درس عن الغيبة والنميمة

درس عن الغيبة والنميمة

الدرس الأول: الغيبة والنميمة

المقدمة:

الغيبة والنميمة من الأمراض الاجتماعية الخطيرة التي انتشرت في عصرنا هذا انتشارًا كبيرًا، وأصبحت من الأمور الشائعة بين الناس، ولذلك يجب علينا أن نحذر منها وأن نتجنبها، وأن نعمل على نشر الوعي بخطورتها على الفرد والمجتمع.

أولاً: تعريف الغيبة والنميمة:

– الغيبة: هي ذكر عيوب الناس بغيابهم، سواء كان ذلك بالكلام أو بالكتابة أو بالإشارة.

– النميمة: هي نقل الكلام من شخص إلى آخر بقصد الإفساد وإثارة الفتن.

ثانيًا: أنواع الغيبة والنميمة:

– غيبة الفضائح: وهي ذكر عيوب الناس التي لا تخفى على أحد.

– غيبة المعاصي: وهي ذكر عيوب الناس التي تتعلق بمعاصيهم وذنوبهم.

– غيبة النواقص: وهي ذكر عيوب الناس التي تتعلق بنواقصهم الجسدية أو العقلية.

– النميمة المغرضة: وهي نقل الكلام من شخص إلى آخر بقصد الإفساد وإثارة الفتن.

– النميمة غير المغرضة: وهي نقل الكلام من شخص إلى آخر دون قصد الإفساد أو إثارة الفتن.

ثالثًا: أسباب الغيبة والنميمة:

هناك العديد من الأسباب التي تدفع الناس إلى الغيبة والنميمة، ومن أهمها:

– الحقد والحسد: وهو من أهم أسباب الغيبة والنميمة، حيث أن الحاسد يكره أن يرى النعم عند غيره، فيلجأ إلى الغيبة والنميمة لإيذائه وإلحاق الضرر به.

– حب الظهور والتفاخر: وهو من الأسباب التي تدفع الناس إلى الغيبة والنميمة، حيث أن المغتاب يريد أن يظهر نفسه أنه أفضل من غيره، فيلجأ إلى الغيبة والنميمة للتقليل من شأن الآخرين.

– حب إثارة الفتن والمشاكل: وهو من الأسباب الخبيثة التي تدفع الناس إلى الغيبة والنميمة، حيث أن المغتاب يريد أن يثير الفتن والمشاكل بين الناس، فيلجأ إلى الغيبة والنميمة للتفريق بينهم.

– الشعور بالملل والفراغ: وهو من الأسباب الشائعة التي تدفع الناس إلى الغيبة والنميمة، حيث أن المغتاب لا يجد شيئًا مفيدًا يفعله، فيلجأ إلى الغيبة والنميمة لتمضية وقته.

رابعًا: حكم الغيبة والنميمة في الإسلام:

الغيبة والنميمة من الأمور المحرمة في الإسلام، وقد ورد في القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة العديد من الأدلة التي تحرّم الغيبة والنميمة، ومن أهمها:

– قال تعالى: “ولا يغتب بعضكم بعضًا، أتحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا، فكرهتموه” (الحجرات: 12).

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا عباد الله، اتقوا الله، وكفوا ألسنتكم عن أعراض الناس، فإن من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه الله ولو في جوف بيته” (رواه الترمذي).

خامسًا: أضرار الغيبة والنميمة:

الغيبة والنميمة لها العديد من الأضرار على الفرد والمجتمع، ومن أهمها:

– تؤدي إلى إفساد العلاقات الاجتماعية بين الناس.

– تؤدي إلى إثارة الفتن والمشاكل بين الناس.

– تؤدي إلى نشر الكراهية والحقد بين الناس.

– تؤدي إلى تشويه سمعة المرء وتشويه سمعة أهله.

– تؤدي إلى إيذاء المرء نفسيًا وجسديًا.

سادسًا: طرق تجنب الغيبة والنميمة:

هناك العديد من الطرق التي يمكن لأي شخص من خلالها تجنب الغيبة والنميمة، ومن أهمها:

– أن نتذكر دائمًا أن الله تعالى يرانا ويسمعنا، وأننا سنحاسب على أقوالنا وأفعالنا يوم القيامة.

– أن نحسن الظن بالناس، وأن نعتقد دائمًا أنهم طيبون حتى يثبت العكس.

– أن ننشغل بأنفسنا وبأعمالنا، وأن لا نتدخل في شؤون الآخرين.

– أن نتجنب الجلوس مع المغتابين والنمامين.

– أن ندعو الله تعالى أن يرزقنا حسن الخلق وأن يعيننا على تجنب الغيبة والنميمة.

سابعًا: علاج الغيبة والنميمة:

إذا كان الإنسان قد وقع في الغيبة والنميمة، فعليه أن يتوب إلى الله تعالى وأن يستغفره على ما اقترفت يداه، وأن يعمل على التخلص من هذه العادة السيئة، ويمكنه ذلك من خلال اتباع الخطوات التالية:

– أن يعترف لنفسه بأنه كان مخطئًا في غيبته ونميمته.

– أن يعتذر للأشخاص الذين غاب عنهم أو نقل كلامهم.

– أن يعمل على تغيير سلوكه وأن يتجنب الغيبة والنميمة في المستقبل.

– أن يكثر من الاستغفار والدعاء إلى الله تعالى.

الخاتمة:

الغيبة والنميمة من الأمراض الاجتماعية الخطيرة التي انتشرت في عصرنا هذا انتشارًا كبيرًا، ولذلك يجب علينا أن نحذر منها وأن نتجنبها، وأن نعمل على نشر الوعي بخطورتها على الفرد والمجتمع.

أضف تعليق