حديث عن شكر النعم

حديث عن شكر النعم

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن من أعظم النعم التي أنعم الله تعالى بها علينا هي نعمة الإسلام، ونعمة العقل، ونعمة الصحة، ونعمة الأمن، ونعمة الرزق، وغيرها من النعم الظاهرة والباطنة، ولقد أمرنا الله تعالى بشكر هذه النعم، فقال سبحانه: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}، وقال تعالى: {وَلَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}، فشكر النعم من أعظم القربات إلى الله تعالى، وهو سبب لزيادة النعم، ودفع النقم.

أنواع النعم:

إن نعم الله تعالى على عباده كثيرة لا تُحصى، ويمكن تقسيمها إلى قسمين رئيسيين:

1. النعم الظاهرة: وهي النعم التي يمكن للإنسان أن يراها ويلمسها، مثل نعمة الإسلام، ونعمة العقل، ونعمة الصحة، ونعمة الأمن، ونعمة الرزق، وغيرها.

2. النعم الباطنة: وهي النعم التي لا يمكن للإنسان أن يراها ويلمسها، مثل نعمة الإيمان، ونعمة التقوى، ونعمة الخشية، ونعمة المحبة لله تعالى ورسوله، وغيرها.

طرق شكر النعم:

هناك طرق عديدة لشكر النعم، منها:

1. الاعتراف بالنعم: وذلك بأن يعلم الإنسان أن هذه النعم من الله تعالى وحده، وأنه هو الذي أنعم بها عليه، وأن لا حول ولا قوة إلا بالله تعالى.

2. الحمد لله تعالى على النعم: وذلك بأن يثني الإنسان على الله تعالى ويشكره على نعمه ظاهرة وباطنة.

3. استخدام النعم فيما يحبه الله تعالى ويرضاه: وذلك بأن يستخدم الإنسان النعم في طاعة الله تعالى وعبادته، وفي فعل الخيرات، واجتناب المعاصي والمنكرات.

4. الإحسان إلى الآخرين: وذلك بأن يستخدم الإنسان النعم في مساعدة المحتاجين، وإعانة الضعفاء، وإصلاح ذات البين، وغير ذلك من أعمال الخير.

أثار شكر النعم:

لشكر النعم آثار عديدة، منها:

1. زيادة النعم: وذلك لأن الله تعالى قال: {وَلَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ}، فشكر النعم سبب لزيادة النعم، ودفع النقم.

2. دفع النقم: وذلك لأن شكر النعم سبب لدفع النقم والابتلاءات، فمن شكر الله تعالى على نعمه، فإن الله تعالى يصرف عنه السوء والضر.

3. دخول الجنة: وذلك لأن شكر النعم من أسباب دخول الجنة، فمن شكر الله تعالى على نعمه في الدنيا، فإن الله تعالى يجازيه بالجنة في الآخرة.

كيفية شكر النعم:

هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها شكر النعم، ومنها:

1. الاعتراف بالنعمة: يعد الاعتراف بأن النعمة من الله تعالى هو الخطوة الأولى لشكرها، وذلك لأن الاعتراف بالنعمة هو إدراك أننا لا نستحقها وأنها من فضل الله وكرمه علينا.

2. الحمد لله تعالى: يعد الحمد لله تعالى على النعمة هو الطريقة الثانية لشكرها، وذلك لأن الحمد لله تعالى هو تعبير عن الامتنان والتقدير لله تعالى على نعمه.

3. استخدام النعمة فيما يرضي الله تعالى: يعد استخدام النعمة فيما يرضي الله تعالى هو الطريقة الثالثة لشكرها، وذلك لأن استخدام النعمة فيما يرضي الله تعالى هو إظهار للامتنان والتقدير لله تعالى عليها.

أهمية شكر النعم:

يعد شكر النعم من الأمور المهمة التي حث عليها الإسلام، وذلك لأن شكر النعم يجلب العديد من الفوائد للمؤمن، ومنها:

1. زيادة النعم: يعد شكر النعم من أسباب زيادة النعم، وذلك لأن الله تعالى يقول: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}، وهذا يعني أن شكر النعم يزيد من نعم الله تعالى علينا.

2. دفع النقم: يعد شكر النعم من أسباب دفع النقم، وذلك لأن الله تعالى يقول: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ}، وهذا يعني أن شكر النعم يدفع النقم والابتلاءات عنا.

3. دخول الجنة: يعد شكر النعم من أسباب دخول الجنة، وذلك لأن الله تعالى يقول: {وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رِضْوَانًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}، وهذا يعني أن شكر النعم هو أحد أسباب دخول الجنة.

خاتمة:

إن شكر النعم من الأمور المهمة التي أمرنا بها الله تعالى، والتي لها آثار إيجابية كثيرة في الدنيا والآخرة، ولذلك فإن علينا أن نسعى جاهدين لشكر نعم الله تعالى علينا، وذلك من خلال الاعتراف بالنعمة، والحمد لله تعالى عليها، واستخدامها فيما يرضيه تعالى.

أضف تعليق