خطبة جمعة عن المواساة

خطبة جمعة عن المواساة

الخطبة الأولى

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فيا عباد الله، إن المواساة من أعظم الأخلاق التي حث عليها الإسلام، وهي من صفات المؤمنين الصادقين، الذين ينظرون إلى إخوانهم نظرة رحمة وشفقة، ويسعون إلى مساعدتهم وقضاء حوائجهم، والتخفيف من آلامهم وأحزانهم.

مفهوم المواساة

المواساة في اللغة تعني مؤاساة الغير في مصيبته، أي موافقته في شعوره ومواساته ومشاركته في حزنه، وفي الشرع هي إظهار الحزن والأسى لما أصاب الغير من مكروه، ومشاركته في أحزانه وأفراحه، وإسداء النصح له وتقديم العون والمساعدة له.

أنواع المواساة

تنقسم المواساة إلى قسمين:

1- المواساة باللسان: وذلك من خلال قول الكلمات الطيبة التي تخفف من حزن المصاب وتواسيه في مصيبته، مثل قول: “إنا لله وإنا إليه راجعون”، أو “اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلف لنا خيرًا منها”.

2- المواساة بالفعل: وذلك من خلال تقديم المساعدة العملية للمصاب، مثل تقديم المال أو الطعام أو الملابس أو أي شيء آخر يحتاج إليه، أو مساعدته في إنجاز أعماله، أو الوقوف بجانبه ودعمه معنويًا.

فضائل المواساة

للمواساة فضائل كثيرة، منها:

1- أنها سبب لنيل محبة الله ورضاه، فقد قال تعالى: “والذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون”.

2- أنها سبب لدخول الجنة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من واسى مصابًا في مصيبته أعطاه الله من الأجر مثل ما أعطى المصاب”.

3- أنها سبب لتقوية أواصر المحبة والألفة بين المسلمين، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.

آثار المواساة

للمواساة آثار إيجابية كثيرة على المصاب، منها:

1- أنها تخفف من حزنه وألمه، وتساعده على تجاوز مصيبته.

2- أنها تعزز ثقته بنفسه وبوقوف إخوانه بجانبه.

3- أنها تدفعه إلى الصبر والاحتساب، وتمنعه من اليأس والقنوط.

الخاتمة

عباد الله، إن المواساة من أعظم الأخلاق التي حث عليها الإسلام، وهي من صفات المؤمنين الصادقين، الذين ينظرون إلى إخوانهم نظرة رحمة وشفقة، ويسعون إلى مساعدتهم وقضاء حوائجهم، والتخفيف من آلامهم وأحزانهم.

فيا عباد الله، كونوا من المتواصين بالحق والمتواصين بالصبر، وكونوا عونًا لإخوانكم في الشدائد والمحن، فإن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.

الخطبة الثانية

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فيا عباد الله، إن من أعظم أنواع المواساة، مواساة المسلم لأخيه المسلم في مصيبته وابتلائه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة”.

مواساة النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير قدوة في مواساة إخوانه المسلمين، فقد كان صلى الله عليه وسلم يواسيهم في أحزانهم وأفراحهم، ويعينهم على مصائبهم وابتلاءاتهم.

فعندما توفيت زوجة أحد أصحابه، جاءه صلى الله عليه وسلم وقال له: “إن الله عز وجل عوضك خيرًا منها، فاصبر واحتسب”.

وعندما مرض أحد أصحابه، زاره صلى الله عليه وسلم وقال له: “لا بأس، طهور إن شاء الله”.

وعندما فقد أحد أصحابه ماله، أعطاه صلى الله عليه وسلم من ماله الخاص، وقال له: “هذا عوضًا عما فقدت”.

مواساة الصحابة بعضهم لبعض

كان الصحابة رضوان الله عليهم يتواصون بالحق والمتواصون بالصبر، وكانوا يعينون بعضهم البعض في الشدائد والمحن.

فعندما مرض أحد الصحابة، كان إخوانه من الصحابة يزورونه ويعتنون به، ويقدمون له الطعام والشراب والدواء.

وعندما توفي أحد الصحابة، كان إخوانه من الصحابة يحضرون جنازته ويصلون عليه، ويدعون له بالرحمة والمغفرة

أضف تعليق