خطبة جمعة عن الغيبة والنميمة

خطبة جمعة عن الغيبة والنميمة

الخطبة الأولى:

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أيها الإخوة والأخوات في الإسلام، إن الغيبة والنميمة من الآفات الاجتماعية الخطيرة التي تؤدي إلى تفشي الحقد والكراهية بين الناس، وتسميم الأجواء الاجتماعية، وإفساد العلاقات بين أفراد المجتمع، وقد حذرنا الله تعالى من الغيبة والنميمة في كتابه الكريم، فقال تعالى: ﴿وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ﴾ [الحجرات: 12]، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ﴾ [الحجرات: 12].

أولاً: مفهوم الغيبة والنميمة:

1- الغيبة: هي ذكر عيوب الناس بغيابهم، سواء كانت هذه العيوب حقيقية أم غير حقيقية، وتشمل الغيبة ذكر العيوب الخلقية والجسدية والعقلية والأخلاقية.

2- النميمة: هي نقل كلام شخص إلى شخص آخر بهدف إفساد العلاقة بينهما، وتسمى أيضاً “نقل الكلام باللسان”.

ثانياً: حكم الغيبة والنميمة في الإسلام:

1- الغيبة: الغيبة كبيرة من الكبائر في الإسلام، وقد توعد الله تعالى المغتابين بالعذاب الشديد في الدنيا والآخرة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الغيبة أشد من الزنا” [رواه أبو داود والترمذي].

2- النميمة: النميمة كبيرة من الكبائر في الإسلام، وقد حذرنا الله تعالى منها في كتابه الكريم، فقال تعالى: ﴿وَلا تُطِيعُوا كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ﴾ [القلم: 10-11].

ثالثاً: أضرار الغيبة والنميمة:

1- الغيبة: تؤدي الغيبة إلى تفشي الحقد والكراهية بين الناس، وتسميم الأجواء الاجتماعية، وإفساد العلاقات بين أفراد المجتمع.

2- النميمة: تؤدي النميمة إلى تفريق بين الأصدقاء والأقارب والأحباب، وتؤدي إلى إثارة الفتن والمشاكل بين الناس.

الخطبة الثانية:

رابعاً: أسباب الغيبة والنميمة:

1- الغيبة: قد يكون سبب الغيبة الحسد والحقد على الغير، وقد يكون بسبب الشعور بالدونية والنقص، وقد يكون بسبب الرغبة في الانتقام من الغير.

2- النميمة: قد يكون سبب النميمة الرغبة في إثارة الفتن والمشاكل بين الناس، وقد يكون بسبب الشعور بالملل والضجر، وقد يكون بسبب الرغبة في الحصول على المتعة والتسلية.

خامساً: علاج الغيبة والنميمة:

1- الغيبة: علاج الغيبة هو التوبة النصوح إلى الله تعالى، والإقلاع عن الغيبة نهائياً، والحرص على ذكر محاسن الناس وعيوبهم.

2- النميمة: علاج النميمة هو التوبة النصوح إلى الله تعالى، والإقلاع عن النميمة نهائياً، والحرص على إصلاح ذات البين وإطفاء نار الفتنة.

سادساً: فضل من اجتنب الغيبة والنميمة:

1- الغيبة: من اجتنب الغيبة كتب له أجر صيام شهر رمضان، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من اجتنب الغيبة في رمضان كتب له أجر صيام شهر رمضان” [رواه أبو داود والترمذي].

2- النميمة: من اجتنب النميمة كتب له أجر حج مبرور، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من اجتنب النميمة كتب له أجر حج مبرور” [رواه أبو داود والترمذي].

سابعاً: الخاتمة:

أيها الإخوة والأخوات في الإسلام، إن الغيبة والنميمة من الآفات الاجتماعية الخطيرة التي تؤدي إلى تفشي الحقد والكراهية بين الناس، وتسميم الأجواء الاجتماعية، وإفساد العلاقات بين أفراد المجتمع، وقد حذرنا الله تعالى من الغيبة والنميمة في كتابه الكريم، وحذرنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة، فاتقوا الله تعالى واجتنبوا الغيبة والنميمة، واحرصوا على ذكر محاسن الناس وعيوبهم، وعلى إصلاح ذات البين وإطفاء نار الفتنة، والحمد لله رب العالمين.

أضف تعليق