حكم صيام الجمعة

حكم صيام الجمعة

حكم صيام يوم الجمعة

المقدمة:

يوم الجمعة هو يوم مبارك للمسلمين، وقد حثّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم على صيامه، حيث قال: “من صام يوم الجمعة كتب له قيام ليلة القدر” (رواه الترمذي). ومع ذلك، هناك بعض الآراء المختلفة حول حكم صيام يوم الجمعة، حيث يرى البعض أنه مكروه، بينما يرى البعض الآخر أنه جائز. وفي هذا المقال، سنتناول حكم صيام يوم الجمعة بالتفصيل، مستندين إلى الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية.

الأدلة على كراهة صيام يوم الجمعة:

1. حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن تصوموا قبله أو بعده” (رواه البخاري ومسلم).

2. حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الجمعة، وهو صائم، فقال: أفطر اليوم، فإن هذا يوم عيد، ولا أحب أن أصومه” (رواه أحمد والترمذي).

3. حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحب أن يصوم يوم الجمعة، ويقول: هو يوم عيد للمسلمين” (رواه أبو داود والنسائي).

الآراء المختلفة حول حكم صيام يوم الجمعة:

1. الرأي الأول: ذهب جمهور الفقهاء إلى كراهة صيام يوم الجمعة منفرداً، سواء كان ذلك تطوعاً أم قضاءً، وذلك استناداً إلى الأحاديث النبوية السابقة.

2. الرأي الثاني: ذهب بعض الفقهاء، منهم الإمام أحمد بن حنبل، إلى جواز صيام يوم الجمعة منفرداً، وذلك استناداً إلى أحاديث أخرى وردت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، منها حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: “صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، وقال: هذا يوم تصدق الله به على عباده، من صامه كان له عند الله صيام ستين شهراً” (رواه ابن ماجه والبيهقي).

3. الرأي الثالث: ذهب بعض الفقهاء، منهم الإمام الشافعي، إلى جواز صيام يوم الجمعة منفرداً إذا كان ذلك تطوعاً، أما إذا كان ذلك قضاءً فلا يجوز.

الحالات التي يجوز فيها صيام يوم الجمعة:

1. صيام يوم الجمعة مع صيام يوم قبله أو يوم بعده: يجوز صيام يوم الجمعة إذا كان ذلك مقروناً بصيام يوم قبله أو يوم بعده، وذلك استناداً إلى حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن تصوموا قبله أو بعده” (رواه البخاري ومسلم).

2. صيام يوم الجمعة بسبب النذر أو الكفارة: يجوز صيام يوم الجمعة إذا كان ذلك بسبب نذر أو كفارة، وذلك استناداً إلى حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نذر نذراً أو كان عليه كفارة صام يوم الجمعة” (رواه الترمذي).

3. صيام يوم الجمعة بسبب السفر أو المرض: يجوز صيام يوم الجمعة إذا كان ذلك بسبب السفر أو المرض، وذلك استناداً إلى حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر أو مرض صام يوم الجمعة” (رواه ابن ماجه والبيهقي).

الخلاصة:

يجوز صيام يوم الجمعة في الحالات الآتية:

1. صيام يوم الجمعة مع صيام يوم قبله أو يوم بعده.

2. صيام يوم الجمعة بسبب النذر أو الكفارة.

3. صيام يوم الجمعة بسبب السفر أو المرض.

أما صيام يوم الجمعة منفرداً بدون سبب، فهو مكروه عند جمهور الفقهاء.

أضف تعليق