حكم مرتكب الكبيرة عند الخوارج والرد عليهم

حكم مرتكب الكبيرة عند الخوارج والرد عليهم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

المقدمة:

الحكم على مرتكب الكبيرة عند الخوارج هو من المسائل الخلافية، وقد اختلف العلماء في حكمه على عدة أقوال، في هذا المقال سوف نتحدث عن حكم مرتكب الكبيرة عند الخوارج، والرد عليهم.

أولاً: مفهوم الخوارج:

الخوارج هم جماعة من المسلمين انفصلوا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بعد معركة صفين، وخرجوا عليه، وأطلق عليهم اسم الخوارج، لأنهم خرجوا على إمام المسلمين، وكانوا يرون أن مرتكب الكبيرة كافر مخلد في النار، ولا تجوز التوبة منه.

ثانياً: أقوال العلماء في حكم مرتكب الكبيرة:

اختلف العلماء في حكم مرتكب الكبيرة على عدة أقوال، منها:

1. القول الأول:

يرى هذا القول أن مرتكب الكبيرة كافر مخلد في النار، ولا تجوز التوبة منه، وهو قول الخوارج.

2. القول الثاني:

يرى هذا القول أن مرتكب الكبيرة فسق وعاصي، ولا يكفر إلا إذا استحل الكبيرة أو جحدها، ويجوز قبول توبته، وهو قول أهل السنة والجماعة.

3. القول الثالث:

يرى هذا القول أن مرتكب الكبيرة مؤمن ناقص الإيمان، ويجوز قبول توبته، وهو قول الشيعة.

ثالثاً: أدلة الخوارج على تكفير مرتكب الكبيرة:

استدل الخوارج على تكفير مرتكب الكبيرة بعدد من الأدلة، منها:

1. قوله تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [المائدة: 5].

2. قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} [يونس: 59].

3. قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن”.

رابعاً: الرد على أدلة الخوارج:

رد أهل السنة والجماعة على أدلة الخوارج بعدة أدلة، منها:

1. قوله تعالى: {وَإِنْ تُبْ فَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَيْكَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنفال: 38].

2. قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].

3. قول النبي صلى الله عليه وسلم: “التائب من الذنب كمن لا ذنب له”.

خامساً: حكم مرتكب الكبيرة عند الخوارج:

يرى الخوارج أن مرتكب الكبيرة كافر مخلد في النار، ولا تجوز التوبة منه، وأن مرتكب الكبيرة يجب قتله، سواء كان مسلماً أو كافراً.

سادساً: حكم مرتكب الكبيرة عند أهل السنة والجماعة:

يرى أهل السنة والجماعة أن مرتكب الكبيرة مؤمن عاصي، ولا يكفر إلا إذا استحل الكبيرة أو جحدها، وأن مرتكب الكبيرة يجب عليه التوبة والرجوع إلى الله تعالى، وأن الله تعالى يقبل توبته، ويتجاوز عنه ذنبه.

سابعاً: الخاتمة:

في ختام هذا المقال، نؤكد على أن مرتكب الكبيرة لا يكفر إلا إذا استحل الكبيرة أو جحدها، وأن الله تعالى يقبل توبة العبد ويغفر له ذنبه، وأن على العبد أن يتوب إلى الله تعالى وأن يرجع إليه، وأن لا يقنط من رحمته تعالى.

أضف تعليق