خطبة ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عن النَّعِيمِ

خطبة ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عن النَّعِيمِ

المقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

أما بعد:

فإن من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده هي نعمة الحياة الدنيا، وما فيها من متع ومباهج، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} [الأعراف: 10].

وقد حثنا الله تعالى ورسوله الكريم على شكر هذه النعمة، والاستمتاع بها على الوجه المشروع، قال تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [النحل: 114].

1. النعم التي أنعم الله بها على الإنسان:

أنعم الله تعالى على الإنسان بنعم كثيرة لا تحصى ولا تعد، منها:

نعمة العقل: وهي أعظم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان، وهي التي تميزه عن سائر المخلوقات، وبها يستطيع أن يفكر ويتدبر ويتعلم ويكتشف.

نعمة الصحة: وهي من أعظم النعم أيضًا، وبها يستطيع الإنسان أن يعمل ويكسب ويستمتع بالحياة.

نعمة المال: وهي نعمة عظيمة أيضًا، وبها يستطيع الإنسان أن يحقق الكثير من أهدافه وطموحاته.

نعمة الأهل والأولاد والأصدقاء: وهم من أعظم النعم أيضًا، وبهم يفرح الإنسان ويسعد.

نعمة الأمن والأمان: وهي نعمة عظيمة أيضًا، وبها يستطيع الإنسان أن يعيش في سلام واطمئنان.

2. شكر النعم:

إن شكر النعم من أعظم الواجبات التي يجب على الإنسان أن يؤديها لله تعالى، قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7].

ويمكن للإنسان أن يشكر الله تعالى على نعمه بالعديد من الطرق، منها:

الحمد والثناء لله تعالى على نعمه: وذلك بأن يذكر الإنسان نعم الله تعالى عليه، ويكثر من الحمد والثناء لله عليها.

استعمال النعم في طاعة الله تعالى: وذلك بأن يستعمل الإنسان نعم الله تعالى في طاعته وعبادته، ولا يستعملها في معصيته.

مساعدة الآخرين: وذلك بأن يساعد الإنسان الآخرين على الاستفادة من نعم الله تعالى، ويشاركهم فيها.

3. المسؤولية عن النعم:

إن الإنسان مسؤول أمام الله تعالى عن النعم التي أنعم الله بها عليه، وسيسأله عنها يوم القيامة, كما قال تعالى: { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: 8].

ومن صور المسؤولية عن النعم:

عدم الكفر بالنعم: وذلك بأن لا ينكر الإنسان نعم الله تعالى عليه، ولا يتجحدها.

عدم الإسراف في النعم: وذلك بأن لا يستخدم الإنسان نعم الله تعالى في الإسراف والتبذير.

استعمال النعم في الخير: وذلك بأن يستعمل الإنسان نعم الله تعالى في الخير، ولا يستعملها في الشر.

4. عاقبة شكر النعم:

إن شكر النعم له عاقبة عظيمة في الدنيا والآخرة.

في الدنيا: إن شكر النعم يزيدها ويضاعفها، قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7].

في الآخرة: إن شكر النعم يدخل الإنسان الجنة، قال تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُجْزِيهِمْ رَبُّهُمْ أَفْضَلَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} [يونس: 26].

5. عاقبة الكفر بالنعم:

إن الكفر بالنعم له عاقبة وخيمة في الدنيا والآخرة.

في الدنيا: إن الكفر بالنعم ينقصها ويذهب بها، قال تعالى: {وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7].

في الآخرة: إن الكفر بالنعم يدخل الإنسان النار، قال تعالى: {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 97].

6. النعم التي سنُسأل عنها يوم القيامة:

هناك العديد من النعم التي سنُسأل عنها يوم القيامة، منها:

نعمة الإسلام.

نعمة القرآن الكريم.

نعمة الصحة.

نعمة العقل.

نعمة المال.

نعمة الأهل والأولاد والأصدقاء.

نعمة الأمن والأمان.

7. كيف نستعد للسؤال عن النعم يوم القيامة؟

لكي نستعد للسؤال عن النعم يوم القيامة، يجب علينا أن نفعل الآتي:

أن نشكر الله تعالى على نعمه.

أن نستخدم نعم الله تعالى في طاعته وعبادته.

أن نساعد الآخرين على الاستفادة من نعم الله تعالى.

أن نتجنب الكفر بالنعم والإسراف فيها.

أن نستعمل نعم الله تعالى في الخير.

الخاتمة:

إن النعم التي أنعم الله بها علينا كثيرة لا تحصى ولا تعد، وعلينا أن نشكر الله تعالى عليها، ونستخدمها في طاعته وعبادته، وأن نساعد الآخرين على الاستفادة منها، وأن نتجنب الكفر بها والإسراف فيها، وأن نستعملها في الخير، حتى نسعد في الدنيا والآخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *