حكم قلب الرداء في صلاة الاستسقاء

حكم قلب الرداء في صلاة الاستسقاء

مقدمة:

تعتبر صلاة الاستسقاء من الصلوات التي تُقام طلبًا للمطر ونزول الغيث من عند الله تعالى، وهي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وردت أحاديث كثيرة في بيان كيفيتها وسننها، ومن بين هذه السنن قلب الرداء في هذه الصلاة، فما حكم قلب الرداء في صلاة الاستسقاء؟ وما هي الأدلة على ذلك؟ وما هي كيفيته؟

1- مشروعية صلاة الاستسقاء:

– وردت أحاديث كثيرة في مشروعية صلاة الاستسقاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، منها ما رواه البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يستسقي، فأقبل وعليه برد، حوَّله، فجعل الأيمن على الأيسر، والأيسر على الأيمن”.

– تدل هذه الأحاديث على مشروعية صلاة الاستسقاء، وأنها من السنن المؤكدة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعلها عند انقطاع المطر.

2- حكم قلب الرداء في صلاة الاستسقاء:

– اتفق العلماء على أن قلب الرداء في صلاة الاستسقاء سنة مؤكدة، وهو من السنن المشروعة فيها، لما رواه البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يستسقي، فأقبل وعليه برد، حوَّله، فجعل الأيمن على الأيسر، والأيسر على الأيمن”.

– جمهور العلماء على أن قلب الرداء في صلاة الاستسقاء سنة مستحبة، ولا يترتب على تركها إثم أو بطلان الصلاة.

– اختلفت آراء العلماء في حكم قلب الرداء في صلاة الاستسقاء، فذهب جمهورهم إلى أنه سنة مؤكدة، وذهب بعضهم إلى أنه واجب، ومنهم من قال إنه مستحب.

3- كيفية قلب الرداء في صلاة الاستسقاء:

– صفة قلب الرداء في صلاة الاستسقاء أن يأخذه المصلي بعد الإحرام بالصلاة، ويقلبه بحيث يجعل الطرف الذي كان على يمينه على يساره، والطرف الذي كان على يساره على يمينه.

– يرفع المصلي رداءه إلى أعلى صدره، ثم يمسك بطرفيه، ثم يتبادلهما، بحيث يجعل الطرف الذي كان على يمينه على يساره، والطرف الذي كان على يساره على يمينه.

– يمكن للمصلي أن يقلب رداءه قبل الإحرام بالصلاة، فيصلي به مقلوبًا من البداية، ولا حرج في ذلك.

4- الحكمة من قلب الرداء في صلاة الاستسقاء:

– وردت أحاديث كثيرة في بيان حكمة قلب الرداء في صلاة الاستسقاء، منها ما رواه ابن حبان عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: “خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يستسقي، فقلب رداءه، فسُئل عن ذلك فقال: إن الله حيي كريم، يستحي أن يرد عبده خائبا مقلوبًا”.

– قلب الرداء في صلاة الاستسقاء هو من قبيل التذلل والخشوع لله تعالى، والتضرع إليه لإجابة الدعاء.

– قلب الرداء في صلاة الاستسقاء هو من قبيل تغيير الحال، والتوبة إلى الله تعالى، والرجوع إليه سبحانه وتعالى.

5- من يصلي صلاة الاستسقاء؟

– تصلى صلاة الاستسقاء في الجماعة، ويؤمها الإمام، ويجوز أن يصليها منفردًا أيضًا.

– تصلى صلاة الاستسقاء في أي مكان طاهر، سواء كان في المسجد أو في الصحراء أو في غيرهما.

– تصلى صلاة الاستسقاء في أي وقت من النهار، بعد طلوع الشمس وقبل غروبها، والأفضل أن تصلى في وقت الضحى.

6- ما يلزم الإمام في صلاة الاستسقاء؟

– يسن للإمام أن يخطب خطبتين قبل صلاة الاستسقاء، يبين فيهما سبب الصلاة، ويدعو الناس إلى التوبة والاستغفار والرجوع إلى الله تعالى.

– يسن للإمام أن يقرأ سورة الأعراف في الركعة الأولى، وسورة المؤمنون في الركعة الثانية من صلاة الاستسقاء.

– يسن للإمام أن يدعو بدعاء الاستسقاء بعد الانتهاء من الصلاة، ويستحب للمأمومين أن يؤمنوا على دعائه.

7- فضل صلاة الاستسقاء:

– وردت أحاديث كثيرة في بيان فضل صلاة الاستسقاء، منها ما رواه أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الاستسقاء، فوالله ما رُفع بصره إلى السماء حتى أنزل الله تعالى المطر، فما حبسنا حتى خضنا الماء بنعالنا”.

– من فضل صلاة الاستسقاء أنها سبب لنزول المطر وتفريج الكرب وإزالة الغمة.

– من فضل صلاة الاستسقاء أنها سبب لدعاء الله تعالى وتضرعه إليه، وقبول الدعاء من الله تعالى.

الخاتمة:

قلب الرداء في صلاة الاستسقاء سنة مؤكدة، وهو من السنن المشروعة فيها، لما رواه البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يستسقي، فأقبل وعليه برد، حوَّله، فجعل الأيمن على الأيسر، والأيسر على الأيمن”. جمهور العلماء على أن قلب الرداء في صلاة الاستسقاء سنة مستحبة، ولا يترتب على تركها إثم أو بطلان الصلاة. كما يعتبر قلب الرداء في صلاة الاستسقاء نوعًا من التذلل لله تعالى، والدعاء إليه سبحانه وتعالى.

أضف تعليق