خطبة عن أهمية التوحيد

خطبة عن أهمية التوحيد

الخطبة الأولى:

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:

فإن أهم ما يجب على المسلم معرفته والإيمان به هو التوحيد، وهو الإيمان بأن الله تعالى واحد لا شريك له في الربوبية والإلهية والأسماء والصفات، وأنه هو الخالق المدبر المتصرف في الكون، وأنه المستحق وحده للعبادة.

أولا: معنى التوحيد:

1- التوحيد لغة: يعني جعل الشيء واحدًا لا ثاني له.

2- التوحيد اصطلاحًا: يعني إفراد الله تعالى بالعبادة، والإيمان بأنه هو وحده المستحق للعبادة، وأنه لا شريك له في ذلك.

3- أقسام التوحيد: ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام:

أ- توحيد الربوبية: وهو الإيمان بأن الله تعالى هو الخالق المدبر المتصرف في الكون، وأنه هو وحده الذي يملك كل شيء، وهو وحده الذي يستحق العبادة.

ب- توحيد الإلهية: وهو الإيمان بأن الله تعالى هو وحده المستحق للعبادة، وأنه لا شريك له في ذلك، وأنه وحده الذي يجب أن يُعبد.

ج- توحيد الأسماء والصفات: وهو الإيمان بأن الله تعالى له أسماء وصفات خاصة به، وأن هذه الأسماء والصفات تدل على عظمته وجلاله، وأنه لا يجوز أن يُشرك معه أحد في هذه الأسماء والصفات.

ثانيا: أهمية التوحيد:

1- التوحيد أساس العقيدة الإسلامية: وهو الركن الأول من أركان الإيمان، ولا يصح إيمان المرء إلا إذا آمن بالتوحيد.

2- التوحيد سبب دخول الجنة: قال تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِلَهِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَهُ عَذَابٌ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}(النساء:56).

3- التوحيد سبب نجاة المرء من عذاب النار: قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}(النساء:116).

الخطبة الثانية:

ثالثا: الأدلة على وجود الله تعالى:

1- برهان النظم: وهو النظر في نظام الكون الدقيق، مما يدل على وجود صانع حكيم.

2- برهان الغاية: وهو النظر في وجود الغايات في الكون، مما يدل على وجود غاية حكيم.

3- برهان الإحساس: وهو الشعور بوجود الله تعالى في القلب، مما يدل على وجوده سبحانه وتعالى.

رابعا: الأدلة على وحدانية الله تعالى:

1- دليل العقل: وهو النظر في صفات الكمال في الله تعالى، مما يدل على أنه واحد لا شريك له.

2- دليل الفطرة: وهو الميل الفطري في الإنسان إلى توحيد الله تعالى، مما يدل على أنه واحد لا شريك له.

3- دليل النقل: وهو الأدلة من الكتاب والسنة التي تدل على وحدانية الله تعالى.

خامسا: آثار التوحيد في حياة المسلم:

1- التوحيد يجعل المسلم قويًا: لأنه يعبُدُ اللهَ وحدهُ لا شريكَ لَهُ، فيستمدُّ منْه القوةَ والعزةَ.

2- التوحيد يجعل المسلم حرًا: لأنه لا يعبُدُ إلا اللهَ وحدهُ لا شريكَ لَهُ، فلا يخافُ من أحدٍ سواهُ، ولا يخشى إلا إيَّاهُ.

3- التوحيد يجعل المسلم سعيدًا: لأنه يعلمُ أنَّهُ على الحقِّ، وأنَّهُ سيلقى اللهَ يومَ القيامةِ ووجهُهُ ناصعٌ.

سادسا: أسباب الشرك بالله تعالى:

1- الجهل: وهو عدم معرفة المسلم بصفات الله تعالى وأسمائه الحسنى.

2- حب الدنيا: وهو ميل المسلم إلى الدنيا ومغرياتها، مما يجعله ينسى الله تعالى ويتقرب إلى غيره بالعبادة.

3- اتباع الهوى: وهو اتباع المسلم لرغباته وشهواته، مما يجعله يضل عن طريق الحق.

سابعا: حكم الشرك بالله تعالى:

1- الشرك بالله تعالى كبيرة من الكبائر: قال تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}(لقمان:13).

2- الشرك بالله تعالى مبطل للإيمان: قال تعالى: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيدًا}(النساء:116).

3- الشرك بالله تعالى سبب لدخول النار: قال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}(المائدة:72).

الخاتمة:

أيها المسلمون: إن التوحيد هو أساس عقيدتنا الإسلامية، وهو الركن الأول من أركان الإيمان، ولا يصح إيمان المرء إلا إذا آمن بالتوحيد، فاتقوا الله تعالى وأخلصوا له العبادة، واحذروا من الشرك بالله تعالى، فإن الشرك ظلم عظيم، وسبب لدخول النار.

أضف تعليق