خطبه عن الغيبه والنميمه

خطبه عن الغيبه والنميمه

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على نبيه الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن غيبة المسلمين بعضهم بعضًا من أعظم الذنوب وأخبثها، ومن أشر الناس من يغتاب إخوانه المسلمين، وينشر عيوبهم، ويحط من قدرهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الغيبة أشر من الزنا”.

مفهوم الغيبة والنميمة:

– الغيبة: هي ذكر المسلم لأخيه بما يكرهه في غيبته، سواء كان ذلك بالقول أو بالفعل أو بالإشارة أو بالكتابة.

– النميمة: هي نقل الكلام من شخص إلى آخر بقصد إيقاع العداوة والبغضاء بينهما.

أقسام الغيبة:

– الغيبة المحرمة: وهي ذكر المسلم لأخيه بما يكرهه في غيبته، سواء كان ذلك بالقول أو بالفعل أو بالإشارة أو بالكتابة.

– الغيبة المباحة: وهي ذكر المسلم لأخيه بما يكرهه في غيبته، ولكن ذلك يكون في حال الضرورة، مثل الشكوى إلى الحاكم من الظالم، أو التحذير من شخص فاسق أو صاحب بدعة.

أحكام الغيبة:

– الغيبة من الكبائر: أي أنها من أعظم الذنوب وأقربها إلى الكفر، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من اغتاب مؤمنًا فقد كاد له في دينه”.

– الغيبة محرمة سواء كانت بالقول أو بالفعل أو بالإشارة أو بالكتابة: لأن الغيبة في جميع هذه الأحوال محرمة، وذلك لأن الغيبة هي ذكر المسلم لأخيه بما يكرهه في غيبته، وهذا أمر محرم سواء أكان بالقول أم بالفعل أم بالإشارة أم بالكتابة.

– الغيبة من أسباب دخول النار: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من اغتاب مؤمنًا دخلت النار”.

أنواع النميمة:

– النميمة بالقول: وهي نقل الكلام من شخص إلى آخر بقصد إيقاع العداوة والبغضاء بينهما.

– النميمة بالفعل: وهي القيام بأي فعل من شأنه إيقاع العداوة والبغضاء بين شخصين، مثل نقل رسالة كاذبة من شخص إلى آخر، أو الإشارة إلى أحدهما بطريقة توحي بأنه يكره الآخر.

– النميمة بالإشارة: وهي الإشارة إلى شخص ما بطريقة توحي بأنه يكره شخصًا آخر، أو أنه يتحدث عنه بسوء.

أحكام النميمة:

– النميمة محرمة: لأنها من أعظم الذنوب وأقربها إلى الكفر، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “النميمة تفريق بين الأحبة”.

– النميمة من أسباب دخول النار: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “النمام لا يدخل الجنة”.

– النميمة من أسباب شؤم الدار: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل بيتًا فيه نمام ملك كريم”.

آثار الغيبة والنميمة:

– الغيبة والنميمة تسببان العداوة والبغضاء بين المسلمين: وذلك لأن الغيبة والنميمة من أكثر الأشياء التي تسبب العداوة والبغضاء بين المسلمين، فإذا اغتاب المسلم أخاه المسلم أو نقل عنه كلامًا سيئًا، فإن هذا الأمر من شأنه أن يثير العداوة والبغضاء بينهما.

– الغيبة والنميمة تهدمان الثقة بين المسلمين: وذلك لأن الغيبة والنميمة من أكثر الأشياء التي تهدم الثقة بين المسلمين، فإذا اغتاب المسلم أخاه المسلم أو نقل عنه كلامًا سيئًا، فإن هذا الأمر من شأنه أن يهدم الثقة بينهما.

– الغيبة والنميمة تنشر الفتنة بين المسلمين: وذلك لأن الغيبة والنميمة من أكثر الأشياء التي تنشر الفتنة بين المسلمين، فإذا اغتاب المسلم أخاه المسلم أو نقل عنه كلامًا سيئًا، فإن هذا الأمر من شأنه أن ينشر الفتنة بين المسلمين.

خطورة الغيبة والنميمة:

– الغيبة والنميمة من الكبائر: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر، واغتيابه كذب”.

– الغيبة والنميمة من أسباب دخول النار: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة قتات، ولا نمام”.

– الغيبة والنميمة من أسباب شؤم الدار: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل بيتًا فيه نمام ملك كريم”.

كيفية التخلص من الغيبة والنميمة:

– تعويد النفس على ذكر الله تعالى: وذلك لأن ذكر الله تعالى يطهر القلب من الغل والحقد والحسد، ومن شأنه أن يمنع المسلم من الغيبة والنميمة.

– ملازمة مجالس العلم والذكر: وذلك لأن مجالس العلم والذكر من الأماكن التي تذكر فيها محاسن الناس وفضائلهم، وهذا من شأنه أن يمنع المسلم من الغيبة والنميمة.

– الإكثار من الدعاء: وذلك لأن الدعاء من العبادات التي لها تأثير كبير في حياة المسلم، ومن شأنه أن يعصمه من الغيبة والنميمة.

الخاتمة:

وفي الختام، فإن الغيبة والنميمة من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر، وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منهما ونهانا عنهما، ومن واجبنا أن نتجنب الغيبة والنميمة، وأن نحذر من الوقوع فيهما، وأن نتعود أنفسنا على ذكر الله تعالى، وأن نكثر من الدعاء، وأن نلازم مجالس العلم والذكر، وأن ننصح من نرى منه الغيبة أو النميمة، فإن ذلك من النصيحة في الله.

وصلى الله وسلم على نبي الرحمة محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أضف تعليق