الخطبة:
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن الاستسقاء من العبادات المهمة التي شرعها الله تعالى لعباده، وهي دعاء الله تعالى أن ينزل الغيث، وسقيا العباد والبلاد، وتفريج الكربات، وإزالة البلاء والمحن، وقد ورد في السنة النبوية المطهرة العديد من الأدعية والأذكار التي تُقال في صلاة الاستسقاء، وهذه الخطبة ستتناول فضل صلاة الاستسقاء، وكيفية إقامتها، وما يُقال فيها من أدعية وأذكار.
1. فضل صلاة الاستسقاء:
صلاة الاستسقاء من السنن المؤكدة في الشريعة الإسلامية، وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين على إقامتها عند انقطاع الغيث وحلول القحط، وذلك لما فيها من فوائد عظيمة وبركات كثيرة.
صلاة الاستسقاء سبب لدفع البلاء والمحن، وجلب الرحمة والبركات، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “من صلى صلاة الاستسقاء في جماعة، فإنه يدفع عنه القحط والجوع والبلاء”.
صلاة الاستسقاء سبب لتوحيد المسلمين والتضرع إلى الله تعالى، والتذلل له سبحانه وتعالى والاعتراف بذنوبهم، والدعاء إليه تعالى أن يغفر لهم ويرحمهم وينزل عليهم الغيث.
2. كيفية إقامة صلاة الاستسقاء:
تصلى صلاة الاستسقاء في أي وقت من النهار بعد طلوع الشمس إلى غروبها، ويُستحب إقامتها في وقت الضحى، وذلك لأن وقت الضحى هو الوقت الذي تكثر فيه دعوات العباد وترتفع إلى الله تعالى.
تُقام صلاة الاستسقاء في مصلى العيد خارج المدينة أو في الصحراء، وذلك اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يخرج إلى المصلى ويصلي الاستسقاء هناك.
تُقام صلاة الاستسقاء على ركعتين، يُقرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة وسورة الأعلى، وفي الركعة الثانية سورة الفاتحة وسورة الغاشية، ثم يُسلم المصلي ويُخطب بعد ذلك.
3. الخطبة في صلاة الاستسقاء:
يبدأ الخطيب خطبة الاستسقاء بالحمد لله تعالى والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ثم يذكر فضل صلاة الاستسقاء والحكمة من تشريعها.
يتطرق الخطيب في خطبته إلى ذكر آيات الله تعالى الدالة على قدرته على إنزال الغيث، وعظيم رحمته وواسع فضله، ويستشهد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تُبين ذلك.
يذكر الخطيب في خطبته ما حل بالناس من بلاء بسبب انقطاع الغيث، ويحثهم على التوبة والاستغفار والدعاء إلى الله تعالى أن ينزل عليهم الغيث ويرفع عنهم البلاء.
4. الأدعية والأذكار في صلاة الاستسقاء:
يُسن للمصلي أن يدعو الله تعالى بعد صلاة الاستسقاء بأن ينزل الغيث ويرفع البلاء، وأن يتضرع إليه سبحانه وتعالى ويوحدّه ويلجأ إليه وحده لا شريك له.
ومن الأدعية المأثورة في صلاة الاستسقاء قول: “اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً، هنيئاً مريئاً، نافعاً غير ضار، اللهم اسق عبادك وبهيمتك وارزقنا من بركاتك”.
يُسن للمصلي أن يكثر من التكبير والاستغفار والتهليل والتسبيح والدعاء بصوت جهوري، وذلك اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يُكثر من ذلك في صلاة الاستسقاء.
5. الخروج إلى المصلى:
بعد الانتهاء من صلاة الاستسقاء، يُسن للمصلي أن يخرج إلى المصلى حيث أُقيمت الصلاة، وذلك اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يخرج إلى المصلى بعد صلاة الاستسقاء.
يُسن للمصلي أن يقف في المصلى ويرفع يديه إلى السماء ويدعو الله تعالى أن ينزل الغيث ويرفع البلاء، كما يُسن له أن يتضرع إلى الله تعالى ويوحدّه ويلجأ إليه وحده لا شريك له.
يُسن للمصلي أن يبقى في المصلى حتى يُستجاب دعائه وينزل الغيث، كما يُسن له أن يعود إلى المصلى بعد نزول الغيث ويشكر الله تعالى على ذلك.
6. الاعتبارات الشرعية في صلاة الاستسقاء:
لا تُشرع صلاة الاستسقاء لمن كان في سفر، وذلك لأن صلاة الاستسقاء تُقام في جماعة، ولا يُمكن للمسافر أن يلحق بالجماعة.
لا تُشرع صلاة الاستسقاء للنساء الحائض أو النفساء، وذلك لأن صلاة الاستسقاء تُقام في مصلى العيد خارج المدينة، ولا يُسمح للحائض أو النفساء بالخروج من المنزل.
لا تُشرع صلاة الاستسقاء في الأماكن النجسة أو التي فيها نجاسة، وذلك لأن صلاة الاستسقاء تُقام في مصلى العيد خارج المدينة، ويجب أن يكون المصلى طاهراً نظيفاً.
خاتمة:
وفي ختام هذه الخطبة، أدعوكم جميعاً إلى الإكثار من الدعاء إلى الله تعالى أن ينزل الغيث ويرفع البلاء، وأن يتضرع إليه سبحانه وتعالى ويوحدّه ويلجأ إليه وحده لا شريك له، كما أدعوكم إلى إقامة صلاة الاستسقاء عند انقطاع الغيث وحلول القحط، اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، نسأل الله تعالى أن ينزل علينا الغيث المبارك النافع، وأن يرفع عنا البلاء والمحن، وأن يتقبل دعاءنا ويستجيب لصلاتنا، إنه سميع مجيب.