خطبة عن أنواع الظلم

خطبة عن أنواع الظلم

الخطبة:

المقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن الظلم من أبشع الرذائل التي نهى عنها الإسلام وحذر منها، وهو من أسوأ ما يمكن أن يفعله الإنسان بحق نفسه أو بحق غيره، وقد حذرنا الله تعالى من الظلم في كثير من آيات القرآن الكريم، قال تعالى: {وَلا تَظْلِمُوا النَّاسَ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ}، وقال تعالى: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤولًا}، وقال تعالى: {وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَآتُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى}، وقال تعالى: {وَقُل لِّعِبَادِيَ يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا}، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَن تَعْدِلُوا وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}، وقال تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ}، وقال تعالى: {وَلا يَجْزِينَا اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلْنَا}، وقال تعالى: {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ}، وقال تعالى: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}.

أنواع الظلم:

1. الظلم بالقول:

• وهو الذي يصدر عن الإنسان من خلال الكلمات والجمل التي ينطق بها، وقد يكون هذا الظلم مباشرًا أو غير مباشر.

• ومن أمثلة الظلم بالقول: السب والشتم والتجريح والإهانة والنفاق والغيبة والنميمة والكذب والقذف والوعيد والتهديد والوعيد والتهديد.

• وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سباب المسلم فسوق وقتاله كفر”.

2. الظلم بالفعل:

• وهو الذي يصدر عن الإنسان من خلال الأفعال التي يقوم بها، وقد يكون هذا الظلم مباشرًا أو غير مباشر.

• ومن أمثلة الظلم بالفعل: الضرب والتعنيف والتعذيب والقتل والسجن والإهانة والتحقير والإقصاء والإبعاد والمنع والحرمان.

• وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يحل لمسلم أن يظلم أخاه المسلم في دمه ولا ماله ولا عرضه”.

3. الظلم بالنظر:

• وهو الذي يصدر عن الإنسان من خلال النظرات التي يلقيها على الآخرين، وقد يكون هذا الظلم مباشرًا أو غير مباشر.

• ومن أمثلة الظلم بالنظر: النظرات الحاقدة والنظرات المتغطرسة والنظرات الشهوانية والنظرات الساخرة والنظرات المتعالية والنظرات الكارهة والنظرات الحاسدة.

• وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “العينان تزنيان والزنا النظر”.

4. الظلم بالسمع:

• وهو الذي يصدر عن الإنسان من خلال الأصوات التي يسمعها الآخرين، وقد يكون هذا الظلم مباشرًا أو غير مباشر.

• ومن أمثلة الظلم بالسمع: الاستماع إلى الغيبة والنميمة والاستماع إلى الأغاني والرقص والغناء والاستماع إلى الباطل والزور والافتراء والكذب.

• وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سمع غيبة ولم ينكرها كان شريكًا فيها”.

5. الظلم بالشم:

• وهو الذي يصدر عن الإنسان من خلال الروائح التي يشمها الآخرين، وقد يكون هذا الظلم مباشرًا أو غير مباشر.

• ومن أمثلة الظلم بالشم: شم الروائح الكريهة والروائح النتنة والروائح المزعجة والروائح المضرة.

• وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تؤذوا جيرانكم بروائح القدور”.

6. الظلم بالتذوق:

• وهو الذي يصدر عن الإنسان من خلال الأطعمة والمشروبات التي يتناولها الآخرين، وقد يكون هذا الظلم مباشرًا أو غير مباشر.

• ومن أمثلة الظلم بالتذوق: تناول الأطعمة المحرمة وتناول الأطعمة الملوثة وتناول الأطعمة الضارة وتناول الأطعمة التي لا تناسب الصحة.

• وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أكل طعامًا حرامًا لم تقبل له صلاة أربعين يومًا”.

7. الظلم باللمس:

• وهو الذي يصدر عن الإنسان من خلال اللمسات التي يوجهها إلى الآخرين، وقد يكون هذا الظلم مباشرًا أو غير مباشر.

• ومن أمثلة الظلم باللمس: الاعتداء الجنسي والاغتصاب والتحرش الجنسي والضرب والتعذيب والإهانة والتحقير.

• وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يمس رجل امرأة لا تحل له إلا كتب الله له خطيئة”.

الخاتمة:

إن الظلم من أبشع الرذائل التي نهى عنها الإسلام وحذر منها، وهو من أسوأ ما يمكن أن يفعله الإنسان بحق نفسه أو بحق غيره، وقد حذرنا الله تعالى من الظلم في كثير من آيات القرآن الكريم، وقد ذكرنا في هذه الخطبة بعض أنواع الظلم، ونسأل الله تعالى أن يرزقنا الهداية والرشاد وأن يعيذنا من الظلم والظالمين، وأن يجعلنا من الذين يعدلون في القول والفعل، وأن يجعلنا من الذين لا يظلمون أحدًا من الناس، وأن يجعلنا من الذين ينصرون المظلومين ويقفون إلى جانبهم، وأن يجعلنا من الذين يصلحون ذات البين وينشرون السلام والوئام في المجتمع، وأن يجعلنا من الذين يدعون إلى الخير والتقوى ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وأن يجعلنا من الذين يحبون الخير للناس كما يحبون الخير لأنفسهم، وأن يجعلنا من الذين يرحمون الضعفاء والمساكين والفقراء والأيتام والأرامل، وأن يجعلنا من الذين يدافعون عن الحق والعدالة ويسعون لنشر الخير والفضيلة في المجتمع، وأن يجعلنا من الذين يحبون الله ورسوله ويطيعون أوامرهما وينتهون عن نواهيهما، وأن يجعلنا من الذين يدخلون الجنة ويلقون الله تعالى وهو راضٍ عنهم.

أضف تعليق