خطبة الجمعة عن العدل والإنصاف

خطبة الجمعة عن العدل والإنصاف

الخطبة الأولى

مقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فإن العدل والإنصاف من أهم القيم التي يجب أن يتحلى بها المسلم، وهما أساس الحياة الطيبة والمجتمع المستقر، وقد حثنا ديننا الحنيف على التحلي بالعدل والإنصاف في جميع أمور حياتنا، وفي جميع تعاملاتنا مع الآخرين، مهما كانت ديانتهم أو جنسهم أو لونهم أو عقيدتهم.

العدل:

هو وضع الشيء في موضعه الصحيح، وإعطاء كل ذي حق حقه، والعدل من صفات الله تعالى، قال تعالى: (وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) [النساء: 58]، والعدل واجب على الحكام والقضاة، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) [النساء: 58]، والعدل واجب على المسلمين جميعًا، في معاملاتهم مع بعضهم البعض، وفي معاملاتهم مع غير المسلمين، قال تعالى: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ) [المائدة: 8].

الإنصاف:

هو المساواة بين الناس في الحقوق والواجبات، والإنصاف من صفات الله تعالى، قال تعالى: (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ قَالُوا مَا أَشْهَدْنَا عَلَيْهِمْ) [الأعراف: 101]، والإنصاف واجب على الحكام والقضاة، قال تعالى: (وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) [النساء: 58]، والإنصاف واجب على المسلمين جميعًا، في معاملاتهم مع بعضهم البعض، وفي معاملاتهم مع غير المسلمين، قال تعالى: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ) [المائدة: 8].

أهمية العدل والإنصاف:

1. العدل والإنصاف أساس الحياة الطيبة والمجتمع المستقر.

2. العدل والإنصاف يجلبان الأمن والطمأنينة للمجتمع.

3. العدل والإنصاف يمنعان الظلم والفساد.

4. العدل والإنصاف يحافظان على حقوق الناس.

5. العدل والإنصاف يعززان الثقة بين أفراد المجتمع.

6. العدل والإنصاف يقربان الناس من الله تعالى.

7. العدل والإنصاف يزينان سيرة المسلم، ويجعلان الناس يحترمونه ويقدرونه.

الخطبة الثانية

فضل العدل والإنصاف:

1. العدل والإنصاف من صفات الله تعالى، قال تعالى: (وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ) [الرحمن: 9].

2. العدل والإنصاف من صفات النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان عادلاً ومنصفاً مع جميع الناس، قال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأحزاب: 21].

3. العدل والإنصاف من صفات المؤمنين، قال تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ) [المؤمنون: 4]، وقال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا) [الفرقان: 67].

4. العدل والإنصاف من أسباب دخول الجنة، قال تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) [البقرة: 43].

5. العدل والإنصاف من أسباب النصر والتمكين في الأرض، قال تعالى: (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحج: 40].

كيف نتحلى بالعدل والإنصاف؟

1. بتقوى الله تعالى، قال تعالى: (وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) [النساء: 58].

2. بمعرفة الحقوق والواجبات، قال تعالى: (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا) [الإسراء: 34].

3. بالحرص على الإنصاف، قال تعالى: (وَلَا تَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ) [المائدة: 8].

4. بعدم التمييز بين الناس، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) [الحجرات: 13].

5. بنشر ثقافة العدل والإنصاف في المجتمع، قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة: 2].

الخاتمة

عباد الله، إن العدل والإنصاف من أهم القيم التي يجب أن يتحلى بها المسلم، وهما أساس الحياة الطيبة والمجتمع المستقر، وقد حثنا ديننا الحنيف على التحلي بالعدل والإنصاف في جميع أمور حياتنا، وفي جميع تعاملاتنا مع الآخرين، مهما كانت ديانتهم أو جنسهم أو لونهم أو عقيدتهم، فاتقوا الله تعالى، وتح

أضف تعليق