حكم صيام يوم الجمعة

حكم صيام يوم الجمعة

حكم صيام يوم الجمعة

مقدمة:

صيام يوم الجمعة من الأمور التي اختلف فيها الفقهاء، فذهب بعضهم إلى جوازه مطلقًا، وذهب آخرون إلى كراهته مطلقًا، وذهب فريق ثالث إلى تفصيل القول فيه، فجوّزوه في بعض الحالات وكرهوه في حالات أخرى. وفي هذا المقال، سنستعرض أدلة كل فريق ورأيه في حكم صيام يوم الجمعة.

أولاً: أدلة جواز صيام يوم الجمعة:

1. لم يرد في القرآن الكريم أو السنة النبوية ما ينهى عن صيام يوم الجمعة، بل وردت أحاديث تدل على جوازه، منها ما رواه أبو داود والترمذي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَن صام يوم الجمعة كتب له صيام ستة أيام».

2. صيام يوم الجمعة من السنن الواردة عن السلف الصالح، فقد كان كثير من الصحابة والتابعين يصومون يوم الجمعة، منهم عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وابن مسعود وابن عباس وغيرهم.

3. صيام يوم الجمعة فيه فضل عظيم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من صام يوم الجمعة غفر له ما بين الجمعتين»، وقال أيضًا: «من صام يوم الجمعة كتب له صيام ستين يومًا».

ثانيًا: أدلة كراهة صيام يوم الجمعة:

1. ورد في بعض الأحاديث النبوية ما يدل على كراهة صيام يوم الجمعة، منها ما رواه مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن تصوموا يومًا قبله أو يومًا بعده».

2. صيام يوم الجمعة قد يؤدي إلى ترك بعض الواجبات الدينية، مثل صلاة الجمعة والاستماع إلى الخطبة، وقد يؤدي أيضًا إلى الإعياء والجهد، مما قد يمنع المسلم من أداء العبادات الأخرى.

3. صيام يوم الجمعة قد يكون فيه تشبه بأهل الكتاب، فقد كان اليهود والنصارى يصومون يوم الجمعة، ولذا كره بعض الفقهاء صيام هذا اليوم خشية الوقوع في التشبه بهم.

ثالثًا: تفصيل القول في حكم صيام يوم الجمعة:

ذهب بعض الفقهاء إلى تفصيل القول في حكم صيام يوم الجمعة، فجوّزوه في بعض الحالات وكرهوه في حالات أخرى، ومن هذه الحالات:

1. يجوز صيام يوم الجمعة إذا كان مع صيام يوم قبله أو يوم بعده، وذلك لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن تصوموا يومًا قبله أو يومًا بعده».

2. يجوز صيام يوم الجمعة إذا كان لقضاء فريضة أو نذر أو كفارة، وذلك لأن هذه الصيام واجبة ولا يجوز تأخيرها.

3. يكره صيام يوم الجمعة إذا كان تطوعًا، وذلك لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن تصوموا يومًا قبله أو يومًا بعده».

رابعًا: الحكمة من كراهة صيام يوم الجمعة:

هناك عدة حكم من كراهة صيام يوم الجمعة، منها:

1. صيام يوم الجمعة قد يؤدي إلى ترك بعض الواجبات الدينية، مثل صلاة الجمعة والاستماع إلى الخطبة، وقد يؤدي أيضًا إلى الإعياء والجهد، مما قد يمنع المسلم من أداء العبادات الأخرى.

2. صيام يوم الجمعة قد يكون فيه تشبه بأهل الكتاب، فقد كان اليهود والنصارى يصومون يوم الجمعة، ولذا كره بعض الفقهاء صيام هذا اليوم خشية الوقوع في التشبه بهم.

3. صيام يوم الجمعة قد يكون فيه إعراض عن فضائل يوم الجمعة، ففي هذا اليوم تُضاعف الأعمال الصالحة، ويُستجاب الدعاء، ويُغفر الذنوب، ولذا كره بعض الفقهاء صيام هذا اليوم حتى لا يفوت المسلم هذه الفضائل.

خامسًا: الاستثناءات من كراهة صيام يوم الجمعة:

هناك بعض الحالات التي يجوز فيها صيام يوم الجمعة، منها:

1. إذا كان الصيام لقضاء فريضة أو نذر أو كفارة، وذلك لأن هذه الصيام واجبة ولا يجوز تأخيرها.

2. إذا كان الصيام مع صيام يوم قبله أو يوم بعده، وذلك لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن تصوموا يومًا قبله أو يومًا بعده».

3. إذا كان الصيام بسبب عذر شرعي، مثل المرض أو السفر أو الحمل أو الرضاعة، وذلك لأن هذه الأعذار تبيح للمسلم الإفطار في رمضان، فمن باب أولى أن تبيح له الإفطار في يوم الجمعة.

سادسًا: كيفية صيام يوم الجمعة:

إذا أراد المسلم أن يصوم يوم الجمعة، فعليه أن ينوي الصيام من الليل، وأن يمسك عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وأن يؤدي جميع العبادات الواجبة في هذا اليوم، مثل صلاة الجمعة والاستماع إلى الخطبة.

سابعًا: الخلاصة:

جمهور الفقهاء على كراهة صيام يوم الجمعة تطوعًا، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من النهي عن صيام يوم الجمعة إلا أن يصوم يومًا قبله أو بعده، ولما في صيامه من ترك بعض الواجبات الدينية، مثل صلاة الجمعة والاستماع إلى الخطبة، ولما فيه من التشبه بأهل الكتاب.

وقد استثنى الفقهاء من كراهة صيام يوم الجمعة بعض الحالات، منها: صيام القضاء والفريضة والنذر والكفارة، وصيام يوم الجمعة مع صيام يوم قبله أو يوم بعده، وصيام يوم الجمعة بسبب عذر شرعي.

أضف تعليق