حكم زيارة القبور في العيد

حكم زيارة القبور في العيد

حكم زيارة القبور في العيد

مقدمة

زيارة القبور هي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حث عليها في أحاديث كثيرة، ومنها قوله: “زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة”، وقوله: “ما من أحد يزور قبر أخيه المسلم، فيسلم عليه إلا رد الله عليه السلام”.

وقد اختلف الفقهاء في حكم زيارة القبور في العيد، فذهب بعضهم إلى أنها مكروهة، وذهب آخرون إلى أنها جائزة، وذهب ثالثون إلى أنها مستحبة.

وفي هذا المقال، سنتناول حكم زيارة القبور في العيد، وسنستعرض أدلة كل مذهب من المذاهب الثلاثة.

أولاً: حكم زيارة القبور في العيد عند الحنفية

ذهب جمهور الحنفية إلى أن زيارة القبور في العيد مكروهة، واستدلوا على ذلك بما يلي:

أن زيارة القبور من الأمور الحزينة، والعيد من أيام الفرح والسرور.

أن زيارة القبور قد تؤدي إلى إهمال صلاة العيد، وهي من الواجبات.

أن زيارة القبور قد تؤدي إلى الاكتئاب والحزن، وهذا لا يناسب أجواء العيد.

ثانياً: حكم زيارة القبور في العيد عند المالكية

ذهب جمهور المالكية إلى أن زيارة القبور في العيد جائزة، واستدلوا على ذلك بما يلي:

أن زيارة القبور من السنن المؤكدة، ولا يوجد نص شرعي يدل على أنها مكروهة في العيد.

أن زيارة القبور قد تكون مناسبة للتفكير في الموت والآخرة، وهذا قد يعين المسلم على التقوى وطاعة الله تعالى.

أن زيارة القبور قد تكون مناسبة للدعاء للموتى والاستغفار لهم، وهذا من الأعمال الصالحة التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها.

ثالثاً: حكم زيارة القبور في العيد عند الشافعية

ذهب جمهور الشافعية إلى أن زيارة القبور في العيد مستحبة، واستدلوا على ذلك بما يلي:

أن زيارة القبور من السنن المؤكدة، ولا يوجد نص شرعي يدل على أنها مكروهة في العيد.

أن زيارة القبور قد تكون مناسبة للتفكير في الموت والآخرة، وهذا قد يعين المسلم على التقوى وطاعة الله تعالى.

أن زيارة القبور قد تكون مناسبة للدعاء للموتى والاستغفار لهم، وهذا من الأعمال الصالحة التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها.

رابعاً: حكم زيارة القبور في العيد عند الحنابلة

ذهب جمهور الحنابلة إلى أن زيارة القبور في العيد مكروهة، واستدلوا على ذلك بما يلي:

أن زيارة القبور من الأمور الحزينة، والعيد من أيام الفرح والسرور.

أن زيارة القبور قد تؤدي إلى إهمال صلاة العيد، وهي من الواجبات.

أن زيارة القبور قد تؤدي إلى الاكتئاب والحزن، وهذا لا يناسب أجواء العيد.

خامساً: آداب زيارة القبور في العيد

إذا أراد المسلم زيارة القبور في العيد، فعليه أن يتبع الآداب التالية:

أن يغتسل ويتطيب ويلبس أحسن ثيابه، كما يفعل في صلاة العيد.

أن يبدأ زيارته بقراءة الفاتحة على قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم على قبور الصحابة والتابعين، ثم على قبور أقاربه وأصدقائه.

أن يدعو للموتى بالمغفرة والرحمة، ويستغفر لهم، ويتصدق عنهم.

أن يتذكر الموت والآخرة، ويتعظ بما رأى من القبور.

أن لا يكثر من البكاء والنحيب، وأن يخرج من المقبرة بقلب مطمئن وراض بقضاء الله تعالى.

سادساً: حكم زيارة القبور في العيد للنساء

يجوز للنساء زيارة القبور في العيد، ولكن بشرط ألا يخرجن متبرجات أو متعطرات، وألا يذهبن إلى المقبرة في وقت متأخر من الليل أو مبكر من الصباح، وألا يبقين في المقبرة طويلاً.

سابعاً: حكم زيارة القبور في العيد للأطفال

يجوز للأطفال زيارة القبور في العيد، ولكن بشرط أن يكونوا برفقة ولي أمرهم، وأن يمنعوهم من اللعب واللهو في المقبرة، وأن يعلموهم آداب زيارة القبور.

الخاتمة

حكم زيارة القبور في العيد جائز عند جمهور الفقهاء، ولكن يكرهها بعضهم، ويستحبها آخرون. والأفضل للمسلم أن يتبع مذهب إمامه في هذه المسألة.

أضف تعليق