حكم حلق الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة
مقدمة:
العشر الأوائل من ذي الحجة هي أيام مباركة عظيمة، وهي أفضل أيام السنة عند الله تعالى، وقد حثّنا النبي صلى الله عليه وسلم على اغتنام هذه الأيام بالطاعات والعبادات، ومن بين السنن التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص عليها في هذه الأيام حلق الشعر، فما حكم حلق الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة؟ وما هي الأدلة على ذلك؟
أولاً: حكم حلق الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة:
ذهب جمهور الفقهاء إلى أن حلق الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة سنة مؤكدة للرجال والنساء، مستدلين بفعل النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يحلق شعره في هذه الأيام، كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من حلق قبل يوم النحر فلا يحلق حتى يضحي”.
ثانيًا: الأدلة على مشروعية حلق الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة:
1. ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يحلق شعره في هذه الأيام، وقد حكى ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم حلق رأسه يوم النحر، وأن أزواجه حلقن رؤوسهن.
2. ما ثبت عن الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أنهم كانوا يحلقون شعرهم في هذه الأيام، فقد روي عن ابن عمر وابن الزبير وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم أنهم كانوا يحلقون شعرهم في العشر الأوائل من ذي الحجة.
3. ما ورد في السنة من الأدلة التي تحث على إزالة الشعر في هذه الأيام، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من حلق شعره في العشر الأوائل من ذي الحجة كان له بكل شعرة حجة”، وقال صلى الله عليه وسلم: “من حلق شعره في العشر الأوائل من ذي الحجة كتب له بكل شعرة حسنة”.
ثالثًا: شروط حلق الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة:
1. أن يكون الحلق في العشر الأوائل من ذي الحجة، فإذا حلق المرء شعره قبل ذلك فلا يجزئه.
2. أن يكون الحلق كاملاً، فإذا حلق المرء بعض شعره ولم يحلق كله فلا يجزئه.
3. أن يكون الحلق بقصد العبادة والتقرب إلى الله تعالى، فإذا حلق المرء شعره لغير ذلك فلا يجزئه.
رابعًا: من السنة أن يوزع المسلم شعره في العشر الأوائل من ذي الحجة:
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يفعل ذلك، فكان يوزع شعره بين أهله وبين الفقراء والمساكين، وذلك من باب الصدقة والعطاء.
خامسًا: حلق الشعر للنساء في العشر الأوائل من ذي الحجة:
ذهب الجمهور إلى أن حلق الشعر للنساء في العشر الأوائل من ذي الحجة سنة مؤكدة أيضاً، مستدلين بفعل النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أمر نساءه بحلق شعورهن في هذه الأيام.
سادسًا: حكم حلق الشعر للمحرم:
المحرم هو من أحرم بالحج أو العمرة، وحكم حلق الشعر للمحرم مختلف فيه بين الفقهاء، فذهب جمهور الفقهاء إلى أن حلق الشعر للمحرم حرام، مستدلين بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يحل للمحرم أن يحلق رأسه حتى يفيض”.
سابعًا: حكم حلق الشعر للمريض:
المريض الذي لا يستطيع حلق شعره بسبب مرضه فلا حرج عليه في ترك الحلق، ولا يلزمه شيء، وذلك من باب العذر والرخصة.
الخاتمة:
حلق الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة سنة مؤكدة للرجال والنساء، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من فعله لذلك، ولما ثبت عن الصحابة والتابعين من فعلهم لذلك، ولما ورد في السنة من الأدلة التي تحث على إزالة الشعر في هذه الأيام.