حكم صيام النصف الثاني من شعبان عند المالكية

حكم صيام النصف الثاني من شعبان عند المالكية

حكم صيام النصف الثاني من شعبان عند المالكية

مقدمة:

يعتبر شهر شعبان من الأشهر الفضيلة التي لها مكانة خاصة في الإسلام، حيث يستحب للمسلم أن يكثر فيه من العبادات والطاعات، ومن بين هذه العبادات صيام النصف الثاني من شعبان. وقد اختلف الفقهاء في حكم صيام النصف الثاني من شعبان، فذهب المالكية إلى أنه مكروه تحريمًا، بينما ذهب الحنفية والشافعية والحنابلة إلى أنه مكروه تنزيهًا. وفي هذا المقال، سنتناول حكم صيام النصف الثاني من شعبان عند المالكية بالتفصيل.

أدلة المالكية على كراهة تحريم صيام النصف الثاني من شعبان:

1. حديث عائشة رضي الله عنها:

روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: “ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صام في شعبان قط إلا يومًا أو يومين”. وهذا الحديث دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يواظب على صيام شعبان، مما يدل على كراهة ذلك.

2. حديث ابن عباس رضي الله عنه:

روى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنه قال: “لا تصوموا شعبان إلا أن تصوموا من أوله”. وهذا الحديث دليل على أن صيام شعبان مكروه إلا إذا كان من أوله، وهو ما يدل على كراهة صيام النصف الثاني منه.

3. حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

روى أبو داود والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تصوموا شعبان إلا أن تصوموا من أوله”. وهذا الحديث دليل آخر على أن صيام شعبان مكروه إلا إذا كان من أوله، وهو ما يدل على كراهة صيام النصف الثاني منه.

شروط صيام النصف الثاني من شعبان عند المالكية:

1. أن يكون الصائم مسلمًا بالغًا عاقلًا:

لا يجوز صيام النصف الثاني من شعبان لمن لم يكن مسلمًا أو بالغًا أو عاقلًا، لأن الصيام عبادة لا تصح إلا من أهلها.

2. أن يكون الصائم قادرًا على الصيام:

لا يجوز صيام النصف الثاني من شعبان لمن كان مريضًا أو مسافرًا أو حائضًا أو نفساء، لأن الصيام في هذه الحالات يضر بالصائم.

3. أن يكون الصائم نawiًا لصيام شعبان:

لا يجوز صيام النصف الثاني من شعبان لمن لم يكن نawiًا لصيام شعبان، لأن الصيام عبادة لا تصح إلا بالنية.

4. أن يكون الصائم متابعًا للنبي صلى الله عليه وسلم:

يستحب للمسلم أن يتابع النبي صلى الله عليه وسلم في أفعاله، ومن ذلك عدم صيام النصف الثاني من شعبان، لأن صيامه مكروه.

5. أن يكون الصائم حريصًا على سلامة صيامه:

لا يجوز صيام النصف الثاني من شعبان لمن كان حريصًا على سلامة صيامه، لأن صيامه قد يضر بصحته.

حالات جواز صيام النصف الثاني من شعبان عند المالكية:

1. أن يكون الصائم صائمًا لشهر شعبان كله:

إذا كان الصائم صائمًا لشهر شعبان كله، فلا حرج عليه في صيام النصف الثاني منه، لأنه صائم لشهر كامل.

2. أن يكون الصائم صائمًا لقضاء رمضان:

إذا كان الصائم صائمًا لقضاء رمضان، فلا حرج عليه في صيام النصف الثاني من شعبان، لأنه صائم لقضاء فريضة.

3. أن يكون الصائم صائمًا لنذر أو كفارة:

إذا كان الصائم صائمًا لنذر أو كفارة، فلا حرج عليه في صيام النصف الثاني من شعبان، لأنه صائم لسبب شرعي.

حكم صيام يوم الشك عند المالكية:

يوم الشك هو اليوم الذي يقع بين شعبان ورمضان، وقد اختلف الفقهاء في حكم صيامه، فذهب المالكية إلى أنه مكروه تحريمًا، بينما ذهب الحنفية والشافعية والحنابلة إلى أنه مكروه تنزيهًا. ويرى المالكية أن صيام يوم الشك مكروه تحريمًا لأنه قد يؤدي إلى اللبس والاشتباه في أول أيام رمضان.

الأعذار التي تجيز صيام النصف الثاني من شعبان عند المالكية:

1. أن يكون الصائم مريضًا:

يجوز للمريض أن يصوم النصف الثاني من شعبان إذا كان مرضه لا يمنعه من الصيام.

2. أن يكون الصائم مسافرًا:

يجوز للمسافر أن يصوم النصف الثاني من شعبان إذا كان سفره لا يمنعه من الصيام.

3. أن تكون الصائمة حائضًا أو نفساء:

يجوز للحائض أو النفساء أن تصوم النصف الثاني من شعبان إذا انتهت حيضها أو نفاسها قبل دخول شهر رمضان.

الخاتمة:

صيام النصف الثاني من شعبان مكروه تحريمًا عند المالكية، وذلك للأدلة التي وردت في السنة النبوية. ويستحب للمسلم أن يتابع النبي صلى الله عليه وسلم في أفعاله، ومن ذلك عدم صيام النصف الثاني من شعبان. ومع ذلك، يجوز صيام النصف الثاني من شعبان في بعض الحالات، مثل أن يكون الصائم صائمًا لشهر شعبان كله، أو صائمًا لقضاء رمضان، أو صائمًا لنذر أو كفارة.

أضف تعليق