خطبة الجمعة عن الاستعداد لرمضان مكتوبة

خطبة الجمعة عن الاستعداد لرمضان مكتوبة

الخطبة الأولى

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن شهر رمضان المبارك على الأبواب، وقد آن الأوان للاستعداد له، وتجهيز أنفسنا لاستقباله، فشهر رمضان شهر القرآن والذكر والدعاء، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، شهر الجهاد والصدقة والإحسان، شهر التوبة والاستغفار والإنابة إلى الله تعالى.

الاستعداد لرمضان بالتقوى:

التقوى هي أساس العبادة، وهي مفتاح القبول عند الله تعالى، ولذلك يجب أن نستعد لرمضان بالتقوى، وذلك بأن نتوب إلى الله تعالى من جميع ذنوبنا ومعاصينا، وأن نستغفره ونتضرع إليه أن يقبل توبتنا ويغفر لنا ذنوبنا.

التقوى هي أن نراقب الله تعالى في جميع أقوالنا وأفعالنا، وأن نبتعد عن كل ما نهانا الله عنه، وأن نلتزم بكل ما أمرنا الله به، يقول تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون).

التقوى هي أن نكون على استعداد دائم لمواجهة الفتن والشبهات، وأن نتمسك بعقيدتنا الصحيحة، وأن لا ننجرف وراء الأهواء والشهوات، يقول تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب).

الاستعداد لرمضان بالعلم:

العلم هو مفتاح النجاة في الدنيا والآخرة، وهو زينة المؤمن، ولذلك يجب أن نستعد لرمضان بالعلم، وذلك بأن نكثر من تلاوة القرآن الكريم وتدبره، وأن نحرص على حضور مجالس العلم والاستماع إلى الدروس الدينية، وأن نقرأ الكتب المفيدة التي تبين لنا أحكام ديننا وشرائعه.

العلم هو الذي يبين لنا الطريق إلى الجنة، ويصرفنا عن طريق النار، يقول تعالى: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب).

العلم هو الذي يرفع درجات المؤمنين في الجنة، ويجعلهم في عليين، يقول تعالى: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير).

الاستعداد لرمضان بالإخلاص:

الإخلاص هو أن نقصد بعبادتنا وجه الله تعالى وحده، وأن لا نشرك به أحداً، ولذلك يجب أن نستعد لرمضان بالإخلاص، وذلك بأن نخلص لله تعالى في صيامنا وقيامنا وصدقتنا وجميع أعمالنا.

الإخلاص هو أن نبتغي بعبادتنا مرضاة الله تعالى وحده، وأن لا نبتغي بها مدح الناس والثناء عليهم، يقول تعالى: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة).

الإخلاص هو أن نكون صادقين مع الله تعالى في عبادتنا، وأن لا نرائي الناس بعبادتنا، يقول تعالى: (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً).

الاستعداد لرمضان بالصبر:

الصبر هو من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المسلم، وهو مفتاح النجاح في الدنيا والآخرة، ولذلك يجب أن نستعد لرمضان بالصبر، وذلك بأن نصبر على الجوع والعطش والتعب والمشقة في سبيل أداء العبادات.

الصبر هو أن نحتسب أجر عبادتنا عند الله تعالى، وأن لا نضجر منها ولا نتسخطها، يقول تعالى: (والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون).

الصبر هو أن نتحمل أذى الناس وإيذائهم في سبيل إرضاء الله تعالى، وأن لا ننتقم منهم ولا نشمت بهم، يقول تعالى: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين).

الاستعداد لرمضان بالجهاد:

الجهاد هو من أفضل العبادات وأعظم القربات إلى الله تعالى، وهو فرض عين على كل مسلم ومسلمة، ولذلك يجب أن نستعد لرمضان بالجهاد، وذلك بأن نجاهد أنفسنا على طاعة الله تعالى، وأن نجاهد أعداء الله تعالى الذين يحاربون الإسلام والمسلمين.

الجهاد هو أن ندافع عن ديننا وعقيدتنا ووطننا وأعراضنا وأموالنا، وأن لا نرضى بالذل والهوان، يقول تعالى: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين).

الجهاد هو أن ننشر دين الله تعالى بين الناس، وأن ندعوهم إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، يقول تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين).

الاستعداد لرمضان بالدعاء:

الدعاء هو من أفضل العبادات وأقربها إلى الله تعالى، ولذلك يجب أن نستعد لرمضان بالدعاء، وذلك بأن ندعو الله تعالى أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا وصدقتنا وجميع أعمالنا، وأن يغفر لنا ذنوبنا ويتوب علينا، وأن يرزقنا حسن الخاتمة.

الدعاء هو أن نسأل الله تعالى ما فيه خير لنا في ديننا ودنيانا وآخرتنا، وأن نلجأ إليه في كل أمورنا، يقول تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين).

الدعاء هو أن نلح على الله تعالى في دعائنا، وأن لا نستعجل الإجابة، وأن نتيقن أن الله تعالى سيستجيب دعاءنا في الوقت المناسب، يقول تعالى: (وإذ قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين).

الاستعداد لرمضان بالإنفاق:

الإنفاق في سبيل الله تعالى من أفضل العبادات وأعظم القربات إلى الله تعالى، وهو فرض عين على كل مسلم ومسلمة، ولذلك يجب أن نستعد لرمضان بالإنفاق، وذلك بأن نتصدق على الفقراء والمساكين، وأن ندفع الزكاة، وأن ننفق على المجاهدين في سبيل الله تعالى.

الإنفاق في سبيل الله تعالى هو قرض حسن نقرضه لله تعالى، وهو مضاعف عند الله تعالى أضعافاً كثيرة، يقول تعالى: (من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون).

الإنفاق في سبيل الله تعالى هو سبب لدخول الجنة، وهو سبب لزيادة الرزق والبركة في المال والأولاد، يقول تعالى: (والذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون).

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أيها المسلمون:

لقد آن الأوان للاستعداد لشهر رمضان المبارك، وقد بينا لكم في هذه الخطبة بعض الأمور التي يجب أن نستعد بها لرمضان، فاستعدوا لرمضان بالتقوى والعلم والإخلاص والصبر والجهاد والدعاء والإنفاق، حتى تكونوا من عتقاء الله تعالى في هذا الشهر المبارك.

نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لصيام رمضان وقيامه وإيتاء زكاته، وأن يتقبل منا صالح أعمالنا، وأن يعتق رقابنا من النار، إنه سميع مجيب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أضف تعليق