حكم زيارة القبور للنساء في المذاهب

حكم زيارة القبور للنساء في المذاهب

مقدمة

زيارة القبور من الأمور التي شرعها الإسلام وندب إليها، ولكن هناك خلاف بين العلماء في حكم زيارة القبور للنساء، فبعضهم يرى أنها جائزة دون تقييد، والبعض الآخر يرى أنها ممنوعة بشكل مطلق، والبعض الثالث يرى أنها جائزة بشرط ألا تتضمن مظاهر الحزن والبكاء الشديد.

حكم زيارة القبور للنساء في المذاهب

1. المذهب الحنفي:

يرى جمهور الحنفية أن زيارة القبور للنساء جائزة دون تقييد، بشرط ألا تتضمن مظاهر الحزن والبكاء الشديد، وأن تكون الزيارة في النهار وليس ليلاً.

قال الشيخ النووي الحنفي في فتاويه: “يجوز للنساء زيارة القبور في النهار، سواء كانت قريبة أو بعيدة، ولا يجوز لهن ذلك ليلاً، وإن كن آمنات من الخوف”.

وقال ابن عابدين الحنفي في حاشيته: “ذهب جمهور الحنفية إلى جواز زيارة القبور للنساء في النهار، سواء كانت المزارات داخل البساتين أو خارجها، بشرط ألا يتضمن ذلك مظاهر الحزن والبكاء الشديد”.

2. المذهب المالكي:

يرى جمهور المالكية أن زيارة القبور للنساء جائزة، بشرط ألا تتضمن مظاهر الحزن والبكاء الشديد، وأن تكون الزيارة في النهار وليس ليلاً، وأن لا تخرج المرأة من بيتها إلا بإذن زوجها أو ولي أمرها.

قال الشيخ خليل المالكي في مختصره: “يجوز للنساء زيارة القبور في النهار، بشرط ألا يتضمن ذلك مظاهر الحزن والبكاء الشديد، وأن تكون المرأة محتشمة عند زيارتها للقبور”.

وقال ابن رشد المالكي في بداية المجتهد: “يجوز للمرأة زيارة القبور في النهار، بشرط ألا تخرج من بيتها إلا بإذن زوجها أو ولي أمرها”.

3. المذهب الشافعي:

يرى جمهور الشافعية أن زيارة القبور للنساء جائزة، بشرط ألا تتضمن مظاهر الحزن والبكاء الشديد، وأن تكون الزيارة في النهار وليس ليلاً.

قال الشيخ النووي الشافعي في المجموع: “يجوز للنساء زيارة القبور في النهار، بشرط ألا يتضمن ذلك مظاهر الحزن والبكاء الشديد، وأن تكون المرأة محتشمة عند زيارتها للقبور”.

وقال ابن حجر الهيتمي الشافعي في تحفة المحتاج: “يجوز للمرأة زيارة القبور في النهار، بشرط ألا تخرج من بيتها إلا بإذن زوجها أو ولي أمرها”.

4. المذهب الحنبلي:

يرى جمهور الحنابلة أن زيارة القبور للنساء جائزة، بشرط ألا تتضمن مظاهر الحزن والبكاء الشديد، وأن تكون الزيارة في النهار وليس ليلاً، وأن لا تخرج المرأة من بيتها إلا بإذن زوجها أو ولي أمرها.

قال الشيخ ابن قدامة الحنبلي في المغني: “يجوز للنساء زيارة القبور في النهار، بشرط ألا يتضمن ذلك مظاهر الحزن والبكاء الشديد، وأن تكون المرأة محتشمة عند زيارتها للقبور”.

وقال الشيخ المرداوي الحنبلي في الإنصاف: “يجوز للمرأة زيارة القبور في النهار، بشرط ألا تخرج من بيتها إلا بإذن زوجها أو ولي أمرها”.

5. آراء أخرى:

هناك بعض الآراء الفقهية التي تمنع زيارة القبور للنساء بشكل مطلق، ومن أشهر هذه الآراء رأي الإمام ابن تيمية رحمه الله.

قال الشيخ ابن تيمية في مجموع الفتاوى: “لا يجوز للمرأة أن تزور القبور مطلقًا، لأن ذلك من خصائص الرجال”.

وقال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة: “لا يجوز للمرأة أن تزور القبور مطلقًا، لأن ذلك من خصائص الرجال”.

6. أسباب الخلاف:

الخلاف في حكم زيارة القبور للنساء يرجع إلى عدة أسباب، من أهمها:

اختلاف العلماء في تفسير الأحاديث الواردة في هذا الموضوع.

اختلاف العلماء في تحديد مفهوم “الحزن والبكاء الشديد”.

اختلاف العلماء في تحديد مفهوم “المحارم”.

7. أحكام خاصة:

يجوز للنساء زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، وقبر الصحابة الكرام في البقيع، وقبر الحسين بن علي في كربلاء، وقبر أبي طالب في مكة المكرمة.

لا يجوز للنساء زيارة القبور في الليل إلا في حالة الضرورة، مثل زيارة قبر أحد الأقارب أو الأصدقاء الذين ماتوا حديثًا.

لا يجوز للنساء زيارة القبور وحدها، بل يجب أن تكون برفقة أحد المحارم.

خاتمة

زيارة القبور من الأمور التي شرعها الإسلام وندب إليها، ولكن هناك خلاف بين العلماء في حكم زيارة القبور للنساء، فبعضهم يرى أنها جائزة دون تقييد، والبعض الآخر يرى أنها ممنوعة بشكل مطلق، والبعض الثالث يرى أنها جائزة بشرط ألا تتضمن مظاهر الحزن والبكاء الشديد.

أضف تعليق