حكم صيام النصف الثاني من شعبان ابن عثيمين

حكم صيام النصف الثاني من شعبان ابن عثيمين

حكم صيام النصف الثاني من شعبان ابن عثيمين

المقدمة:

صيام النصف الثاني من شعبان من المسائل الفقهية التي اختلف فيها العلماء، فمنهم من قال بجوازه ومنهم من قال بكراهته، وقد كان هذا الاختلاف بسبب اختلاف الأحاديث الواردة في هذا الموضوع، فمنها ما صح ومنها ما ضعف، ومنها ما اختلف في تأويله، وفي هذا المقال سنعرض الأدلة والأقوال في هذه المسألة، ونرجح الراجح منها بإذن الله تعالى.

أولاً: الأدلة على جواز صيام النصف الثاني من شعبان:

1- حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم من شعبان ما لا يصوم من غيره: وهذا الحديث رواه البخاري ومسلم، وهو صريح في جواز صيام النصف الثاني من شعبان، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم من شعبان ما لا يصوم من غيره، وهذا يدل على أنه كان يصوم النصف الثاني منه.

2- حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “صوموا من شعبان ما شئتم”: وهذا الحديث رواه الترمذي وقال: حسن صحيح، وهو صريح أيضًا في جواز صيام النصف الثاني من شعبان، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “صوموا من شعبان ما شئتم”، وهذا يدل على أنه لا حرج في صيام أي جزء من شعبان، بما في ذلك النصف الثاني منه.

3- حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من صام شعبان كله غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر”: وهذا الحديث رواه النسائي وابن ماجه وقال: صحيح، وهو يدل على فضل صيام شعبان كله، وهذا يدل على أنه لا حرج في صيام النصف الثاني منه، لأن من صام شعبان كله غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

ثانيًا: الأدلة على كراهة صيام النصف الثاني من شعبان:

1- حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين إلا رجل كان يصوم صومًا فليصمه”: وهذا الحديث رواه البخاري ومسلم، وهو يدل على كراهة صيام اليوم أو اليومين قبل رمضان، وهذا يدل على كراهة صيام النصف الثاني من شعبان، لأن النصف الثاني من شعبان يقع قبل رمضان بيوم أو يومين.

2- حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تخصوا ليلة النصف من شعبان بقيام ولا يومها بصيام”: وهذا الحديث رواه ابن ماجه وقال: صحيح، وهو يدل على كراهة صيام يوم النصف من شعبان، وهذا يدل على كراهة صيام النصف الثاني من شعبان، لأن النصف الثاني من شعبان يبدأ من يوم النصف من شعبان.

3- حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تصوموا يوم الشك، فإن وافق رمضان فذلك الذي أردتم، وإن وافق شعبان فقد أخطأتم”: وهذا الحديث رواه أحمد والترمذي وقال: حسن، وهو يدل على كراهة صيام يوم الشك، وهذا يدل على كراهة صيام النصف الثاني من شعبان، لأن النصف الثاني من شعبان قد يوافق يوم الشك.

ثالثًا: أقوال العلماء في حكم صيام النصف الثاني من شعبان:

1- جمهور العلماء على جواز صيام النصف الثاني من شعبان: وذهب إلى هذا القول الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، واستدلوا بالأحاديث التي تدل على جواز صيام شعبان كله، وبأن صيام النصف الثاني من شعبان لا يعتبر تقدما لرمضان بصوم يوم أو يومين، لأن اليوم أو اليومين اللذين قبل رمضان هما اليوم الأخير من شعبان ويوم الشك، والنصف الثاني من شعبان يبدأ من يوم النصف من شعبان.

2- بعض العلماء على كراهة صيام النصف الثاني من شعبان: وذهب إلى هذا القول بعض السلف الصالح، واستدلوا بالأحاديث التي تدل على كراهة صيام يوم أو يومين قبل رمضان، وبأن صيام النصف الثاني من شعبان يعتبر تقدما لرمضان بصوم يوم أو يومين، لأن اليوم أو اليومين اللذين قبل رمضان هما اليوم الأخير من شعبان ويوم الشك، والنصف الثاني من شعبان يبدأ من يوم النصف من شعبان.

3- بعض العلماء على تحريم صيام النصف الثاني من شعبان: وذهب إلى هذا القول ابن حزم الظاهري، واستدل بالأحاديث التي تدل على كراهة صيام يوم أو يومين قبل رمضان، وبأن صيام النصف الثاني من شعبان يعتبر تقدما لرمضان بصوم يوم أو يومين، لأن اليوم أو اليومين اللذين قبل رمضان هما اليوم الأخير من شعبان ويوم الشك، والنصف الثاني من شعبان يبدأ من يوم النصف من شعبان.

رابعًا: الراجح في حكم صيام النصف الثاني من شعبان:

الراجح في حكم صيام النصف الثاني من شعبان أنه جائز، وذلك للأدلة التالية:

1- الأحاديث التي تدل على جواز صيام شعبان كله، وبأن صيام النصف الثاني من شعبان لا يعتبر تقدما لرمضان بصوم يوم أو يومين، لأن اليوم أو اليومين اللذين قبل رمضان هما اليوم الأخير من شعبان ويوم الشك، والنصف الثاني من شعبان يبدأ من يوم النصف من شعبان.

2- جمهور العلماء على جواز صيام النصف الثاني من شعبان، وهذا يدل على أن هذا هو القول الراجح، لأن جمهور العلماء هم أكثر العلماء علمًا وفقهًا.

3- الأصل في العبادات الإباحة، وبالتالي فإن صيام النصف الثاني من شعبان جائز، ما لم يقم دليل على تحريمه أو كراهته، ولم يقم دليل على تحريمه أو كراهته.

خامسًا: حكم صيام يوم النصف من شعبان:

صيام يوم النصف من شعبان جائز، وذلك للأدلة التالية:

1- الأحاديث التي تدل على فضل صيام يوم النصف من شعبان، وبأن صيام يوم النصف من شعبان لا يعتبر تقدما لرمضان بصوم يوم أو يومين، لأن اليوم أو اليومين اللذين قبل رمضان هما اليوم الأخير من شعبان ويوم الشك، ويوم النصف من شعبان يقع قبل هذين اليومين.

2- جمهور العلماء على جواز صيام يوم النصف من شعبان، وهذا يدل على أن هذا هو القول الراجح، لأن جمهور العلماء هم أكثر العلماء علمًا وفقهًا.

3- الأصل في العبادات الإباحة، وبالتالي فإن صيام يوم النصف من شعبان جائز، ما لم يقم دليل على تحريمه أو كراهته، ولم يقم دليل على تحريمه أو كراهته.

سادسًا: حكم صيام يوم الشك:

صيام يوم الشك مكروه، وذلك للأدلة التالية:

1- الأحاديث التي تدل على كراهة صيام يوم الشك، وبأن صيام يوم الشك قد يوافق رمضان، وبالتالي يكون صائمه قد صام يومًا من رمضان قبل حلوله، وهذا حرام.

2- جمهور العلماء على كراهة صيام يوم الشك، وهذا يدل على أن هذا هو القول الراجح، لأن جمهور العلماء هم أكثر العلماء علمًا وفقهًا.

3- الأصل في العبادات الإباحة، وبالتالي فإن صيام يوم الشك جائز، ما لم يقم دليل على تحريمه أو كراهته، وقد قام دليل على كراهته.

سابعًا: الخاتمة:

في الختام، فإن حكم صيام النصف الثاني من شعبان جائز، وحكم صيام يوم النصف من شعبان جائز، وحكم صيام يوم الشك مكروه، وقد ذكرنا الأدلة والأقوال في هذه المسائل، ورجحنا الراجح منها بإذن الله تعالى.

أضف تعليق