حكم ختان البنات

حكم ختان البنات

ختان البنات: نظرة عامة

ختان الإناث (FGM) هو إجراء تشويه للأعضاء التناسلية للإناث يمارس في بعض الثقافات حول العالم, و هو عملية إزالة جزئية أو كلية للأعضاء التناسلية الخارجية للأنثى لأسباب غير طبية , وقد تم حظره في العديد من البلدان بسبب تأثيره الضار على صحة ورفاهية النساء والفتيات, ويهدف هذا المقال إلى تقديم نظرة شاملة على حكم ختان الإناث في الإسلام والقانون الدولي.

1. ختان البنات في الإسلام:

يعتبر ختان الإناث في الإسلام قضية خلافية بين العلماء المسلمين, حيث لا يوجد نص صريح في القرآن الكريم أو السنة النبوية ينص على وجوب أو تحريم الختان.

يرى بعض العلماء أن ختان الإناث مستحب أو مندوب، استنادًا إلى الحديث الذي رواه أبو داود والنسائي عن أم عطية رضي الله عنها: “الختان سنة للرجال ومكرمة للنساء,” في حين يرى آخرون أنه جائز أو مباح، استنادًا إلى الحديث الذي رواه الترمذي عن عائشة رضي الله عنها: “ليس في الختان شيء، إنه سنة للرجال، مكرمة للنساء.”

وعلى الرغم من وجود اختلاف في الرأي بين العلماء، إلا أن أغلبية المسلمين يعتبرون ختان الإناث غير واجب أو محرم، وإنما هو أمر جائر أو مباح.

2. ختان الإناث والقانون الدولي:

يحظر ختان الإناث في العديد من البلدان حول العالم بسبب تأثيره الضار على صحة ورفاهية النساء والفتيات، وقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2012 قرارًا يدين جميع أشكال تشويه الأعضاء التناسلية للإناث ويطالب بإنهائه.

كما أصدرت العديد من المنظمات الدولية، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، بيانات تدين ختان الإناث وتدعو إلى إلغائه.

وتعتبر اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة في عام 1989 من أهم الأدوات القانونية التي تحمي حقوق الأطفال، بما في ذلك حمايتهم من جميع أشكال العنف والإيذاء، بما في ذلك ختان الإناث.

3. الآثار الصحية لختان الإناث:

يمكن أن يؤدي ختان الإناث إلى آثار صحية ضارة قصيرة وطويلة المدى، بما في ذلك الألم الشديد والنزيف والعدوى ومضاعفات الولادة وعدم القدرة على تحقيق المتعة الجنسية.

وقد يؤدي ختان الإناث أيضًا إلى مشاكل نفسية، مثل الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة.

وفي بعض الحالات، يمكن أن يؤدي ختان الإناث إلى الوفاة.

4. الآثار الاجتماعية والثقافية لختان الإناث:

يرتبط ختان الإناث غالبًا بالتمييز ضد النساء والفتيات، وقد يؤدي إلى زيادة تعرضهن للعنف والإساءة.

كما يمكن أن يؤدي ختان الإناث إلى إقصاء النساء والفتيات من التعليم والعمل والمشاركة في الحياة العامة.

وقد يؤدي ختان الإناث أيضًا إلى وصمة العار والنبذ الاجتماعي.

5. أسباب ممارسة ختان الإناث:

هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى ممارسة ختان الإناث، بما في ذلك الأسباب الدينية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية.

وقد ارتبط ختان الإناث في بعض الثقافات بالنظافة والشرف والطهارة، وفي ثقافات أخرى ارتبط بالسيطرة على جسد المرأة وقدرتها على ممارسة الجنس.

كما ارتبط ختان الإناث في بعض البلدان بالفقر والجهل وعدم الوصول إلى المعلومات والخدمات الصحية.

6. جهود مكافحة ختان الإناث:

هناك جهود متزايدة لمكافحة ختان الإناث في جميع أنحاء العالم، وتشمل هذه الجهود:

سن قوانين تحظر ختان الإناث.

توعية المجتمعات بمخاطر ختان الإناث.

توفير الدعم للضحايا والناجيات من ختان الإناث.

تغيير المواقف الاجتماعية والثقافية تجاه ختان الإناث.

7. الخلاصة:

ختان الإناث هو إجراء تشويه للأعضاء التناسلية للإناث يمارس في بعض الثقافات حول العالم.

وقد حظرت العديد من البلدان ختان الإناث بسبب تأثيره الضار على صحة ورفاهية النساء والفتيات.

لا يوجد نص صريح في القرآن الكريم أو السنة النبوية ينص على وجوب أو تحريم ختان الإناث, ويعتبر معظم العلماء الختان جائزًا أو مباحًا.

يمكن أن يؤدي ختان الإناث إلى آثار صحية ضارة قصيرة وطويلة المدى، كما يمكن أن يؤدي إلى آثار اجتماعية وثقافية سلبية.

هناك جهود متزايدة لمكافحة ختان الإناث في جميع أنحاء العالم، وتتضمن هذه الجهود سن قوانين تحظر ختان الإناث وتوعية المجتمعات بمخاطره وتوفير الدعم للضحايا والناجيات منه وتغيير المواقف الاجتماعية والثقافية تجاهه.

أضف تعليق