لتنهون عن المنكر: واجب جماعي في دين الإسلام
مقدمة:
المنكر هو كل فعل أو قول يتعارض مع تعاليم الإسلام وقيمه، ويعتبر النهي عن المنكر فريضة واجبة على المسلمين، سواء فرديا أو جماعيا. ويعتبر من أوكد الواجبات التي يجب على كل مسلم أن يقوم بها، حيث قال تعالى: “وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” (سورة آل عمران، الآية 104).
1. أهمية النهي عن المنكر:
– حماية المجتمع من الانحراف الأخلاقي: إن النهي عن المنكر يساعد على حماية المجتمع من الانحراف الأخلاقي والاجتماعي، ويحفظ القيم الإسلامية الأصيلة.
– إصلاح الفرد والمجتمع: يساعد النهي عن المنكر على إصلاح الفرد والمجتمع، ويعمل على تقوية الوازع الديني لدى الأفراد، ويدفعهم إلى الابتعاد عن المحرمات.
– استجابة لأمر الله تعالى: يعتبر النهي عن المنكر استجابة لأمر الله تعالى، حيث قال تعالى: “وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” (سورة آل عمران، الآية 104).
2. آداب النهي عن المنكر:
– اللطف والحكمة: يجب على الداعية إلى الله أن يتحلى باللطف والحكمة في نهيه عن المنكر، وأن يتجنب العنف والتعصب.
– التدرج في النهي: ينبغي على الداعية إلى الله أن يتدرج في نهيه عن المنكر، وأن يبدأ بالنصح والإرشاد قبل اللجوء إلى الوسائل الأخرى.
– مراعاة الظروف والملابسات: يجب على الداعية إلى الله أن يراعي الظروف والملابسات التي تحيط بالمنكر قبل أن ينهى عنه، وأن يتجنب الإفراط في النهي.
3. مظاهر النهي عن المنكر:
– الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: يعتبر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أبرز مظاهر النهي عن المنكر، ويشمل حث الناس على فعل الخيرات وترك المنكرات.
– الجهاد في سبيل الله: يعتبر الجهاد في سبيل الله من أسمى مظاهر النهي عن المنكر، حيث يدافع المسلمون عن دينهم وعقيدتهم ضد الأعداء الذين يحاولون نشر الفساد والمنكر.
– توعية الناس بمخاطر المنكر: من مظاهر النهي عن المنكر أيضا توعية الناس بمخاطر المنكر وأضراره على الفرد والمجتمع، وذلك من خلال المحاضرات والندوات والكتب والمقالات.
4. فوائد النهي عن المنكر:
– حماية المجتمع من الانحراف الأخلاقي والاجتماعي: يساعد النهي عن المنكر على حماية المجتمع من الانحراف الأخلاقي والاجتماعي، ويحفظ القيم الإسلامية الأصيلة.
– إصلاح الفرد والمجتمع: يساعد النهي عن المنكر على إصلاح الفرد والمجتمع، ويعمل على تقوية الوازع الديني لدى الأفراد، ويدفعهم إلى الابتعاد عن المحرمات.
– استجابة لأمر الله تعالى: يعتبر النهي عن المنكر استجابة لأمر الله تعالى، حيث قال تعالى: “وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” (سورة آل عمران، الآية 104).
5. عقوبة من يترك النهي عن المنكر:
– غضب الله تعالى: من يترك النهي عن المنكر يغضب الله عليه، حيث قال تعالى: “وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ” (سورة الحشر، الآية 19).
– إثم كبير: يعتبر ترك النهي عن المنكر إثما كبيرا، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان” (رواه مسلم).
– خراب المجتمع: يؤدي ترك النهي عن المنكر إلى خراب المجتمع وانتشار الفساد والظلم، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله لا يعذب العباد في الدنيا إلا بذنوبهم، ولا يعافيهم إلا بدعائهم” (رواه ابن ماجه).
6. شروط النهي عن المنكر:
– العلم بالمنكر: يجب على الداعية إلى الله أن يكون عالما بالمنكر الذي ينهى عنه، وأن يعرف حقيقته وخطورته.
– القدرة على النهي: يجب على الداعية إلى الله أن يكون قادرا على النهي عن المنكر، وأن يكون لديه الشجاعة اللازمة لذلك.
– وجود الإخلاص لله تعالى: يجب على الداعية إلى الله أن يكون مخلصا لله تعالى في نهيه عن المنكر، وأن لا يبتغي من وراء ذلك أي مصلحة شخصية.
7. فضل النهي عن المنكر:
– رفع الدرجات عند الله تعالى: يعتبر النهي عن المنكر من الأعمال التي ترفع الدرجات عند الله تعالى، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من أمر بمعروف أو نهى عن منكر فله مثل أجر فاعله” (رواه مسلم).
– محبة الله تعالى: إن النهي عن المنكر من الأعمال التي يحبها الله تعالى، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أحب الأعمال إلى الله تعالى الإيمان بالله، ثم الجهاد في سبيل الله، ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” (رواه البخاري).
– الفوز بالجنة: إن النهي عن المنكر من الأعمال التي تؤدي إلى الفوز بالجنة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من أمر بمعروف أو نهى عن منكر فهو في الجنة” (رواه الترمذي).
الخاتمة:
النهي عن المنكر واجب جماعي في دين الإسلام، ويجب على كل مسلم أن ينهي عن المنكر بيده أو بلسانه أو بقلبه. والنهي عن المنكر له آثار إيجابية كثيرة على الفرد والمجتمع، فهو يحمي المجتمع من الانحراف الأخلاقي والاجتماعي، ويصلح الفرد والمجتمع، ويستجيب لأمر الله تعالى. ومن يترك النهي عن المنكر يغضب الله عليه، ويعتبر آثما كبيرا، ويؤدي إلى خراب المجتمع. والنهي عن المنكر له شروط يجب توافرها في الداعية إلى الله، ومنها العلم بالمنكر والقدرة على النهي والإخلاص لله تعالى. والنهي عن المنكر له فضل كبير عند الله تعالى، فهو يرفع الدرجات وينال محبة الله ويفوز بالجنة.