حكم محبة غير الله كمحبة الله

حكم محبة غير الله كمحبة الله

حكم محبة غير الله كمحبة الله

مقدمة:

الحب هو عاطفة قوية ومتجذرة في النفس البشرية، وهو ما يدفع الناس إلى البحث عن السعادة والرضا في الحياة. وقد جعل الله تعالى محبته سبحانه وتعالى أعظم حب يجب أن يحمله الإنسان في قلبه، وأن تكون محبة الله هي الغاية العليا التي يسعى إليها، ولكن هناك من يحب غير الله كمحبته لله، وهذا ما حذر منه الإسلام ونهى عنه.

1. تحريم محبة غير الله كمحبة الله:

– نهى الله تعالى عن محبة غيره كمحبته، فقال سبحانه وتعالى: {لا تجعلوا لله أندادًا وأنتم تعلمون} [البقرة: 22]، وقال تعالى: {ما اتخذ الله من ولدٍ وما كان معه من إلهٍ إذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعضٍ سبحان الله عما يصفون} [المؤمنون: 91].

– إن محبة غير الله كمحبته شرك بالله تعالى، والشرك هو أعظم الذنوب عند الله تعالى، قال تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} [النساء: 116].

– محبة غير الله كمحبته تجعل الإنسان عبداً لغير الله، ويصبح خاضعاً له ومتحكماً فيه، وهذا ما نهى عنه الإسلام، قال تعالى: {وأن لا تعبدوا إلا الله} [التوبة: 31].

2. أسباب محبة غير الله كمحبته:

– الجهل: قد يكون الجهل بأحكام الإسلام وأوامره ونواهيه هو السبب في محبة غير الله كمحبته، حيث يجهل الإنسان عظم محبة الله تعالى وفضله ونعمه عليه، فيحب غيره كمحبته لله.

– الهوى: قد يكون الهوى هو السبب في محبة غير الله كمحبته، حيث يتبع الإنسان هواه ورغباته الدنيوية، ويحب ما يشتهيه ويحظى به، حتى ولو كان ذلك مخالفاً لأوامر الله تعالى.

– حب الدنيا: قد يكون حب الدنيا هو السبب في محبة غير الله كمحبته، حيث يغرق الإنسان في حب الدنيا وزينتها، وينسى الآخرة وما فيها من نعيم دائم، فيحب الدنيا وأهلها أكثر من محبته لله تعالى.

3. آثار محبة غير الله كمحبته:

– الشرك بالله تعالى: إن محبة غير الله كمحبته تؤدي إلى الشرك بالله تعالى، لأن الإنسان إذا أحب غير الله كمحبته، فهو بذلك قد جعل له شريكاً في محبته، وهذا هو الشرك الأكبر.

– الحرمان من رحمة الله تعالى: إن محبة غير الله كمحبته تحرم الإنسان من رحمة الله تعالى، لأن الله تعالى لا يرحم من أشرك به، قال تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} [النساء: 116].

– عذاب النار: إن محبة غير الله كمحبته تؤدي إلى عذاب النار، لأن الله تعالى توعد المشركين بالنار، قال تعالى: {إن الذين أشركوا كانوا في النار خالدين} [المائدة: 72].

4. سبل محبة الله تعالى:

– معرفة الله تعالى: إن أولى خطوات محبة الله تعالى هي معرفته سبحانه وتعالى، ومعرفة صفاته وأسمائه الحسنى، ومعرفة نعمه وإحسانه على عباده.

– ذكر الله تعالى: إن ذكر الله تعالى من أهم سبل محبته سبحانه وتعالى، قال تعالى: {والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً} [الأحزاب: 35].

– طاعة الله تعالى: إن طاعة الله تعالى من أهم سبل محبته سبحانه وتعالى، قال تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} [آل عمران: 31].

5. ثمرات محبة الله تعالى:

– رضا الله تعالى: إن محبة الله تعالى تجلب على الإنسان رضا الله تعالى، قال تعالى: {والذين آمنوا أشد حباً لله} [البقرة: 165].

– دخول الجنة: إن محبة الله تعالى تؤدي إلى دخول الجنة، قال تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيحبهم الله ومن يحب الله يدخله جناته} [مريم: 96].

– الفوز بالشفاعة: إن محبة الله تعالى تفوز بالشفاعة يوم القيامة، قال تعالى: {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم} [الشعراء: 88].

6. مراتب محبة الله تعالى:

– محبة الله تعالى على جميع خلقه: وهي محبة الله تعالى لجميع خلقه، من مؤمنين وكافرين، وأبرار وفجار، قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات: 56].

– محبة الله تعالى لأوليائه: وهي محبة الله تعالى لأوليائه المتقين الصالحين، قال تعالى: {والذين آمنوا أشد حباً لله} [البقرة: 165].

– محبة الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: وهي محبة الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم، وهي أعلى مراتب المحبة، قال تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} [التوبة: 128].

7. واجبات محبة الله تعالى:

– الإخلاص لله تعالى: وهو أن يحب الإنسان الله تعالى وحده لا شريك له، قال تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين} [التوبة: 24].

– اتباع أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم: وهو أن يحب الإنسان ما أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم به، ويكره ما نها عنه، قال تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} [آل عمران: 31].

– نشر دين الله تعالى: وهو أن يحب الإنسان نشر دين الله تعالى بين الناس، ودعوتهم إلى توحيد الله تعالى وعبادته وحده لا شريك له، قال تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} [النحل: 125].

الخاتمة:

إن محبة الله تعالى هي أعظم حب يجب أن يحمله الإنسان في قلبه، وهي فوق كل حب، وهي الغاية العليا التي يسعى إليها، وهي السبيل إلى رضا الله تعالى ودخول الجنة والفوز بالشفاعة، فنسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى محبته سبحانه وتعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يجعلنا من الذين يحبون الله تعالى ورسوله أكثر من أنفسهم وأهلهم والناس أجمعين.

أضف تعليق