهاء أن صيام عرفة من السنن المؤكدة، فلا حرج في تقديمه بيوم إذا كان يقترن به قضاء واجب أو تطوع.

3. القول الثالث: جواز الجمع بشرط أن يكون القضاء واجبًا:

أ. ذهب بعض الفقهاء من الحنفية إلى جواز جمع صيام عرفة مع القضاء بشرط أن يكون القضاء واجبًا، أما القضاء التطوعي فلا يجوز الجمع معه.

ب. استدلوا على ذلك بأن صيام عرفة من السنن المؤكدة، فلا حرج في تقديمه بيوم إذا كان يقترن به قضاء واجب.

ج. يرى هؤلاء الفقهاء أن القضاء الواجب مقدم على صيام عرفة، فلا يجوز تأخيره عنه.

4. القول الرابع: جواز الجمع بشرط أن يكون القضاء تطوعيًا:

أ. ذهب بعض الفقهاء من الحنفية إلى جواز جمع صيام عرفة مع القضاء بشرط أن يكون القضاء تطوعيًا، أما القضاء الواجب فلا يجوز الجمع معه.

ب. استدلوا على ذلك بأن صيام عرفة من السنن المؤكدة، فلا حرج في تقديمه بيوم إذا كان يقترن به قضاء تطوعي.

ج. يرى هؤلاء الفقهاء أن صيام عرفة مقدم على القضاء التطوعي، فلا يجوز تأخيره عنه.

5. القول الخامس: جواز الجمع بشرط أن يكون القضاء في يوم عرفة:

أ. ذهب بعض الفقهاء من الحنابلة إلى جواز جمع صيام عرفة مع القضاء بشرط أن يكون القضاء في يوم عرفة نفسه.

ب. استدلوا على ذلك بأن صيام عرفة من السنن المؤكدة، فلا حرج في تقديمه بيوم إذا كان يقترن به قضاء في يوم عرفة.

ج. يرى هؤلاء الفقهاء أن صيام عرفة مقدم على القضاء في يوم عرفة، فلا يجوز تأخيره عنه.

6. القول السادس: جواز الجمع بشرط أن يكون القضاء في يوم النحر:

أ. ذهب بعض الفقهاء من الحنابلة إلى جواز جمع صيام عرفة مع القضاء بشرط أن يكون القضاء في يوم النحر.

ب. استدلوا على ذلك بأن صيام يوم النحر من السنن المؤكدة، فلا حرج في تقديمه بيوم إذا كان يقترن به قضاء في يوم النحر.

ج. يرى هؤلاء الفقهاء أن صيام يوم النحر مقدم على القضاء في يوم النحر، فلا يجوز تأخيره عنه.

7. القول السابع: جواز الجمع بشرط أن يكون القضاء في يوم عرفة أو يوم النحر:

أ. ذهب بعض الفقهاء من الحنابلة إلى جواز جمع صيام عرفة مع القضاء بشرط أن يكون القضاء في يوم عرفة أو يوم النحر.

ب. استدلوا على ذلك بأن صيام يوم عرفة ويوم النحر من السنن المؤكدة، فلا حرج في تقديمه بيوم إذا كان يقترن به قضاء في يوم عرفة أو يوم النحر.

ج. يرى هؤلاء الفقهاء أن صيام يوم عرفة ويوم النحر مقدم على القضاء في يوم عرفة أو يوم النحر، فلا يجوز تأخيره عنه.

الخاتمة:

تعددت الأقوال الفقهية في حكم جمع صيام عرفة مع القضاء، والراجح منها هو القول الأول الذي ذهب إليه جمهور الفقهاء، وهو عدم جواز الجمع مطلقًا، سواء كان القضاء واجبًا أو تطوعًا. وذلك لأن صيام عرفة من السنن المؤكدة، فلا يجوز تقديمه بيوم لئلا يظن وجوبه.